عبر استطلاع أجرته "الواحة نيوز"..

ما أثر نظرية الذكاءات المتعددة في آلية اكتشاف الموهوبين؟

1 تعليق
ما أثر نظرية الذكاءات المتعددة في آلية اكتشاف الموهوبين؟
https://wahhnews.com/?p=11499
ما أثر نظرية الذكاءات المتعددة في آلية اكتشاف الموهوبين؟
جاسم العبود

تؤكد الأنشطة المُقدمة للأطفال والمختلفة التوجهات، دورها الكبير في اكتشاف الموهوبين وفق جملة من الشروط القائمة على عملية تخطيط لنوعية تلك البرامج؛ وذلك من أجل التعرف على أدوات اكتشاف الموهوبين، عن طريق الاستعانة بنظرية الذكاءات المتعددة وتوظيفها في تقديم الأنشطة المناسبة لهم.

ولكن، في الوقت الذي بتنا نكتشف فيه مواهب الأطفال بمحض الصدفة، كيف لنا أن نحكم على صحة الإشكالية القائمة في عبارات الأهل التي تسأل، عن:

  • كيف أعرف أن طفلي موهوب أو مبدع؟
  • كيف أوجه موهبته لمكان يساعده في تنمية الموهبة؟
  • كيف أعرف أن طفلي موهوب في مجالٍ ما، دون الآخر؟

عن تلك التساؤولات وغيرها، عدد من المختصين والمهتمين بمجال الموهبة والإبداع، والطفولة المُبكرة، يُجيبون.

اكتشاف وتشخيص الموهوبين

مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع “موهبة”، ترى أن معظم الدراسات تفترض بأن للطلبة الموهوبين خصائص وقدرات يُمكن قياسها وملاحظتها في السنوات المبكرة.

وهذه الخصائص تشمل الجانب المعرفي والإبداعي، وتساعد على عملية كشف الموهوبين، لتصميم وتلبية احتياجاتهم، مع ضرورة النظر إلى عدد من الاعتبارات المهمة عند ملاحظتها.

فبإمكان المعلم، أو ولي الأمر، أو أي فرد من المقربين من الموهوب إذا لاحظ أحد سمات الموهوبين على طالب، التواصل مع مؤسسات ذات علاقة بتنمية الموهب والإبداع، فعلى سبيل المثال: مؤسسة “موهبة” التي تعمل على إخضاع الموهوب لواحد من الوسائل المُعينة على اكتشاف الموهوبين، منها:

  • البرنامج الوطني للكشف على الموهوبين “مقياس موهبة للقدرات العقلية”، وهو اختبار سنوي يجرى للطلبة من ثالث ابتدائي حتى أولى ثانوي، حيث يُحدد قدرته العقلية، وكيف يمكن تطويرها.
  • المسابقات السنوية التي تطلقها مؤسسة “موهبة” بالتعاون والشراكة مع وزارة التعليم، مثل: مسابقة الكنجارو، ومسابقة بيبراس، ومسابقة موهوب.
  • اكتشاف الموهوبين في الجانب العلمي، نظام (STEM)، الرياضيات، الفيزياء، الكيمياء، والعلوم إلخ.

فيما أفادت عضو المركز الوطني لأبحاث الموهبة والإبداع بجامعة الملك فيصل، الدكتورة “يسرى زكي عبود”، بأن عملية اكتشاف الموهوبين تبدأ باستخدام قوائم الخصائص السلوكية التي يمكن أن يطبقها المعلمين أو أولياء الأمور، فهي بدورها أن تُحدد الدرجة التي تنطبق بها  خصائص الموهوبين على الطفل وهذه الخصائص هي (المعرفية، الأكاديمية، الدافعية، الفنية، الإبداعية وأخيراً القيادية)، وفي المرحلة الثانية يمكن أن تُطبق اختبارات الذكاء، مثل Woodcock Johnson أو Wescher Intelligence Scale for Children أو Stanford Binet (L-M).

