عبدالله المسيّان يكتب: هوس الترند !

التعليقات: 0
عبدالله المسيّان يكتب: هوس الترند !
عبدالله المسيّان
https://wahhnews.com/?p=36982
عبدالله المسيّان يكتب: هوس الترند !
الواحة نيوز

السوشل ميديا أفرزت مرضا جديدا اسمه هوس الترند.

كيف تصبح حديث الناس؟ كيف تجعل الملايين يتحدثون عنك ويتداولون مقطعك في هواتفهم؟.. الخ.

كل هذا المجد السريع الذي يسيل له اللعاب، لن يحتاج منك لا إلى قراءة مكتبة ضخمة كتاب تلو كتاب أو المكوث ساعات طوال يوميا في مختبر تجري أبحاثا ودراسات علمية حول لقاح جديد للبشرية أو التدرب لسنوات في أكاديمية رياضية الخ.

كل ماتحتاجه فكرة وياحبذا أن تكون موغلة في السخافة وعمل سيناريو محبوك لها وبعدها تنتقل إلى مرحلة التصوير .. فيديو لثوانٍ معدودات وتجرب حظك لعلك (تطلع) ترند وتصبح مشهورا، ثوانٍ قد تحولك من مغمور إلى مشهور.

فقد قيل قديما الغاية تبرر الوسيلة.. وباتت الغاية اليوم للبعض كيف أصبحُ ترند وإكسبلور بصرف النظر عن الوسيلة التي ستحقق له هذه الغاية.

إذا كان الترند والإكسبلور سيتحقق له بالرقص سيرقص وسيختبر إمكانياته بوصلة رقص شرقي أو غربي وإن كان بسخافة وتفاهة هو على أتم الاستعداد لكي يصبح سخيفا وتافها وإن كان بالتنمر والتندر على بني آدم سيتنمر وسيتندر ما وسعه التنمر والتندر وإن كان بفعل مخل للآداب سيضرب بالآداب العامة عرض الحائط وإن تطلب الأمر أن يتقمص دور المهرج أو الأهبل أو يلقي بنفسه للتهلكة أو بأي أمر آخر فلا مانع من ذلك إن كان ذلك سيوصله للترند بشكل أسرع وأوسع.

تذكر أنهم لن يصبحوا ترندا ولا إكسبلورا ما لم تكن الأرضية مهيأة لذلك ومفروشة لهم بالورود، وهي بالفعل كذلك.

الميديا حاليا هي أنسب مكان يمكن أن تقيس فيه توجهات الناس وهل هي متجهة صوب الجدية بشكل أكبر، أو هي متجهة صوب الهزل.

من له الشعبية والجماهيرية الأكبر عند الناس؟

هل هم أصحاب المحتوى الجاد أم أصحاب المحتوى الهزلي؟

من خلال استعراض السناب شات والتويتر والتيك توك والانستقرام واليوتيوب نجد أن السطوة والقوة الجماهيرية بيد أصحاب الحسابات غير الجادة وبنسبة كبيرة.

الهزليون هم من يجلبون الجماهير أكثر، وهم من يحصدون الأضواء وهم سادة مواقع التواصل الاجتماعي واستطاعوا سحب البساط من الكتّاب والمثقفين والدعاة والتربويين والجادين الخ، سواءً في السناب أو التيك توك أو إنستقرام الكاتب أو التربوي أو المتخصص في تنمية الذات ومن هو على شاكلتهم من أصحاب المحتوى الجاد هم الأقل في عدد الفلورز والمشاهدات.

والتفوق ليس فقط في الفلورز والمشاهدات بل يتعداه إلى الشعبية في الشارع ..أينما سار يُقابل بالحفاوة والتبجيل، اجتماعيا يُنظر له بإعجاب ويلتف الناس حوله ويتهافتون لالتقاط سليفي وكأنه فلتة زمانه أو أعجوبة الدنيا أو موهبة نادرة في الكون.

والسؤال : هل يمكننا القضاء على هوس الترند؟

لنكن صرحاء القضاء على هوس الترند أمر صعب جدا لأن أي عمل بلا دعم لن يستمر وأي عمل بدعم سيستمر، والناس لاتنفك عن الدعم بالاشتراك والمشاهدة واللايك والرتويت وتفعيل الجرس ومتابعة كل جديد يعرض في السوشل ميديا، وبالتالي لا علاج لهذا المرض في المدى القريب وبات كمرض مزمن وعلينا التعايش معه فقط.

التعليقات (٠) اضف تعليق

اضف تعليق

بريدك الالكترونى لن نقوم بأستخدامه.

You may use these HTML tags and attributes:
<a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <s> <strike> <strong>