د.هاجر السلطان تكتب: لكن أعمدة النور ليست فقط في الشوارع

التعليقات: 12
د.هاجر السلطان تكتب: لكن أعمدة النور ليست فقط في الشوارع
https://wahhnews.com/?p=87948
د.هاجر السلطان تكتب: لكن أعمدة النور ليست فقط في الشوارع
الواحة نيوز

نحن معتادون على رؤية أعمدة النور كجزء اعتيادي من مشهد المدينة — تلك الهياكل المعدنية الطويلة التي تُثبت المصابيح على ارتفاع معين، لتوزيع الضوء بفعالية على الطرقات والساحات العامة. إنها عنصر أساسي في بنية المدن الحديثة، وغالبًا ما تُصنع من الفولاذ أو الألومنيوم أو الخرسانة المسلحة، ومصممة لتتحمّل الرياح والمطر والزمن.

سألت “قوقل” هذا الصباح عن وظيفتها الأساسية، فأجابني ببساطة:
“توفير الإضاءة لزيادة الأمان وتقليل الحوادث ليلاً.”

إجابة مباشرة، لكنها أشعلت في داخلي دلالة عميقة. ماذا لو أنها ليست بسيطة كما نظن؟ بعد التعمق أدركت أن أعمدة النور ليست فقط في الشوارع. فكما تعتمد المدن على أعمدة النور لتبقى حية في الليل، تعتمد المجتمعات على أفراد يختارون أن يكونوا “أعمدة نور”.

نعم، في حياتنا، نقابل من يؤدون الدور ذاته. قد لا يحملون مصابيح ملموسة، ولكنهم حتماً يمنحوننا الوضوح حين تغيم الرؤية. إنهم: القادة، الرؤساء، المسؤولون، المعلمون، المرشدون، الأصدقاء، زملاء العمل، وحتى أولئك الذين يظهرون فجأة في لحظة مفصلية ليمنحونا دفعة خفيفة نحو الاتجاه الصحيح. هؤلاء يشكّلون البنية التحتية الاجتماعية التي تقوم عليها حياتنا بصمت، وبثبات.

بظني، أعمدة النور في مختلف دوائرنا المهنية و الاجتماعية تزيد من جودة الحياة وتعمق فهمنا لمعنى أن تكون “مواطنا مسؤولا.” هذا الدور الذي يعزز معنى المساهمة في النمو والازدهار — عبر الدعم، والعلاقات، والضوء الذي نمنحه لمن حولنا،
في علاقاتنا وممارساتنا الحياتية. فكما لا تستغني المدن عن أعمدتها لتبدد عتمة الليل، لا تنهض المجتمعات من دون أولئك الذين يعززون القيم، ويسهمون في مواقعهم، في إنارة الطريق لغيرهم ، وفي بناء التقدّم الحقيقي برؤية مشتركة.

في المرة القادمة التي تمشي فيها في شارع تملؤه أعمدة النور، تذكّر أعمدة النور في حياتك — ولا تنس أن يكون لك نصيب في أن تكون امتدادًا لها، عمود نور جديد يضيء لغيرك كما أضاءوا لك.

د.هاجر خليفه السلطان
أستاذ مساعد الثقافة وتعليم اللغة الانجليزية كلغة ثانية/أجنبية
جامعة الملك فيصل

التعليقات (١٢) اضف تعليق

  1. ١٢
    زائر

    مُلهمة، تبين لنا بأن الجمال الحقيقي في الحياة أن نصنع الضوء لا أن نكتفي باتباعه.✨

  2. ١١
    زائر

    شكرا لك بحجم جمال المقال ؛ أضاف نكهة محببة لأجواء قهوتي و قبلا لروحي …
    دمت بجمال 🤍.

  3. ١٠
    زائر

    مقال رائع وتقدير ملموس وإحساس لمن أعطى ويعطي فشكرا من القلب لهذه الأسطر المنتقاه جزيت خيرا د/هاجر

  4. ٩
    زائر

    أنتِ عامود النور في شارعي، بضوئك الداخلي والخارجي يزول ظلام أيامي. من عطائك وحبك وحنانك ووعيك وحكمتك.💜

  5. ٨
    زائر

    أنتِ عامود النور في شارعي، بضوئك الداخلي والخارجي يزول ظلام ايامي. من كثر عطائك و حبك وحنانك ووعيك وحكمتك.💜

  6. ٦
    زائر

    سلمت يمناك د.هاجر وبارك الله بعلمك وعملك وجعلك نورًا مشعًا دافئًا لمن حولك

  7. ٥
    زائر

    الخوف كل الخوف عندما اتأمل عمود الإنارة
    وأجدني داخل الرصيف ؛
    دكتوره هاجر التقاطة متميزة وربط جميل بين الاضاءة والإفراد الملاحظة فقط ربطها بالقادة والمدراء / للأفراد فقط بعيد عن ما يشغلون من مناصب او مشاهير وخلافه

  8. ٤
    زائر

    وانت عامود نور يشع حكمة و حب و عطاء لمن حولك 💚

    • ٣
      زائر

      كلماتك فخر وعزه ونور نفتخر وترفع الهمه وفقك الله لكل خير وبركة وتيسير

  9. ١
    زائر

    مقال رائع جدا فعلا هناك اعمدة نور في حياتنا تساعدنا على السير بخطى صحيحة بعيدة عن ظلام التخبط والجهل لنبني مجتمعنا بطريقة صحيحة معتمدة على ثقافت واستشارات وغقول نيرة وانت منهم

اضف تعليق

بريدك الالكترونى لن نقوم بأستخدامه.

You may use these HTML tags and attributes:
<a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <s> <strike> <strong>