مُشيرةُ إلى أن متوسط ​​درجة الذكاء هو 90-110، وعادةً ما يسجلون الأطفال الموهوبين درجة أعلى بكثير من تلك، ولكن مع صعوبة تطبيق الاختبارات الفردية السابقة التي تحتاج لمتخصصين لتطبيقها وتفسير نتائجها وكتابة التقارير، فإن استخدام الاختبارات الجمعية، مثل: مقياس Gifted Rating Scale (GRS-S) أو اختبار Cognitive Abilities Test (CogAt) ، وكلا الأداتين تم تقنينهما على البيئة السعودية من قبل المركز الوطني لأبحاث الموهبة والإبداع.

وكلما تم تحديد الموهبة في سن مبكرة، كان بالإمكان رعايتها خاصة المواهب الاستثنائية وبشكل أسرع.

ومع ذلك، يوصى غالبًا أن ينتظر الآباء حتى يبلغ الأطفال 5 أو 6 سنوات قبل أن يخضعوا للتقييم الرسمي ويدخلوا في برنامج تعليم الموهوبين.

خصائص وسمات اكتشاف الموهوبين

وحول الخصائص المتمثلة في آلية اكتشاف الموهوبين، تُعلق عبود”، قائلة: “أن الموهبة ترافق الطفل إلى مرحلة البلوغ وكل فرد لديه موهبة فريدة من نوعها. إلا أن هناك بعض السمات والسلوكيات التي يلاحظها الآباء والمعلمون تُشير إلى أن لديهم طفلاً موهوبًا، فــ:

  • غالبًا ما يكون الأطفال الموهوبون فضوليين بشأن العالم من حولهم وقد يسألون أسئلة مفصلة لإشباع تعطشهم للمعرفة.
  • ينتهج الموهوب نهج خاص به في تنفيذ المهام.
  • الطفل الموهوب هو مفكر أصيل وقادر على الوصول إلى التفكير المجرد وتجميع الأفكار من مناطق مختلفة.
  • متقدمون معرفيًا وقادرون على تعلم مهارات جديدة ذاتيًا.
  • حساسون لبيئتهم. من سن مبكرة، كأن يكون الطفل الموهوب في حالة تأهب شديد ويتوافق مع بيئته.
  • قد يكون هؤلاء الأطفال عنيدون تمامًا ولديهم مشاعر قوية حول الموضوعات التي تهمهم، كما يمكنهم أيضًا أن يكونوا أكثر وعيًا بآراء ومشاعر الآخرين.

وأضافت، هناك عدد من الطرق التي نعمل بها في تحديد واكتشاف الموهبة، فغالبًا ما يتم استخدام مزيج من اختبارات القدرة والإنجاز، بما في ذلك الملاحظة أو مراجعة مجموعة عمل الطالب، ويمكن النظر في أنشطة الطفل داخل المدرسة وخارجها، إلى جانب القدرات المعرفية والإبداع والعادات العاطفية والسلوكية.

وفي السياق ذاته، يذهب المستشار التربوي والمدير التنفيذي لجمعية درر لرعاية الطفولة “فهد بن عبدالرحمن الربيع”، بالقول: (توجد حقيقة علمية تقول: “كل إنسان يخلق بدماغ كامل فهو موهوب في مجال معين”، ليأتي دور الأسرة والمجتمع والمدرسة في اكتشاف مجال موهبته، من خلال قياس ذكاءات الطفل المتعددة، وتهيئة البرامج المناسبة لتطويره، وللموهبة عدة مؤثرات، منها البيئة الأسرية الصحيحة، المساهمة في تطوير موهبته واكتشاف ما يتميز به.

مؤكداً على أن اكتشاف الموهبة ليس بالأمر الصعب، إذا تعرف الوالدين على خصائص نمو الطفل، والطريقة السليمة للتعامل معه، فالوالدان هما الوسيلة الأولى لاكتشاف الطفل الموهوب، ويأتي من بعدهما المؤسسات المجتمعية لتحديد المجال الذي يتميز فيه بشكل أدق، كما يوجد عدد من الجهات في المملكة لاكتشاف الأطفال الموهوبين، منها مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع.

