بكر العبدالمحسن يكتب: عذرًا لم يكن ذلك اضطراب اكتناز الأدلوجة 

التعليقات: 5
بكر العبدالمحسن يكتب: عذرًا لم يكن ذلك اضطراب اكتناز الأدلوجة 
https://wahhnews.com/?p=83964
بكر العبدالمحسن يكتب: عذرًا لم يكن ذلك اضطراب اكتناز الأدلوجة 
الواحة نيوز

اضطراب اكتناز الأدلوجة هو صُعوبة مُستمرة في التخلص من الأفكار القديمة أو التخلي عنها بسبب الاعتقاد إلى الحاجة المُستمرة للاحتفاظ بها ،فقد ينتاب الشُعور بالضيق لمجرد التفكير في التخلص من بعضها ؛مما يدفع تدريجيًا إلى اقتناء عدد مهول من الأفكار والمعتقدات وتجميعها بغض النظر عن قيمتها الفعلية ،وغالبًا ما يُؤدي ذلك إلى ازدحام في دماغ الإنسان عن آخره ،بشكل لا يدع إلا مسارات ضيقة ومُتعرجة عبر أكوام من الفوضى المُبعثرة ،وتتكدس الأدلوجة في الذاكرة وهي من أكثر وظائف الدماغ أهمية ،وهذا ما قد يجعلك غير قادر على استخدام بعض الأماكن للمعلومات المخصصة لها.

وتتراوح شدة الإصابة باضطراب اكتناز الأدلوجة من الدرجة الخفيفة إلى الشديدة ،ففي بعض الحالات قد لا يُؤثر الاكتناز بدرجة كبيرة على الحياة بينما في حالات أخرى يُؤثر بدرجة خطيرة على أداء المهام اليومية والعلاقة بالآخرين والتعايش معهم ،وقد لا ينظر المُصابون باضطراب اكتناز الأدلوجة على أنه مُشكلة ،مما يجعل إقناعهم بالخضوع للعلاج أمرا صعبا ،ولكن قد يُساعد العلاج المركَّز على فهم كيفية ترتيب المُعتقدات والسُلوكيات لمُمارسة حياة أكثر أمانا وإمتاعا.

وغالبًا ما تظهر الأعراض الأولية لاضطراب اكتناز الأدلوجة من فترة المراهقة وحتى سنوات البلوغ الأولى ،حيث تبدأ في الاحتفاظ بالكثير من الأفكار والمعتقدات التي يتلقاها الفرد من الأسرة والمدرسة والشارع والإعلام بكافة أنواعه ،ثم تتراكم الفوضى تدريجيًا في بيئة الدماغ ،وتواجه صُعوبة في التخلص من الكثير منها.

ومع التقدم في العمر قد يستمر الاحتفاظ بالأفكار التي لا يتم استخدامها أبدًا ولا تُوجد مساحة تخزين لها ،وفي منتصف العمر يمكن أن تزداد الفوضى مع زيادة شدة الأعراض وزيادة صُعوبة معالجتها ،حيث صُعوبة لا تنتهي في التخلص من الأفكار أو التخلي عنها بغض النظر عن قيمتها الحقيقية ،ومحاولة التحلي بالمثالية وتجنب القرارات أو تأجيلها لأي محاولة في التخطيط والتنظيم ،وتتطور مشكلات اكتناز الأدلوجة تدريجيًا وتتحول غالبًا بمرور الوقت لتصبح سُلوكا خاصا يُمثل الفرد ذاته ضمن نسيج البيئة الاجتماعية.

