أستاذ فوزي قرأتُ مقالتك عن اليوم العالمي للمُعاق واسمح لي كأمْ أن أبوحُ لك بشيءٍ يسير من حياتي مع ابني ولك الحرية في النقل إن أحببت ْ وللمعلومية بعد دخولي في هذا العالم وتعرفي على العديد من الأسر علمت بل أيقنتُ أنني لستُ وحدي . وكُلٌ له حكاية .
أما حِكايتي فبدأت مُعاناتها من دهاليز التشخيص فأصبحتُ حقل تجارب فكُلما سمعتُ عن شيءٍ جديد هرعتُ إليه وصرفتُ أموال كثيرة جداً لمراكز طبية وعملتُ تحاليل مُتنوعة وغريبة، واشتريتُ أطعمة وسافرت خارج الدولة لأن هناك من أكتشف دواء أو طريقة جديدة، ومعالجين شعبيين، وقُراء قُرآن، بل إنني وأستغفر الله العظيم وأتوب إليه لجأت لساحر وكاهن خارج دولتي ظناً مني أنه يتعامل بالرقية الشرعية.
فلو أكتبُ لك رحلتي فقط في مرحلة التشخيص لأخذتْ حلقات عديدة.ثلاث سنوات وأنا مُستغلة ومُغفلة فلا خارطة طريق لدي.
ثلاثُ سنوات وأنا أمشي عكس السير وبدون قائد لديه سراج يقول لي الطريق يبدأ مِنْ هُنا حتى رأتني أم بمكانٍ عام وشاهدت سلوك ابني حاورتني وكُلما أخبرتها بقصصي ابتسمت ثم قالت لي أنتي مثل فُلانة ومثل فُلان وعددت لي أسماء بأحرفها الأولى وقالت لي بحزم توقفي وأرشدتني لنقطة البداية وهي حجز موعد مع عيادات اضطرابات النمو والسلوك . شكرتها وزودتني بجوالها لنبقى على تواصل بعد نتيجة التشخيص. شعرتُ ببصيص أمل وفي عيادة النمو والسلوك نُتابعْ الحِكاية ….. يتبع
كتبه فوزي المري يوم الأربعاء ٢٠٢٥/١٢/٣ م .