المملكة العربية السعودية تواصل اهتمامها المستمر للموهوبين السعوديين، وقانون الطبيعة يقول: بأن التركيز على أي شيء يكبر، فإن ركزنا على الموهبة ستتوسع بشكل أكبر، والتركيز يأتي من الجهات الحاضنة لهذه المواهب.

وبحكم تخصصه التربوي، وجه نصيحته للوالدين للاهتمام بأركان تنمية المواهب، وصنع المناخ الصحي للأبناء للإبداع، وأول تلك الأركان هو صنع مناخ أسري جيد يسوده الحب والاتفاق – الوفاق الوالدي – في توحد أساليبهم وأهدافهم في التربية، والركن الثاني يتمثل في وضع المثيرات المتنوعة منها: الألعاب الحركية، والذهنية، ووضع الطفل في مشاكل وهمية لتطوير مهاراته في حل المشاكل واتخاذ القرارات، وتوفير القصص له منذ نعومة أظفاره، والإجابة على استفسارات الطفل.

مؤشرات وعلامات

وعن الدلائل الدالة على تمتع الطفل بالموهبة، يوضح رئيس قسم الموهوبين في أكاديمية الكفاح الأهلية الأستاذ رضا رمضان حماد النجار، المؤشرات الدالة على ذلك، والتي تنطلق من بيئته الثرية بالإثراء المعرفي والمهاري، وعلى وجه الخصوص بيئة الأسرة؛ كونها تُعد العامل الرئيسي المُساهم في إثراء ورعاية قدرات وموهبة الطفل التي سريعاً ما تنمو وتعطي مؤشرات واضحة يسهل قراءتها، ومن هذه المؤشرات:

  • سرعة مع الوفرة في تعلم الكلمات في وقت مبكر.
  • القدرة على التمييز في وقت مبكر، مثل: التمييز بين الألوان وبين القياسات والأحجام وبين الأصوات.
  • القدرة الفائقة على عد الأرقام في عمر مبكر.
  • حب الاكتشاف للأشياء فيما حوله.
  • قوة التركيز في تعلم الكلمات وحفظ الأسماء من الصور.
  • التفاعل الاجتماعي بشكل ملفت مع أسرته ومن حوله.
  • ارتفاع مستوى الثقة بالنفس لديه عند النقاش وطرح الأسئلة على أسرته.

وإن أفضل الوسائل لاكتشاف الطفل الموهوب هي الأنشطة التي يتفاعل معها داخل أجواء الأسرة، خاصة تلك الأنشطة التي تقوم على عملية التعليم، والتعلم، والإثراء العلمي، مثل: نشاط تعلم الأسماء من الكتب المصورة، حفظ الأرقام، كتابة الحروف، وتعلم المهارات التقنية واليدوية، بالإضافة إلى مشاركة الطفل في أنشطة وأعمال الأسرة، فهذه تعطي تصورات واضحة ومؤشرات قوية عن مستوى موهبة الطفل، وتسهل اكتشاف موهبته.
فرعاية الموهوبين تحتاج إلى تضافر جهود العديد من المؤسسات والهيئات المختلفة، ولعلنا نلمس في السنوات الأخيرة جهود عظيمة تقوم بها مؤسسة الملك عبد العزيز ورجاله للموهبة والابداع “موهبة” في الكشف عن الموهوبين وتوفير مجالات الرعاية المختلفة من خلال أمور منها:

  • الشراكات الاستراتيجية مع وزارة التعليم وهيئة القياس والتقويم.
  • الشراكات مع المدارس المختلفة على مستوى مناطق المملكة لتوفير بيئات تعليمية مناسبة للطلاب الموهوبين.
  • رعاية المسابقات في مجال العلوم والرياضيات والبرمجة.

