تواجه مجتمعاتنا الإنسانية في الوقت الحالي من الأخبار إلى الكتب الإلكترونية، يظن البعض أن المكتبة المنزلية فقدت قيمتها، وأن رفوف الكتب لم تعد سوى ديكور يذكّرنا بماضٍ هادئ قبل ضجيج الشاشات. لكن، هل يمكن أن تُستبدل رائحة الورق بضوء الشاشة؟ وهل يمكن أن يختفي ذلك الركن الصامت الذي كان يحتضن لحظات التأمل والبحث والتعلم؟
تحولات معاصرة في ظل الانتشار السريع لوسائل التواصل الاجتماعي وتقدم التقنية واقتحام الذكاء الاصطناعي لكل سبل الحياة وبلا شك ان وسائل التواصل الاجتماعي قد غيّرت اشكال وصور المعرفة وطريقتها. فهي تتيح الوصول السريع إلى المعلومات، وتفتح المجال للتفاعل والمشاركة، لكنها في الوقت ذاته جعلت القراءة أكثر سطحية وسريعة. فبين منشورٍ وتغريدة، تضيع أحيانًا قيمة التركيز، ويبهت شعور الاكتشاف الذي تمنحه الكتب الورقية.
من هنا، لا يمكن القول إن المكتبة المنزلية انتهى دورها، بل يمكن القول إن دورها تغيّر وتقزم في ظل الثورة التكنولوجية وتنوع وسائل الحصول على المعلومة بسرعة ويسر.
إن المكتبة المنزلية اليوم لم تعد مجرد مكانٍ لحفظ الكتب، بل يمكن أن تكون مساحة للتوازن والهوية الثقافية داخل البيت. إنها تذكيرٌ بأن المعرفة ليست دائمًا لحظية أو رقمية، وأن بعض الأفكار تحتاج إلى وقتٍ وصمت لتزهر. وجود مكتبة صغيرة في المنزل، حتى لو كانت تضم كتبًا قليلة، يزرع في الأبناء حب القراءة، ويغرس فيهم الإحساس بقيمة الكلمة المكتوبة.
ربما لم تعد المكتبة المنزلية كما كانت في الماضي، لكنها ما زالت تمثل رمزًا للاستقرار الفكري في زمنٍ سريع التغيّر. فوسائل التواصل الاجتماعي تعلّمنا كيف نشارك المعرفة، أما المكتبة فتعلمنا كيف نحتفظ بها وننضج معها.
وفي النهاية، لا تعيش المعرفة في الورق أو في الشاشة، بل في العقل الذي يقرأ والقلب الذي يفهم. لذلك، ما دامت هناك رغبة في التعلم، ستبقى المكتبة المنزلية حيّة، تتطور وتتكيف، لكنها لن تختفي وهي سنة الحياة كيف نتوافق بين الماضي والمستقبل بدون فقد هويتنا الثقاة والتراثية.
قولوا المكتبة العامة هل انتهى القراءة فيها
واكتفي بالانترنت للاسف الكتاب اصبح ولا شي
في هذا الزمن
اين القراء والكتاب و …. والشعراء و …. الفنانين
هل اندثروا بسبب الانفتاح و ……