يُعد موسم صرام تمور الأحساء من أهم الركائز الأساسية لإبراز أبعاد إنتاج التمور في الأحساء وأهم وأكبر المحافظات المنتجة للتمور على المستويين المحلي والإقليمي، وأهميته الاقتصادية للمنطقة بشكل خاص والمملكة بشكل عام، حيث يعد موقع الأحساء الإستراتيجي داعماً قوياً للتسويق والتجارة لسهولة إمكانية وصول التمور ومنتجاتها إلى مختلف مناطق المملكة ودول مجلس التعاون الخليجي.
ويقوم المزارعون قبل موسم صرام التمور، بإعداد أشجار النخيل للجني، بتقليمها وإزالة الأعشاب الضارة حولها ومكافحة الآفات، وتحضير الأوعية الكرتونية والبلاستيكية المطابقة لمعايير صحة البيئة والعمالة اللازمة لجني التمور، لينطلق بعدها مزاد الموسم في مدينة الملك عبدالله للتمور، يصاحبه فعاليات ومهرجانات ترويجية لرفع القيمة الاقتصادية للتمور بمشاركة مؤسسات حكومية وخاصة محلية، فيما يبدأ 32 مصنعاً بالمحافظة في التحضيرات اللازمة لاستقبال التمور، وإنتاج أنواع منها المعبأة والمغلفة والعديد من الصناعات الغذائية والتحويلية كالدبس وعصائر التمر.
ويبدأ الموسم في شهر أغسطس من كل عام، ويستمر حسب الأحوال البيئية إلى شهر أكتوبر، من خلال ثلاث مراحل تتم حسب أصناف التمور، حيث يجني المزارعون التمور في الصباح الباكر على درجة حرارة منخفضة، ثم يتم ترحيلها من المزارع إلى المصانع والأسواق الإقليمية والعالمية كتمور معبأة أو منتجات غذائية أو تحويلية، وحسب الدراسات الحديثة فإن فاقد التمور في مرحلة الصرام في المزارع يتجاوز 20%.
وفي هذا السياق، أشار مدير مركز التميز البحثي في النخيل والتمور بجامعه الملك فيصل الدكتور ناشي القحطاني، أن المركز قام بتصنيع وتطوير آلة للفرز وجهاز آخر للري تحت السطحي يعملان بالذكاء الاصطناعي وبالطاقة الشمسية لتقليل فاقد التمور ورفع كفاءة استخدام الموارد المائية وتحسين جودة التمور حتى ترحيلها إلى الأسواق والمصانع، مؤكداً التزام المركز بتقليل أثر التحديات التي تواجه صرام التمور بالأحساء، وإخراج العديد من الابتكارات العلمية التي تغطي جميع المجالات المتعلقة بتطوير قطاع النخيل والتمور، ومكافحة آفات النخيل.
وتبنّى المركز إدارة 5 ندوات عالمية، وعقد العديد من ورش العمل والدورات التدريبية والأيام الحقلية للمزارعين والمهتمين بقطاع النخيل والتمور، ونشر العديد من البحوث والكتب في مجالات النخيل والتمور المختلفة، والعديد من الشراكات المحلية والعالمية تخدم هذا القطاع في كل المجالات.
وعدّ الدكتور القحطاني، موسم الصرام حدثًا هامًا يجمع بين التراث الاقتصادي والاجتماعي والثقافي، لافتاً إلى أن مركز التميز البحثي بالجامعة يؤكد على أهمية استدامة مساهماته وشراكاته في الفعاليات المرتبطة بهذا الموسم، ليتيح للمزارعين والمنتجين التعرف على أحدث ما وصلت إليه التطورات العلمية في مجال النخيل والتمور.
يُذكر أن واحة الأحساء تشتهر بزراعة النخيل وإنتاج التمور منذ آلاف السنين، وتُعد أكبر واحات النخيل في العالم، بـ 3 ملايين نخلة، تنتج ما يتجاوز 200 ألف طن سنوياً من أجود أنواع التمور شملت 127 صنفاً ، وأشارت الدراسات إلى أن عدد نخيل المملكة يصل إلى أكثر من 32.5 مليون نخلة، ومتوسط إنتاج النخلة الواحدة يتفاوت حسب الصنف بين 80 إلى 100 كيلوجرام، والإنتاج السنوي من التمور حوالى 1.54 مليون طن.