في ماذا يختلف الطفل الموهوب عن أقرانه؟

يذكُر الدكتور “أحمد البوعلي “-المدير التنفيذي لمركز افلاذ وشمل لتنمية الطفل-، أن الطفل الموهوب يختلف عن أقرانه، وتتمثل هذه الاختلافات في مجموعة من السمات التي يمكن ملاحظة بعضها، في مراحل مختلفة من نمو الطفل:

  • منذ الولادة، تظهر عليه مؤشرات التفوق، والموهبة مثل تثبيت النظر بالأشياء والأشخاص، والاستجابة بالابتسام للمثيرات التي حوله، بعد أسابيع قليلة من ولادته، والمبادرة إلى التواصل مع المحيط والآخرين في وقت مبكر، أيضاً قلة ساعات النوم مقارنة بأقرانه، والبدء المبكر بإدراك الأصوات، كصوت الأم أو الأب، أو القريب منه.
  • النمو الجسدي السريع، والجلوس في وقت مبكر، كما أنه يسبق أقرانه في كسب اللغة.
  • يتحدث حوالي اثنتي عشرة كلمة في عمر ستة عشر شهراً، وتتضاعف بسرعة في عمر سبعة عشر شهراً.
  • في مرحلة الدراسة يكون لديه تحصيل علمي كبير، وتفوق دراسي، ويميل للعمل الذاتي.
  • ينتقد الأشياء والأسباب بشكل مستمر وبناء، ويطرح أسئلة كثيرة.
  • تظهر لديه في هذه السن أصالة في التفكير، بعيداً عن الروتين.
  • يسعى للحصول على المعلومات من مصادرها الرئيسية.
  • فضول عقلي لاكتشاف الأشياء المجهولة، ويفضل المهمات القيادية.
  • يظهر اهتماماً واسعاً بالكتب والمعاجم، وإجراء التجارب العلمية في المنزل.
  • يطرح أفكار أكثر تقدماً عن سنه.
  • امتلاكه لحصيلة لغوية ومعلومات كثيرة في سن مبكرة.
  • القدرة على إدراك العلاقات السببيّة بين الأشياء.
  • يتمتع بسعة الخيال ودقة الملاحظة.
  • لا يمل من العمل المستمر ولديه القدرة على تركيز الانتباه لمدة أطول من اقرانه.
  • يحب القراءة والمطالعة لمواضيع تفوق عمره الزمني، ويعمل على إنجاز كلّ ما يوكل إليه من أعمال في الوقت المناسب وبدقة ويحب العمل بمفرده ويحتاج إلى قليل من التوجيهات.

ولاكتشاف الأطفال الموهوبين يُنصح بمراقبتهم وهم يلعبون، والسماح لهم باكتشاف مواهبهم ودعم اهتمامهم بأريحية، وتقديم الإثراء في مجالات اهتمامهم، والتواصل بشكل إيجابي، والحرص على حصول الطفل على الوقت اللازم للتواصل مع الآخرين، وتسجيل الطفل في المسابقات.

وهنا لا مجال للشك بأن جميع الأطفال يمتلكون قدرات عقلية مختلفة، وإمكانيات فكرية متنوعة، ‏لا يمكن التقليل منها ‏أو كبتها، كما يقول الدكتور “يوسف بن محمد الرويشد -المستشار الأسري في مركز التنمية الأسرية بالأحساء ومركز أفلاذ لرعاية الطفولة-، ‏فهو يرى في نظرية “الذكاءات المتعددة” التي وضعها عالم النفس الأمريكي الدكتور “هاورد جاردنر”، إشارة علمية تؤكد ذلك، وتنفي النظرة السائدة بأن الذكاء تحصيلي‏، اكراً الكثير من المؤشرات الدالة على الأطفال الموهوبين، منها على سبيل الحصر: السمات الاجتماعية، العقلية، الانفعالية، الحدسية، الجسمية.
كما يوجد العديد من الوسائل لاكتشاف الطفل الموهوب، بإمكان الوالدين استخدامها أو الاستعانة بأحد الخبرات الجيدة في هذا المجال، ومنها:

  • ‏الاختبارات الموضوعية ‏مثل اختبار القدرات العقلية.
  • مقاييس السمات الشخصية وهي التي تحدد درجة الإبداع لدى الأطفال.
  • وسائل التقويم والتقدير، والتي تكون في المحاضرة التربوية من قبل معلمين مختصين في اكتشاف المواهب.
  • ‏الملاحظة ‏المنظمة والمقابلات.

