في شهر مايو الماضي شارك المنتخب السعودي للسباحة البارالمبية فئة الشباب في سلسلة بطولات العالم بالعاصمة الفرنسية باريس 2025م، بخمس سباحين من ذوي الإعاقة الحركية والشلل الدماغي.
كان عدد المشاركين من مختلف دول العالم 801 متسابق من 48 دولة تمثل قارات العالم، والخبر الجميل أن السباحين السعوديين في رابع مشاركة لهم ظهروا بمظهر مشرف، تأهلوا إلى 9 نهائيات وحقق إبراهيم المرزوقي ميدالية برونزية و أرقاماً تنافس العالم من حسين الراشد وتركي الحربي، كان الفارق ثانية أو ثانيتين عن المراكز الثلاث الأولى، مشاركة تجاوزت كل التوقعات، تحول الفكر فيه من المشاركة من أجل اكتساب الخبرات إلى منافسة من أجل اكتساب الميداليات، يُشار إلى أن هذه المشاركة تأتي بعد مشاركته في سلسلة بطولات العالم في مصر وحقق ثلاثي النخبة 4 ميداليات وقبلها في العاصمة الألمانية برلين.
الاتحاد السعودي للسباحة البارالمبية تأسس منذُ سنتين بقيادة أحمد المقيرن سعى لتطوير اللعبة باختيار الكوادر الإدارية والفنية باكتشاف المواهب في لعبة السباحة وتطوير البطولة المحلية لتكون مواكبة للبطولة الدولية في التنظيم، واستقطاب المدربين ذوي الكفاءات في التدريب لذوي الإعاقة، ومع هذا الاتحاد الجديد يحتاج وقتاً في إعداد مدربين وطنيين أكفاء وجديرين بتدريب سباحين بمختلف إعاقاتهم، ففي الوقت الحالي لا يوجد مدربين متخصصين لذوي الإعاقات في المملكة فكل إعاقة لها خصائصها.
فكان الهدف الأكبر وضع خطة تدريب مدربين لـ 16 نادياً رياضياً لذوي الإعاقة في المملكة، والمساهمة في إيجاد حلول لتدريب السباحين في مختلف المناطق، فالمسابح التابعة لوزارة الرياضة غالباً تكون محجوزة لتدريب الأندية وبطولات ومعسكرات الاتحاد السعودي للسباحة وفرص أندية ذوي الإعاقة تكون شبة صعبة، وهناك جهود حثيثة من المدير التنفيذي أحمد البراهيم في التواصل مع الأندية ومحاولة حل بعض التحديات التي تواجههم للاهتمام بهذه الرياضة لما لها من بطولات عالمية ومسابقات مائية مفتوحة، إضافة إلى فوائد رياضية وعلاجية للأشخاص ذوي الإعاقات المختلفة، وحثهم على اكتشاف المواهب من الفئات السنية و دعمها في أنديتهم والاهتمام بها كرياضة أساسية.
فالسباحة البارالمبية ليست مجرد نشاط بدني؛ بل رياضة لها شعبيتها ومنافسيها وأحد المنافسات الفردية لها اهتمام عالمي وإقليمي. لذلك من الضروري دعم هذه الفئة وتوفير لهم وقت للتدريب في المسابح سواء كانت مسابح وزارة الرياضة أو الاندية الرياضية التابعة للجنة الأولمبية التي لديها منشآت، والجامعات التي يوجد بها مسابح يمكن لأندية ذوي الإعاقة عمل شراكة مجتمعية معها، ولا يختلف اثنان على أن أندية ذوي الإعاقة لها الدور الأكبر في الاهتمام والسعي بتطوير سباحة البارالمبية فيها.
وأخيراً …. نعم هناك جملة من العوائق التي قد تواجه رياضة السباحة في الأندية لكن اعتقد أن إداراتها قادرة على تجاوزها والعمل على تمكين السباحين من ذوي الإعاقة ليكونوا أفراداً لهم دوراً جوهرياً فعالاً وحيوياً في تمثيل أنديتهم وبلادهم خير تمثيل.