علماء الآثار: الطين استخدم في البناء قبل 11000 سنة.. والأحساء بحاجة لمعهد فنون تقليدية

التعليقات: 0
علماء الآثار: الطين استخدم في البناء قبل 11000 سنة.. والأحساء بحاجة لمعهد فنون تقليدية
https://wahhnews.com/?p=15551
علماء الآثار: الطين استخدم في البناء قبل 11000 سنة.. والأحساء بحاجة لمعهد فنون تقليدية
جاسم العبود

أرجعت دراسات علماء الآثار استخدام مادة الطين في البناء إلى قبل 11000 سنة، والتقنية المستخدمة في مادة الطين حينها نفسها المستخدمة اليوم، حيث كانت بدايات تشكيله يدوياً ثم تطورت باستخدام القوالب.

وأفاد المعماري علي الحاجي “خريج جامعة الملك فهد للبترول والمعادن بتخصص العمارة”، خلال جلسة “البناء بالطين”، في دار نوره الموسى للثقافة والفنون المبدعة، بتنظيم من مؤسسة “بهو” للملتقيات والمعارض، بأن مادة الطين تستخدم في أكثر من 60000 شكلاً وغرضاً، كبناء البيوت والمعابد وترصيف الطرق وصناعة الفخار وغيرها، باختلاف الحضارات.

وأكد، بأن منظمة اليونيسكو سجلت 203 موقعاً تراثياً عالمياً مبنية من مادة الطين، وذلك يمثل 17% من المواقع المسجلة في المنظمة، بينما سجلت هيئة التراث السعودية 8531 موقعاً تراثياً أغلبها مبنية من مادة الطين في المملكة.

وأوضح، بأن مادة الطين تمثل جزء من التربة، تستخرج من القشرة السطحية للأرض، ويفضل النزول 50 سنتيمتر لأن الطبقة الأولى من التربة “العضوية” غنية بالمعادن تترك للزراعة، وأن مكونات التربة الطينية هي: بحص، حصى، رمل، طمي، طين، وتختلف نسب هذه المكونات من موقع إلى أخر.

وتمثل مادة الطين لباقي أجزاء التربة ما يمثله الأسمنت بالنسبة للخرسانة، بينما تمثل قطع الحجر والرمل الهيكل الإنشائي لتربة البناء، مؤكداً أن التربة الطينية متوفرة في كل مكان على سطح كوكب الأرض.

وبالمقارنة بين الطين والأسمنت، فأن مادة الطين تستخرج من الطبيعة من خلال عملية فيزيائية تتثمل في إعادة تشكيله لذا يعتبر صديق للبيئة، بينما عملية إنتاج الأسمنت تحدث داخل المصانع من خلال تفاعلات كيميائية.

وأضاف: أن نسبة معامل توصيل الحرارة للأسمنت أكثر منها للطين بمقدار ثلاثة إلى أربعة أضعاف، مما يعطي المباني الطينية صفة موازنة الحرارة، والتقليل من تأثير أشعة الشمس الساقطة أثناء ساعات النهار، واحتفاظها بالحرارة نهارا لتخرجها في ليالي الشتاء، كذلك تقوم الجدران الطينية بامتصاص الرطوبة الزائدة داخل المنزل وإعادتها عند الحاجة، ما يعني أن نسبة رطوبة الهواء في البيت المبني من طين تبقى ثابته ومثالية.

وبالإمكان إعادة استخدام مواد المباني الطينية بعد الهدم، ويكفي لذلك طحن الطين الجاف وخلطه مع الماء لكي يستخدم مجدداً، أو تركه ليتحلل في التربة دون ضرر على الطبيعة، أو إعادة ترميمه بنفس المواد، بيد أن مخلفات المباني الأسمنتية لا يمكن تدويرها بعد الهدم.

وأوضح بأن لدى مادة الطين صفات سلبية، منها: لا يمكن إخضاعها لمواصفات معينة بسبب تنوعها الكبير، فلكل موقع تربة طينية مواصفات خاصة، وهذا ما يحد من صناعة كميات كبيرة من الطين بمواصفات معينة، متسبباً تراجع في استخدامه، بينما تركيبة الخلطة الأسمنتية ثابتة في جميع مصانع العالم، مما يسهل صناعة أي كمية مطلوبة.

ومن الصفات السلبية أيضا، عملية خلطه التي تستغرق ما بين أسبوع إلى أسبوعين، يتم خلالها تقليب الخلطة يدوياً وزيادة الماء يومياً، ورغم استحداث مكائن لتقليبه وتسريع وصول الماء إلى جزيئاته، إلا أن إنتاج الأسمنت يبقى أسرع.

ونوه عن اهتمام رؤية المملكة 2030 باستخدام مادة الطين، كونها مادة صديقة للبيئة ومرتبطة بتراثنا، وتعزز من أصالة المنطقة.

من جانبه ناشد المهندس أحمد المنديل من الجمعية السعودية لعلوم العمران والهيئة السعودية للمهندسين، بإنشاء معهد للفنون التقليدية في محافظة الأحساء، لتأصيل وإنتاج جيل يهتم بالحرف التقليدية التراثية.

وأشار إلى الالواح الطينية بأنها مصنعة بتقنيات حديثة معاصرة من مادة الطين، تعطي ملمس وخصائص الطين، وتأتي بمقاسات محددة، بالإمكان استخدامها كما يستخدم ورق الجدران.

التعليقات (٠) اضف تعليق

اضف تعليق

بريدك الالكترونى لن نقوم بأستخدامه.

You may use these HTML tags and attributes:
<a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <s> <strike> <strong>