مجالات الموهبة

ومن المفاهيم الخاطئة الشائعة أن لا يستطيع الموهوب الجمع بين أكثر من موهبة في آنٍ واحد، إلا أن المختصين يؤكدون على قدرة امتلاك الطفل عدة مهارات وذكاءات، إلا أنه غالباً ما يتميز في أحدها، وذلك يُعد من أحد معايير اختيار التخصص والإستزادة والتطوير للوصول إلى مرحلة التميز.

وعنه، أوضحت الدكتورة بسمة راشد الغفيلي -الأستاذ المساعد في قسم الطفولة المبكرة بجامعة الاميرة نورة بنت عبدالرحمن-،  أن مجالات الموهبة كثيرة لدى الأطفال، فأول وأهم مؤشر فيها هو قياس السلوك الظاهر للفرد، حيث يكون غير عادي متفوق على أقرانه، سواء كانت هذه الموهبة غنائية، رياضية، عداء في السباحة، مهارة ظاهرة في كرة القدم، موهبة حسابية، لفظية وقصصية وشعرية، فنية الرسم، صناعة الفخار، كما يوجد صفات قيادة من الممكن أن تكون مؤشر للطفل الموهوب، كالثقة بالنفس، التحدث أمام الجمهور، المرونة في التفكير، تحمل المسؤولية، الدافعية.
والوسيلة لاكتشاف الأطفال الموهوبين باعتقادها، هي الوعي الكافي، لأن الموهبة بحر، لا نستطيع حصره في مجال واحد، يوجد موهوبين فنانين، رسامين، مبرمجين، حرفيين، عدائين، شعراء، وملهمين، لا يشترط بأن يكون الطفل الموهوب في مجال القصة موهباً في الخطابة والشعر وكتابة المقالة؛ نظراً لوجود فروق فردية بين الأشخاص، علاوة على ذلك الذكاء المعرفي لا يرتبط بالذكاء الاجتماعي، فكثير من الموهبين لا يستطيعون إقامة علاقة اجتماعية.

فالموهبة تبدأ بسلوك ظاهر مميز وغير اعتيادي، وإذا لم تطور وتشجع من الداخل والخارج فإن هذا السلوك سوف ينطفئ؛ لأن الموهبين يعتبرون أقلية في جميع المجتمعات، سواء كانت فقيرة أو غنية، وتربية الطفل الموهوب تعتبر من التجارب الفريدة من نوعها، فهي مليئة بالإثارة والتحديات معاً، للموهوب والوالدين على حدٍ سواء.

بينما تعتقد الأستاذة رحمه بنت يوسف الخضير -مديرة روضة جمعية المواساة بالقارة- أن الطفل الموهوب في مجال القصة يكون موهوبًا في الخطابة والشعر وكتابة المقال والأداء، فقراءة الكثير من القصص تكسب الطفل العديد من المهارات اللغوية والمصطلحات، وقد تمكنه من فنون الكتابة مستقبلًا ولكن ليس بشرط أن تكون مؤهلة تلك الموهبة إجادة مهارة الإلقاء أو الخطابة والأداء، فهي تعتمد بحد كبير على الجرأة وحب الظهور وملاقاة الجمهور.

وتنصح، بأهمية استمرار الأسرة في العمل على تنمية مواهب أطفالهم، وأن لا يتوقفوا عند حد وصول الطفل إلى إنجاز معين أو حصوله على جائزة أو ميدالية، وليتذكروا دائمًا بأن المواهب لا تقتصر على الجوانب الأكاديمية فقط.

