«هيرمينوطيقية أيامي»… رواية تُنصت للغياب وتتوهّج في أمسية أدبية بالأحساء

التعليقات: 0
«هيرمينوطيقية أيامي»… رواية تُنصت للغياب وتتوهّج في أمسية أدبية بالأحساء
https://wahhnews.com/?p=89863
«هيرمينوطيقية أيامي»… رواية تُنصت للغياب وتتوهّج في أمسية أدبية بالأحساء
سعود بن سلمان العايش

في ليلةٍ اتسعت بالمعنى وتوهّجت بالحرف، احتضنت مساحة تغريد البقشي للفنون أمسية أدبية خاصة جمعت الروائية عبير ناصر السماعيل مع نخبة من محبّي الأدب والفن، للحديث عن روايتها الجديدة «هيرمينوطيقية أيامي»، وذلك مساء الجمعة 14 نوفمبر 2025م، بإدارة الأستاذة أزهار البقشي التي قدّمت اللقاء بصوتٍ حافل بالشغف والوعي.

فضاءٌ تتنفس فيه الأسئلة قبل الكلمات

جاءت الأمسية في جوٍّ محمّل بروح التأمل والبحث عن المعنى، حيث بدا الحضور وكأنهم يعبرون رحلةً تتسع لبوح الذات وتجاوب الروح؛ رحلة يكتمل فيها الجسد حين يعترف بضجيج الوجدان، ويتحوّل التاريخ خلالها إلى نبضٍ يتنفس حكمة، وتتجلّى الروح في صمتها البهيّ.

وفي افتتاح الأمسية، قالت مقدّمتها أزهار البقشي بنبرةٍ تستنطق العمق:

«نلتقي اليوم مع نصّ لا يُقرأ فقط، بل يُؤوَّل… رواية تفتح بابًا إلى العمق قبل السطح، وإلى البصيرة قبل البصر».

تأويلات الحرف وتجربة الكتابة

وخلال الحوار، استعرضت الروائية عبير السماعيل محطات تجربتها الكتابية، وكيف تشكّلت بذرة الرواية من سؤال داخلي لا يهدأ ورغبةٍ في إعادة قراءة التفاصيل التي غالبًا ما تتخفّى خلف المشاهد اليومية.

وقالت السماعيل: «كتابة الرواية كانت محاولة مستمرة لفهم الذات عبر مرايا مختلفة… التأويل ليس أداة للفهم فقط، بل فعلُ حياة».

«هيرمينوطيقية أيامي»… رواية تُنصت للغياب وتنطق بالصمت

تقدّم الرواية – المستلهمة من مفهوم “الهرمنيوطيقا” (علم التأويل) – رحلة إنسانية مشبعة بالتساؤلات، تغوص في الذاكرة وتحاور المعنى الذي يتشكّل من الداخل.
وتُبنى على سردٍ بطيء يتقدّم عبر إيماءات ورموز، حيث يتحوّل الغياب إلى معنى، والصمت إلى نصّ موازٍ، وتغدو التفاصيل الصغيرة بوابات واسعة لفهم الذات.

تغريد البقشي… حين يصبح المكان حوارًا

الأمسية أعادت التأكيد على أن مساحة تغريد البقشي للفنون تحوّلت إلى منصة ثقافية قادرة على مزج الفن بالأدب، وفتح حوارات تتجاوز حدود الشكل إلى عمق الفكرة.

وقالت الفنانة تغريد البقشي في كلمة مقتضبة:

«الفن ليس لوحةً فقط… إنه مساحة للعبور إلى الإنسان. وكل لقاء أدبي هو لونٌ آخر في لوحة المكان».

أثر الأمسية

اختُتم اللقاء بتكريم المحتفى بهم وسط تفاعل واسع من الحضور الذين تبادلوا الأسئلة والقراءات والتأويلات، في أمسية تركت أثرًا راسخًا في نفوسهم، وأضفت صفحة جديدة إلى المشهد الثقافي في الأحساء، الذي يزداد حضورًا وثراءً واتساعًا نحو الجمال