سعود العايش يكتب: «التسامح… نورٌ يبدّد ظلام الخلاف ويُعيد للإنسانية صوتها»

التعليقات: 4
 سعود العايش يكتب: «التسامح… نورٌ يبدّد ظلام الخلاف ويُعيد للإنسانية صوتها»
https://wahhnews.com/?p=89938
 سعود العايش يكتب: «التسامح… نورٌ يبدّد ظلام الخلاف ويُعيد للإنسانية صوتها»
الواحة نيوز

يصادف السادس عشر من نوفمبر من كل عام «اليوم العالمي للتسامح»، المناسبة التي تُعيد إلى العالم رسالته الأسمى: أن الإنسانية لا تزدهر إلا حين تتسع القلوب، وحين تتحوّل الرحمة والتفاهم إلى جسور نعبر بها فوق خلافاتنا، لا جدرانًا تُقسّمنا وتُبعد بعضنا عن بعض.

وفي هذا اليوم العالمي، تتجدّد الدعوة لتجاوز الضغائن، والارتقاء فوق الاختلافات، وترسيخ قيم التعايش والاحترام المتبادل بين الشعوب والثقافات، باعتبارها أساسًا لسلامٍ عالمي مستدام. وقد أكّد القرآن الكريم هذا المفهوم في مواضع عدة، منها قوله تعالى:
﴿فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللَّـهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ﴾
وقوله عز وجل:
﴿فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّـهِ﴾.

كما ورد عن عقبة بن عامر رضي الله عنه قوله: «لقيتُ رسولَ الله ﷺ فقال لي: يا عُقبةَ بنَ عامرٍ، صِلْ من قطعك، وأعطِ من حرمك، واعفُ عمّن ظلمك.»

التسامح… قيمة تبني الجسور

لا يُعدّ التسامح مجرد خلقٍ فردي؛ بل هو منظومة من القيم التي تبني مجتمعًا آمنًا، متماسكًا ومتعاونًا.
فحين يسود التسامح، يعلو صوت الحوار، وتخفت حِدّة الصراعات، وتتشكل بيئة قائمة على الثقة والعمل المشترك.
إنه قيمة تصنع الأمان، وتمنح الإنسان فرصة ليكون أفضل، وتؤسس لمجتمع يعكس روح الأخوة التي دعا إليها الإسلام، وما أكدته رؤية المملكة 2030 م في تعزيز ثقافة الاحترام والتعايش والاندماج الإيجابي بين أبناء الوطن.

نشر ثقافة الاحترام والتقدير

يُسهم التسامح في غرس ثقافة الاحترام المتبادل، ويدعو للتعامل مع الاختلاف باعتباره مصدر قوة وإثراء.
ومع اتساع الانفتاح الثقافي والإعلامي في عصرنا الحالي، تتزايد الحاجة إلى التسامح كقيمة عالمية تُقلّل من التعصب والكراهية، وتُمهّد الطريق لمجتمع أكثر وعيًا ونضجًا وإنسانية.

مبادرات نوعية لتعزيز التسامح

تعمل المؤسسات الحكومية والتعليمية والقطاع غير الربحي على تنفيذ برامج ومبادرات تستهدف نشر قيمة التسامح وبناء جسور التفاهم، من أبرزها:
• ورش عمل في إدارة الخلاف وحل النزاعات بالحوار البنّاء.
• أنشطة مدرسية وتربوية تعزّز روح التعاون وتقبّل الآخر.
• حملات مجتمعية لنشر ثقافة السلام والتحذير من مخاطر التعصب.
• منصّات إعلامية وتوعوية تُبرز النماذج المُلهمة في التسامح داخل المملكة وخارجها.

ختامًا… أيادٍ بيضاء تصنع مستقبلًا أفضل

التسامح ليس شعارًا يُرفع ليومٍ واحد، بل ممارسة يومية تُعيد تشكيل المشهد الإنساني، وتُسهم في بناء وعي جديد يليق بأوطان تُراهن على مستقبل مزدهر.
فكلما اتسعت شُرفة التسامح… ضاق ظلّ الخلاف، واتسعت مساحة النور .

التعليقات (٤) اضف تعليق

  1. ٤
    وليد خالد

    فحين يسود التسامح، يعلو صوت الحوار، وتخفت حِدّة الصراعات، وتتشكل بيئة قائمة على الثقة والعمل المشترك
    أحسنت الكتابة وفقك الله تعالى

    • ٣
      زائر

      لا هنت استاذنا

  2. ٢
    زائر

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
    كلام في قمة الروعة شكراً الاستاذ سعود

    • ١
      زائر

      عليكم السلام ورحمة الله وبركاته

      ممتن لمداختلك والعفو سيدي الفاضل

اضف تعليق

بريدك الالكترونى لن نقوم بأستخدامه.

You may use these HTML tags and attributes:
<a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <s> <strike> <strong>