وزالت الدهشة بحديثها !

د.محمد إياد العكاري

كان لقاءً مميَّزاً مثيراً حيث دخلت لعيادتي بفرحٍ وبهجةٍ، وقابلتني بسعادةٍ وسرورٍ وكأنَّها وجدت ضالَّتها!!ولقيت من تبحث عنه ؟!بل وكأنَّها إحدى بناتي وتعرفني منذ زمنٍ بعيد!! فاندهشت وعجِبتُ !!؟

أجل هذا ما كان منها بعفويةٍ وسجيةٍ حيث دخلت بابتسامتها المشرقة وسلامها الذي يحمل كل عبارات الثناء والتقدير، ووجهها الحيي الذي ينطق بأجمل معاني النَّقاء، ومحيَّاها الذي ملأته الفرحة وكأنَّ البهجة والسَّعادة حلَّت فيه لتبادرني وتقول: ألا تذكرني دكتور كان هذا صبيحة هذا اليوم وضحاه في الساعة العاشرة !؟
وأنا أنظر بتعجبٍ واندهاشٍ من الموقف!!

ثم تابعت حديثها وأردفت قائلةً بلطفٍ وأدبٍ جم :
دكتور أنا مراجعتك التي عالجتها عندما كان عمرها عشر سنوات في عيادتك وأنا الآن عمري أربعون سنة ،وطبيبة أسنان ..أعمل بالأحساء، وكم فرحت عندما وجدتك.. حيث بحثت عنك ،وسعادتي لاتوصف بلقياك …فأنت من أجد الراحة والطمأنينة بطبابته وعلاجه ،والثنية العلوية التي عالجتها لي قبل ثلاثين عاماً معالجة عصب لم تزل بأحسن حالاتها، وأفتخر بعلاجها النموذجي الذي أجريته لي وخصوصاً عندما أشاهد صورة المعالجة، وأذكرها للزملاء، ولازالت الحشوة الخلفية أيضاً التي أجريتها لي بأحسن حال، وكنت أستمع إليها وهي تتحدث بعفويةٍ وامتنان …أستمع إلى رقي عباراتها قبل حديثها …،وأبصر حسن أدبها قبل كلامها ، …وأتأمَّل جمال تعبيرها قبل شكرها وتقديرها ،حيث شعرت والله بسعادةٍ لاتوصف وكأنها إحدى بناتي وكأنها ابنتي الكبيرة طبيبة الأسنان د.نور محمد إياد العكاري وهي من سنها ونفس مواليدها، وهنا تبادر لذهني أمرٌ عظيم أي والله أمر الأمانة التي نحملها، فما عملته أنا واجبٌ علي وهو بسيط ولكن الله يبارك العمل إن أحسنته وأتقنته كما قال حبيبنا المصطفى عليه الصَّلاة والسَّلام فيماترويه السيدة عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
إنَّ اللهَ تعالى يُحِبُّ إذا عمِلَ أحدُكمْ عملًا أنْ يُتقِنَه
الألباني صحيح الجامع: 1880 حديثٌ حسن

أجل يبارك الله سبحانه العمل إن أحسنته وأتقنته وتجد أثره وثوابه في الدَّنيا قبل الآخرة ، تجده قبل و بعد وعند رب العالمين هناك هناك لاتضيع الأعمال وولايضيع ثوابها ، أي والله (هل جزاء الإحسان إلا الإحسان ).

هو عمل كان ..ولكن الله باركه وثمَّره في الدنيا قبل الآخرة ،غفر الله لنا تقصيرنا وهفواتنا، وألهمنا مافيه صلاحنا ورشدنا، وأن نُحسن القصد والعمل، ونبذل الجهد والطَّاقة ،ونتوكَّلُ على الله فهو المعين الشَّافي وهو المستعان والموفق، ووالله لقد غمرتني سعادة مابعدها سعادة بهذا اللقاء الراقي، وماأُهدي إليَّ فيه، وكأنني أهديت إليَّ كنوز الدنيا ولاتعدلها أبداً أبداً فأسمى العلاقات هي العلاقات الإنسانية.

وقد أهديتها كتابي عن الأحساء بلدةٌ طيبةٌ وربٌ غفور وقلت لها لو أملك هديةً أثمن منها لفعلت.
فأشكر لها هذا الحس الراقي والأدب الجميل والذَّوق الرفيع والحمد لله رب العالمين .