وأشار الدكتور عبدالله البطيَّان -وكيل أدبي ممارس- إلى أن تعدد الذكاءات طبيعة في أي موهوب وتفاوتها من ذكاء لآخر يجعل الطفل حسب تجربته وميوله يتميز في هذا ويتجنب ذاك، مع العلم أن توازن الذكاءات لدى طفل تحت عشر سنوات سخره ذووه للقراءة والاطلاع وتم تمكينه من الإمساك بالقلم يجعله مميز في الذكاء اللفظي الأدبي نتيجة ذلك التسخير، أما الجانب الحركي والعملي ربما يتوافق وربما يكون له شأن في هذه الناحية عن غيرها لتوافقه مع الميول والرغبة والاستفادة من الفرصة.

وتؤكد الأخصائية الاجتماعية ومشرفة مبادرة “نون والقلم” للإنتاج القصصي للأطفال واليافعين -الأستاذة منال ياسين بوخمسين-، من خلال تجربتها في مبادرة “نون والقلم”، اكتشفت أن الأطفال الذين شاركوا في المبادرة كانت أول تجربة لهم في التأليف، والعمل على انتقائهم للموضوع وهدف وحبكة القصة كانت مبدعة ومؤثرة، ودعم الوالدين كان له الأثر الايجابي في استمرار الطفل إلى أخر مرحلة في المبادرة، حتى لحظة إنتاجها وإخراجها من دار نشر “أطياف للتأليف”.  ناهيك عن أن جانب الحوار مع الموهوب من الممكن أن يكون له دورًا مهمًا في اكتشاف موهبة الطفل، من حيث تهيئة الأجواء المناسبة له ومساعدته في خوض أكثر من تجربة مع مراعاة الفئة العمرية؛ كالرسم، القراءة، فنون المسرح، الرياضة والأعمال الحرفية وغيره الكثير.

ما دور الجهات المعنية اتجاه ذلك؟

أخيراً: يأتي دور الجهات والمؤسسات المختصة بذلك، لأن تكون لها مساهمات فاعلة ودور واضح الأثر؛ كونها الموجه والراعي المختص لتلك الموهبة، خاصةً وأننا نتمتع بمساقات رؤى سامية تُمثلها رؤية 2030، التي اعتمدت ‏واعتنت عناية كبيرة بالموهوبين، ووضعت المحاضن التربوية والثقافية لذلك الجانب.

واحدة منها: المركز ‏الوطني ‏للكشف عن الموهوبين “موهبة”، ‏وعدد من الجمعيات الداعمة للموهبة منها “كيان موهبة”، بالتعاون مع وزارة الشؤون الاجتماعية، وجمعية الثقافة الفنون تبنت جانب المسرح والفن التشكيلي، وجامعة الملك فيصل التي تُقدم مساهمة فاعلة للموهوبين، من خلال عدة خطوات يمكن تلخيصها فيما يلي:

  • تقديم الدورات التدريبية المتخصصة بمجال الموهبة وتنمية التفكير الإبداعي لدى الطلاب.
  • تقديم دورات تدريبية لأعضاء هيئة التدريس حول مهارات التدريس الإبداعي، وكيفية تنمية ورعاية الطلاب الموهوبين وتطوير قدراتهم.
  • دعم ابتكارات الطلاب اختراعاتهم وتوفير حاضنة لتوليد الأفكار الإبداعية.
  • إرشاد ومساعدة الطلاب على تسجيل براءات اختراعاتهم.
  • دعم البحث العلمي لدى الطلاب بكافة مجالاته.
  • طوير وتقنين أدوات ومقاييس تساعد بالكشف عن الموهوبين والمبدعين بالجامعة.
  • تقديم الاستشارات العلمية والارشادية للطلاب الموهوبين.

(وهي من شأنها أن تتبنى موهبة الطفل، بقدر ما يتم الاعتماد على الأسرة كحاضنة أولى لتنمية موهبته).