أفاد شيخ سوق التمور المركزي في الأحساء عبدالحميد الحليبي آل بن زيد بأن بعض الكتب والمراجع العلمية تتناول المنتجات الثانوية لنخيل التمر تحت مسمى “مخلفات النخيل”، وهذا خطأ فالنخلة لا يوجد فيها مخلفات، والمسمى الحقيقي للمنتجات الثانوية هو مشتقات النخلة.
وأضاف “الحليبي”، بأن المنتجات الثانوية للنخيل من جذع، جريد، ليف، كرب، مصيع، مقيع، عسق، جموز، وتلتال تسمى مشتقات النخلة، ويناشد بحذف مسمى “مخلفات النخيل” من الكتب.
نخيل التمر يمثل ثروة حقيقية
من جانبه أكد عضو هيئة التدريس بكلية العلوم الزراعية والأغذية بجامعة الملك فيصل الدكتور “مصطفى عزام” لـ “الواحة نيوز“، بأن نخيل التمر يمثل ثروة حقيقية للدول المنتجة للتمور في العالم، وإن كانت التمور هي المنتج الرئيس للنخيل، إلا أن المنتجات الثانوية لنخيل التمر تعتبر هامة اقتصادياً إذا أُحسن استغلالها فلم يعد الاستثمار في مجال نخيل التمر يقتصر على إنتاج التمور فحسب، إنما تقدم شجرة نخيل التمر أيضاً نواتج ثانوية من أجزائها الأخرى. هذه الأجزاء الثانوية والتي قد يعتبرها البعض مخلفات تمثل سلعة اقتصادية يمكن استخدامها كمصدر لصناعات محلية كثيرة خاصة في المناطق التي تسود فيها زراعة النخيل.
وأردف، يتم تعريف النواتج الثانوية لنخيل التمر بأنها كافة النواتج والبقايا غير الرئيسية أثناء القيام بالعمليات الزراعية في المزرعة وتشمل هذه المنتجات (الجذوع، السعف، الليف، الكرب)، بالاضافة إلى النواتج الثانوية بمصانع تصنيع التمور مثل (النوى، الألياف، التمور الرديئة). لذلك يعتبر مصطلح المنتجات الثانوية لنخيل التمر هي الأشمل والأدق من كلمة مخلفات، حيث أن كون جميع الأجزاء التي تنتج عن العمليات الزراعية المختلفة التي تجرى على شجرة نخيل التمر وثمارها والتي كانت تمثل عبئاً كبيراً على المزارع ومصانع تعليب التمور تمثل منتجات ثانوية في الآونة الأخيرة تم تعظيم الاستفادة منها في أغراض صناعية متعددة.
التمر هو المنتج الأساسي
وفي حديث للمهندس المعماري والمهتم بالتراث “عبدالله الشايب” لـ “الواحة نيوز“، قال: بالإضافة إلى كون النخلة تمثل أمن غذائي للمملكة من خلال إنتاج التمور، فالتمر هو المنتج الأساسي، كما أن النخلة يستفاد من جميع أجزائها وتزود البيئة بمنتجات كثيرة.
فبالإمكان الحصول على السعف اليابس من النخلة القائمة، واستغلاله كمصدر للطاقة في البيت والمزرعة، كما يستغل في بناء العشة والعريش والبرستج، وكذلك السعف الأخضر الذي يأتي من مصدرين، أحدهما المتكسر نتيجة هبوب الرياح أو قرض العث، أو بإزالة النخلة، ويستغل في الصناعات الخوصية، كالحصر والزبيل وحقائب النساء، ويستفاد من عرق السعف أو السمط كوقود وعمل الأقفاص للطيور والقردة، وله سوق لدى القفاصين.
إما قاعدة السعف التي تعرف باسم (الكرب) فتستخدم كوقود، ومن بين الكرب والجذع يستخرج نسيج يسمى “الليف”، له عدة استعمالات كحفظ العذق أو الطلع أثناء التلقيح، صناعة الحبال والخرج والمروى، وعمل البخور، وكذلك يُقطر ماء اللقاح من لحاء نبات (التلتال).
وبإزالة النخلة يُستخرج اللب والذي يعرف باسم (الجذب)، وهو يؤكل حلو المذاق، كذلك تُستغل القشرة الخارجية للنخلة (القلاف) كوقود لصناعة الخبز الأحمر، ويبقى الجذع ناعماً يقطع إلى قطع صغيرة تستعمل كوقود، أو لصناعة الالواح الخشبية، وإما جذوع النخلة (العكرة) الجزء المختفي في الأرض، فانه يستخرج وتزال الجذور الصغيرة (التي تجفف وتستعمل لحرق التربة)، ليستخدم في عمل التصاميم الداخلية للمنازل.
إنتاج النخلة ليس للأكل فقط
وفي السياق ذاته، أوضح الباحث الزراعي عبدالله الشقاق لـ “الواحة نيوز“، بأن إنتاج النخلة ليس رطباً أو تمراً للأكل فقط، بل حبا الله سبحانه وتعالى النخلة بثروة عظيمة ومنتجات مربحة لو استغلت الاستغلال الأمثل، وبدل حرقها أو رميها في حاويات النفايات يمكن إعادة تدويرها، لتصبح ذات فائدة للمزارع فضلا عن تحسين البيئة وتجنب تلويثها.
هذه المنتجات تحتوي على مكونات غذائية أو سمادية جيدة، يمكن الاستفادة منها في تغذية حيوانات المزرعة، أو تحويلها إلى مواد صالحة للاستخدام ذات جودة عالية، يطلق عليها منتجات صديقة للبيئة مثل الألواح، الأبواب، الطاولات، الكراسي، فضلا عن استخدامها كأسمدة عضوية وغير ذلك.