أمل الحربي تكتب: بمناسبة يوم المدير.. الأثر البشري للقيادة: دروس من الأستاذة وضحى السلطان

التعليقات: 7
أمل الحربي تكتب: بمناسبة يوم المدير.. الأثر البشري للقيادة: دروس من الأستاذة وضحى السلطان
https://wahhnews.com/?p=88116
أمل الحربي تكتب: بمناسبة يوم المدير.. الأثر البشري للقيادة: دروس من الأستاذة وضحى السلطان
الواحة نيوز

في رواية «الحارس في حقل الشوفان» لج. د. سالينجر، يواجه البطل كُلاد هولدن ‏شخصيات سلطوية في مدرسته، مديرين يتحكمون بالخوف والقواعد الصارمة، ‏فتتبدد روح الإبداع، ويشعر الطلاب بالعجز أمام القرارات المفاجئة.‏
‏ هذا الموقف يعكس بصدق كيف يمكن للسلطة أن تهشم الروح البشرية حتى قبل أن ‏تُحسّن أي نظام أو مؤسسة.‏

منذ أن بدأت عملي في الميدان التربوي، عاهدت قلمي أمام نفسي ألا أكتب عن أي ‏شخصية ترتبط بعملي قد تُفهم الإشارة إليها مجاملةً أو تملقًا أو تصفية حساب. ‏
لا أكتب إلا حين تنتهي الصلة الوظيفية، حين يصبح الحديث حرًا لا يُساء تأويله، ‏وحين تكون الكتابة شهادة صادقة لا بطاقة ولاء. ‏
واليوم، أكتب عن الأستاذة وضحى السلطان بعد أن غادرت موقعها القيادي، ‏احترامًا للمسافة التي تليق بالحقيقة.‏
منذ أن كنت معلمة، وأنا أبحث عن معنى «المدير».‏
‏ رأيت من يحمل اللقب ويملأ حضوره المكان، لكن الفراغ كان في الأثر. ‏
من يُصدر القرارات في كل لحظة، لكن لا يُصغي.‏
‏ من يحضر بالصوت، ويغيب بالوعي. ومن يحوّل المهنة إلى حالة طوارئ دائمة، ‏والتواصل إلى إنذار لا إلى دعم. ‏
كنت أتساءل دائمًا: كيف يُمنح المنصب لمن لا يملك أدواته النفسية؟ وكيف نُربّي ‏أجيالًا تحت قيادة من يلوّح بالخوف أكثر مما يفتح أبواب الثقة؟
ثم التقيت نموذجًا مختلفًا تمامًا: الأستاذة وضحى السلطان.‏
كانت أمًّا قبل أن تكون مديرة. كانت تسمَع قبل أن تتكلم. تمنح الأمان لا الاتهام. ‏تصنع الولاء من الإحسان لا من الهيبة المفروضة. لم تكن تُدير بالمراسلات ‏والإنذارات، بل بالاحتواء. ‏

كنت أشاهد كيف تتحول المشكلات في مكتبها إلى فرص تعلم، وكيف تُعيد صياغة ‏الخطأ دون كسر صاحبه، وكيف تُضيء الفريق بشعور القيمة لا بشعور الخوف.‏
وعندما ترحل مثل هذه القامات — ندرك أن القيادة ليست منصبًا، بل أثرًا. ‏
وأن بعض المديرين يرحلون جسدًا ويبقون روحًا، وآخرين يغادرون المناصب ولا ‏يُفتقد لهم حتى للحظة.‏
في المقابل، هناك نماذج لا تُنسى… لا لفضلها، بل لقسوتها. ‏

هل جربتم أن تحملوا خبرًا سارًا فتُقابَلوا ببرود؟ أن تبادروا بفكرة فتواجهوا بالشك ‏والتقليل؟ هناك قيادات تحطم الحماس بصمت، تزرع الخوف بدل الإلهام، وتخلق ‏بيئة عمل تُخرِج الموظف كل صباح منهكًا قبل أن يبدأ يومه.‏
‏ القيادة السيئة لا تُسيء للمنشأة فقط… بل تُعيد تشكيل نفوس العاملين عليها بطريقة ‏لا تُنسى.‏
الدرس الأبقى الذي تعلمته من تجربة الأستاذة وضحى السلطان هو أن القيادة تبدأ ‏من القلب، لا من القرار. ‏
وأن الأثر الإنساني هو السيرة الوحيدة التي لا تُشترى، ولا تُصنَع باللوائح.‏

في يوم المدير… لا أكتب تكريمًا عابرًا، بل أكتب شهادة وفاء.‏
لأن بعض القادة يُشرق حضورهم حتى بعد رحيلهم، وبعضهم يُطفئ المكان وهو ‏فيه»‏
‏«بعض القادة لا يكسرون العظام، بل يكسرون الأرواح، وهذا أقسى.» — فيكتور ‏هوغو ‏

التعليقات (٧) اضف تعليق

  1. ٧
    زائر

    شكرا للاخت امل الحربي

  2. ٦
    زائر

    كلمات رائعة ماهي إلا شعور صادق ترجم بإحساس
    عميق لإنسانة تستحق الإشادة ، فالقيادة بأثرها الإنساني الذي لاينسى على مدى الزمن . ويظل الأثر الطيب عبقا فواحا من أجساد تلاشت ؛لكنها أرواح باقية تسكن سويداء القلوب ، وتهيمن على العقول في مخيلتنا كلما لاح طيفها ، أو توارد حديثها اللطيف على أصداء مسامعنا ؛فالكلمة لاتوزن إلا بميزان من حباهن الله الحلم والحكمة …فكن أثرا باق وبصمة راسخة في هذه الحياة .

  3. ٣
    ام احمد

    فعلا حقيقة كل ماذكرتية استاذتي الاستاذه وضحى قامة من النادر تكرارها فعبقها يستنشق الى وقتنا هذا ارفع القبعة لهذه القامة العظيمة🎩

  4. ٢
    زائر

    شكرا للاخت امل الحربي على كلامها وقمة وفائه ل مديرتها وضحى احمد السلطان. تذكرها لجهود مديرتها وقمة تفانيها وعطائها لكادرها التعليمي وحبها واحتضانها طالبتها بناتها اولا واغداغ الحب والحنان عليها وخوفها عليهم وتوجيههم لمستقبل مشرق . شكرا… من لا يشكر لناس لا يشكرالله.

    دمتك بخير.. بنتكم واختك هدى ام راشد

    • ١
      زائر

      شكرًا للأستاذة/ أمل الحربي على هذه الكلمات في الإستاذة / وضحي السلطان
      زادك ربي رفعة في الدنيا والآخرة🇸🇦🤍🤍🤍🤍

اضف تعليق

بريدك الالكترونى لن نقوم بأستخدامه.

You may use these HTML tags and attributes:
<a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <s> <strike> <strong>