عذرا أيها القارئ الكريم فما سبق ذلك لم يكن “باضطراب اكتناز الأدلوجة” لا من قريب أو بعيد ،ولكنها كانت مُحاولة مُقاربة وتفكيك بين أي مرجعية أيدلوجية كعلم للأفكار وتراكماتها ،وبين مفهوم “اضطراب الاكتناز القهري” وهو صعوبة مُستمرة في التخلص من المُقتنيات أو التخلي عنها بسبب الاعتقاد بالحاجة المُستمرة للاحتفاظ بها ،والشعور بالضيق لمجرد التفكير في التخلص من الأشياء ،فـ “الاكتناز القهري” صادر من الفرد على ذاته ،و “الاكتناز الأيدلوجي” إن جاز وصفه واقع من تنشئة الجماعة على الفرد وما يجمعهما “اضطراب التخزين” ،فنحن أمام تحد كبير ومُواجهة صعبة للغاية أمام أنفسنا والآخر وحراس الأيدلوجية ؛لما تم نقله وتخزينه في أدمغتنا من أفكار مُؤدلجة على جميع المستويات ،وتم القبول باقتنائها ورفض مراجعتها وفحصها والتخلي عن الزائف والزائد منها ،وعندما نواجه بأي هزة لمحاولة إيقاظنا سوف نجد أنفسنا أمام الإجابة التالية : ﴿بَلْ قَالُوا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَىٰ أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَىٰ آثَارِهِم مُّهْتَدُونَ ﴾ الزخرف 22 ﴿ وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ ﴾ البقرة170

 

التعليقات (٥) اضف تعليق

  1. ٥
    زائر

    أحسنت سيد أبا محمد . . مقال جميل جدا . . . وإن كنتُ أرى أن نسبة الإيدلوجية الفردية والاجتماعية قلَّت عن الماضي بسبب ارتفاع نسبة الوعي والتعليم والتواصل الاجتماعي الذي جعل من العالم قرية صغيرة مما جعل الفرد يتأثر ويؤثر بمن يتواصل معهم وبالتالي صار يُفكر أكثر وينفرد بشخصيتهِ وحريتهِ أكثر . . .

    شكرا لجمال طرحك !!!

  2. ٤
    ا. سعاد العوض

    شيء طبيعي بالبشر لخوفهم من
    1. فقدان الهوية/ الشعور بأن التمسك بالأيديولوجيا هو السبيل الوحيد لحماية الذات أو الجماعة.
    2.التنشئة الاجتماعية المغلقة/التربية أو البيئة التي تعزز التمسك بأفكار معينة دون السماح بالنقد أو الحوار.
    3.غياب الوعي النقدي/ضعف القدرة على التفكير التحليلي ومراجعة المعتقدات بشكل موضوعي.
    4.التجارب الصادمة أو التهديد/ في الأزمات أو الصراعات تجعل الأفراد يتمسكون بأيديولوجياتهم كنوع من الحماية النفسية.
    5.الانتماء الجماعي/ الخوف من فقدان مكانة أو عضوية في جماعة

  3. ٣
    زائر

    سيدنا الفاضل مصطلح اضطراب اكتناز الادلوجة جديد اول مرة اسمع به بس ما تعمقت في المقال اتضح لي انه يقصد قيود القطيع الذي يفرضها على الفرد فينقاد الفرد مثل الماعز في القطيع مالم ينظر حوله ويبتر تلك القيود ويتحرر منها وينظر خارج الصندوق الأسود متحلياً بالشجاعة والعقل دائما مبدع في طرحك وتستثير النفوس الابية للانطلاق نحو الحرية والتغيير دمت بخير

  4. ٢
    زائر

    المقال مُبدع من حيث الشكل والأسلوب، وذكي في الربط بين عالم النفس والواقع الفكري، لكنه يتطلب تفكيكًا أدق في الفروق بين السلوك المرضي والسلوك الاجتماعي المكتسب. كما أن المقال لا يعرض حلاً واضحًا سوى التلميح إلى “العلاج المركّز”، وكان سيكون أكثر فائدة لو دلّ على خطوات عملية لتحرير الفكر من هذا الاكتناز مثل:
    • تعزيز التفكير النقدي،
    • الانفتاح على الحوار مع المختلف،
    • مراجعة الموروث،
    • وتنمية الوعي الفردي والجمعي.

    وختامًا، نعم، نحن بحاجة إلى أن “نُفرّغ عقولنا” كما نفرغ الخزائن من كل ما لم نعد نحتاجه، لكن بتروٍ ووعي، لا بكسر جماجم الأفكار كلها.

    هل

  5. ١
    سلمان

    اكتناز الذهب والفضة كما ذكر بالقران

    نريد مواضيع ممتازة وتخدم الجميع
    وواضحة وتكون بلهجة حساوية
    ليفهمها الجميع

اضف تعليق

بريدك الالكترونى لن نقوم بأستخدامه.

You may use these HTML tags and attributes:
<a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <s> <strike> <strong>