اليوم الوطني ليس مجرد مناسبة نحتفل بها، بل هو مساحة نستحضر فيها معنى الانتماء، ونراجع فيها دورنا في بناء الوطن وحماية مكتسباته. وفي قلب هذا الدور، وقفت المرأة السعودية شامخة، تحمل مسؤوليتها بوعي، وتشارك في مسيرة التنمية المستدامة.
لقد أدركت المرأة أن حماية البيئة ليست قضية ثانوية، بل هي جوهر حماية الوطن نفسه، فجعلت من التوعية البيئية سلوكًا وممارسة. ومن هنا كان لي شرف المشاركة في تأسيس جمعية البيئة الخضراء، والانضمام إلى مجلس إدارتها، حيث سعينا معًا إلى غرس ثقافة الاستدامة، وحماية مواردنا الطبيعية من الهدر والتلوث.
كما أن تجربتي في المجلس البلدي فتحت لي آفاقًا واسعة للعمل من أجل البيئة، فكنت أرى في كل قرار وخطة أن الحفاظ على الأرض والماء والهواء هو استثمار في مستقبل الأجيال. ومن بين المبادرات التي أعتز بها، أنني توليت رئاسة مشروع جدارية الأحساء، الذي يهدف إلى مكافحة التصحر وتحويل الجدران إلى رسائل خضراء توعوية، تذكّر كل عابر أن حماية البيئة تبدأ بخطوة، وبلمسة، وبفكرة.
لكن دوري لم يتوقف عند البيئة وحدها، فقد كان التعليم رسالتي الأولى، إذ سعيت إلى غرس حب الوطن في نفوس الأجيال، وتجاوزت حدود المناهج لأزرع في طلابي قيمة الانتماء والحفاظ على مكتسبات الوطن. ومن خلال التدريب وتنمية الموارد البشرية، أسهمت في صناعة كفاءات قادرة على خدمة وطنها بوعي وكفاءة. أما في مجال الاستشارات الأسرية، فقد كان هدفي أن تكون الأسرة السعودية متماسكة وقادرة على مواجهة التحديات، لأن الوطن القوي يبدأ من أسرة قوية.
وفي مقالاتي الفكرية والثقافية، لم يكن قلمي بعيدًا عن الوطن، بل كان دائمًا يركز على نهضة الفكر من أجل الوطن، لأن النهضة لا تقوم إلا بعقول واعية، وأفكار بنّاءة.
إن كل مهنة امتهنتها، وكل رسالة حملتها، كانت للوطن ومن الوطن، إيمانًا بأن العطاء له أشكال متعددة، لكنها جميعًا تصب في نهر واحد: نهر خدمة هذا الكيان العظيم.
وفي الختام، أتقدم بخالص الشكر والعرفان إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وإلى ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان – حفظهما الله – على ما قدماه من رؤية وبصيرة، فتحت أمام المرأة السعودية أبواب الإنجاز والمشاركة في بناء وطن طموح يليق بمكانة المملكة