الإتيكيت ليس ترفًا.. مي طيب تؤكد أهميته في تربية الأطفال وبناء الثقة بالنفس

التعليقات: 4
الإتيكيت ليس ترفًا.. مي طيب تؤكد أهميته في تربية الأطفال وبناء الثقة بالنفس
https://wahhnews.com/?p=90399
الإتيكيت ليس ترفًا.. مي طيب تؤكد أهميته في تربية الأطفال وبناء الثقة بالنفس
جاسم العبود

أكدت المدربة المعتمدة في التعامل مع الأطفال والمراهقين ومدربة الإتيكيت “مي طيب” أن الإتيكيت يتجاوز كونه مجموعة من القواعد الاجتماعية، ليصبح منهجًا تربويًا يسهم في بناء شخصية الطفل وتعزيز ثقته بنفسه، مشيرة إلى أن جذور الإتيكيت تعود إلى القرن السابع عشر الميلادي في عهد لويس الرابع عشر، حين كانت قواعد السلوك في البلاط الملكي الفرنسي تُدوّن على بطاقات صغيرة تُمنح للضيوف، ومنها جاءت كلمة Étiquette التي تعني «البطاقة». كما أشارت إلى أن الإتيكيت له جذور أخرى تمتد إلى الحضارة اليونانية القديمة وتشريعات حمورابي في العراق.

وبيّنت “طيب” أن الإتيكيت في مفهومه الأوسع هو فن السلوك الراقي وتطبيق الأخلاق الحميدة، مؤكدة أن الإسلام قدم أسمى صور السلوك الإنساني عبر أخلاق النبي محمد ﷺ الذي وصفه الله تعالى بقوله: «وإنك لعلى خلق عظيم». وقالت إن الإتيكيت الحقيقي ينبع من تهذيب النفس قبل الالتزام بالمظاهر.

وأوضحت “طيب” أن إتيكيت الأطفال يعد حجر الأساس لبناء شخصية متوازنة، مؤكدة أنه ليس تكلّفًا أو إجبارًا، بل تعليم مبكر يساعد الطفل على التعامل باحترام، والتعبير عن نفسه بلطف وثقة، وبناء علاقات إيجابية مع الآخرين. وأضافت أن هذه المهارات يبدأ الطفل باكتسابها من سن الثالثة أو الرابعة، إذ تتشكل لديه آنذاك الملامح الأولى للسلوك الاجتماعي.

وتطرقت إلى أهم المهارات التي ينبغي غرسها لدى الأطفال، وتشمل: مهارات السلام والتحية، آداب الكلام والإنصات، إتيكيت المائدة، النظافة الشخصية والمظهر، إتيكيت المدرسة والمكتبة والمسجد، إضافة إلى مهارة التعبير عن الذات والمشاعر واحترام الأدوار والتعاون.

وفي سياق متصل، شددت مدربة الإتيكيت على أن الإتيكيت يعد أداة فعّالة لبناء الثقة بالنفس، موضحة أن معرفة الطفل كيفية التصرف والتحدث والتعامل مع الآخرين تمنحه شعورًا بالأمان والقدرة والقبول، وهذه المشاعر تمثل الجذور الأولى لشخصية قوية وواثقة. وشبّهت ذلك بشجرة البامبو التي تُسقى أربع سنوات دون أن يظهر نموها فوق الأرض، بينما تعمل جذورها على التمدد في الداخل بقوة وثبات، مؤكدة أن الأخلاق والقيم تُبنى بالطريقة نفسها.

وفي ما يتعلق بطرق تعليم الإتيكيت للأطفال، أوصت “طيب” بالاعتماد على القدوة العملية، وتعليم المهارات بشكل تدريجي، والابتعاد عن توقع الكمال، مع الحرص على التشجيع والثناء على السلوك الجيد، واستخدام القصص والألعاب لشد انتباه الأطفال، معتبرة أن الإتيكيت يجب أن يتحول إلى أسلوب حياة داخل الأسرة.

وأشارت إلى وجود بعض التحديات في تعليم الإتيكيت، خصوصًا صعوبة بقاء بعض الأطفال في مكان واحد لفترة طويلة، مما يستدعي استخدام أنشطة تفاعلية، إلى جانب إشراك الأمهات أحيانًا، خاصة مع الأطفال في سن الخامسة.

وختمت مي طيب حديثها بالتأكيد على أن الإتيكيت ليس ترفًا اجتماعيًا بل هو تربية للقلب والعقل، وأن الطفل الذي ينشأ على هذه السلوكيات ينمو ليصبح شخصًا واثقًا، مهذبًا، قادرًا على التعامل مع العالم بهدوء واحترام.

التعليقات (٤) اضف تعليق

  1. ٤
    زائر الناس

    الاتيكيت هي اتكانة وهندمه و ذرابه

  2. ٣
    زائر

    الاتيكيت هو الترتيب والتنظيم

  3. ٢
    رعد

    عمق وفهم ماشاء الله

  4. ١
    زائر

    مقالة رائعة ، سلمت أناملك

اترك تعليق على زائر الغاء الرد

بريدك الالكترونى لن نقوم بأستخدامه.

You may use these HTML tags and attributes:
<a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <s> <strike> <strong>