د. معصومة العبد الرضا تكتب: ثقافة المبادرة: ألا تنتظر أحدًا ليُصلح ما تراه خطأ

التعليقات: 3
د. معصومة العبد الرضا تكتب: ثقافة المبادرة: ألا تنتظر أحدًا ليُصلح ما تراه خطأ
https://wahhnews.com/?p=85014
د. معصومة العبد الرضا تكتب: ثقافة المبادرة: ألا تنتظر أحدًا ليُصلح ما تراه خطأ
الواحة نيوز

على قارعة الحياة، كُثرٌ يقفون متذمرين، يشكون الطرقات المتكسرة، والأفكار المعطوبة، والتعليم الذي لا يُعلِّم، والناس الذين لا يتغيرون…
يطيلون التحديق في الفوضى، ثم يلتفتون ساخرين:
ما الفائدة؟ كل شيء لن يتغير!
وينسون أنهم جزء من هذا “الكل” الذي لن يتغير… إن لم يتغيّروا هم أولًا.
إن ثقافة المبادرة لا تبدأ حين تتوفر الظروف المثالية، بل حين يستيقظ في الإنسان إحساسٌ داخليّ بأن الصمت خيانة، وأن الفرجة موتٌ بطيء.
المبادرة… أن تمتلك جرأة التغيير لا رفاهية التبرير
الفرق بين من يشتكي ومن يشتغل، ليس في الموهبة ولا في الفرص…
بل في الموقف.
المتذمر يُقنع نفسه أن العجز قَدَر، وأن العيب في غيره، وأن الوقت لم يحن بعد.
أما صاحب المبادرة، فربما يكون أقل علمًا أو مالًا أو دعمًا، لكنه يحمل في داخله قناعة نادرة: إن لم أبدأ أنا… فمن؟
ثقافة المبادرة… ليست صخبًا، بل أثر الفاعل الحقيقي لا يحتاج أن يُحدث ضجيجًا،
ولا أن يملأ الدنيا شعارات.
قد تكون مبادرته:
• كتابًا صغيرًا يضعه في يد طفل.
• إصلاحًا لخطأ لغوي في لافتة.
• فكرة مشروع شبابي.
• مجلسًا أسريًا يعيد الدفء.
• أو حتى كلمة طيبة تُرمم بها روحًا كسرتْها الحياة.
ثقافة المبادرة هي أن تعتقد أن إصلاح العالم يبدأ من بيتك، من نفسك، من حيك، من مدرستك.
• كيف يتحوّل الفرد من متذمّر إلى فاعل؟
1. انظر إلى ما تستطيع فعله… لا إلى ما لا تملك.
التذمر يُغريك بلعب دور الضحية، أما المبادرة فتُوقظ فيك طاقة الحل.
2. ابدأ ولو بشيء صغير.
لا تستخف بفكرة ولا تستهين بتجربة.
الريح تبدأ من رفرفة جناح.
3. أحط نفسك بالمبادرين، لا بالمتشائمين.
البيئة مُعدية؛ إن جاورت الأمل تنفست الحافز، وإن جاورت الساخرين تلوثت بالشكوى.
4. تعلم ثقافة “لا تنتظر الإذن”.
لا تنتظر من يقرّك، أو يُصفق لك.
من يغير العالم لا ينتظر منصبًا… بل يتحرك من داخله.
5. انظر إلى النتائج… لا الضجيج.
لا تسأل: كم تابعني؟ بل اسأل: من تأثر؟ من تحرك؟ من أضاء؟
• المبادرة ليست مشروعًا فرديًا… بل رؤية وطنية
كل مجتمع لا يربّي أبناءه على المبادرة، سيُثقل كاهله في المستقبل بجيل من المتفرجين، لا الفاعلين.
جيل يسأل: لماذا ما أحد يعمل؟ بدل أن يقول: خلني أبدأ.
جيل يصرخ على الخطأ… ولا يتحرك لإصلاحه.
• وطنٌ يُثمر، هو وطنٌ يملأ فضاءه بأفراد يفكرون:
ماذا أستطيع أن أضيف؟، لا “من الذي أخطأ؟”
• في الختام: لا تنتظر أن يتغير المشهد… كن أنت التغيير
قد لا تملك سلطة، ولا مالًا، ولا منبرًا، لكنك تملك إرادة التغيير…وذلك وحده يكفي لتبدأ.
لا تنتظر أحدًا ليُصلح ما تراه خطأ…
قم، وكن أنت الذي يرمم الصدع، ويُضيء الفكرة، ويفتح الباب المغلق.
فما بعد المبادرة… إلا الأثر. وما بعد التذمر… إلا الركود.
اختر لنفسك مصيرك، فالحياة لا تنتظر المتفرجين.

التعليقات (٣) اضف تعليق

    • ٢
      زائر

      اتمنى مثل هذه التوجيهات والاسقاطات على مشاعر واحاسيس من هم يتألمون منها ان تصل اليهم …. نعم النجاح جميل والاحباط مؤلم والعزيمه والاصرار ضوء المستقبل في عالم التغير

  1. ١
    زائر

    فعلا دكتورتنا العزيزة
    مالم تكن روح المبادرة موجودة فلن يفيد العويل والصياح او اللامبالاة.
    يلزم ان نكون مبادرين لتحسين واصلاح الخلل في اي مكان نتمكن من اصلاحه
    وفي المأثور النبوي (إماطة الاذى عن الطريق صدقة )

اضف تعليق

بريدك الالكترونى لن نقوم بأستخدامه.

You may use these HTML tags and attributes:
<a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <s> <strike> <strong>