البطاط لـ “الواحة نيوز”: الخياطة إرث عائلي… والتحديات صنعت منّي مدرّبة محترفة

التعليقات: 8
البطاط لـ “الواحة نيوز”: الخياطة إرث عائلي… والتحديات صنعت منّي مدرّبة محترفة
https://wahhnews.com/?p=83587
البطاط لـ “الواحة نيوز”: الخياطة إرث عائلي… والتحديات صنعت منّي مدرّبة محترفة
دلال الطريفي

فتحت الخياطة المحترفة مها البطاط قلبها، لتروي رحلتها الممتدة لأكثر من ١٩ عاما في عالم الإبرة والخيط، كاشفةً في حوار خاص مع صحيفة الواحة عن البدايات التي امتزج فيها الشغف بالإرث، مرورًا بمحطات التعلّم، وصولًا إلى مرحلة التمكين والعطاء من خلال تدريب الأجيال الجديدة على الخياطة بطرق مبتكرة وبسيطة.

حب الخياطة كان امتدادًا لجذور عائلية

تقول البطاط لـ” الوحة نيوز”، إن حبها للخياطة لم يكن وليد لحظة، بل كان امتدادًا لجذور عائلية، إذ كانت جدتها تمتهنها، ووالدتها – أطال الله في عمرها – كانت تمارسها بشغف، هذا الجو العائلي ألهمها فكانت تصنع فساتين صغيرة لألعابها، ومع الوقت تطور حبها ليتحول إلى مهارة ملموسة، وفي سن المراهقة بدأت تُفصّل قطعًا حقيقية من دون مقابل حتى وإن أفسدتها، لتعود وتعيدها حتى تتقنها.

نقطة تحول

التحاقها بالمعهد المهني للخياطة كان نقطة تحول، حيث تتذكر تلك المرحلة باعتزاز إذ كانت من بين الأوائل في دفعتها، توضح أن بداياتها هناك كانت ممتعة من تعلم الغرز إلى تصميم الأشكال المختلفة وقد أثارت إعجاب معلماتها لدرجة أن الموجهة كانت تحتفظ بعينات أعمالها، حبها للخياطة ازداد بعد تعلم الباترونات، فقررت بعد التخرج أن تشارك معرفتها مع الأخريات من خلال تقديم دورات تدريبية في الجمعيات.

التحديات التي واجهتها

تشير البطاط إلى أن أبرز التحديات التي واجهتها بعد التخرج كانت مواكبة تطورات الخياطة، فالباترونات التي تعلمتها اختلفت عما هو شائع الآن، ما دفعها لتطوير نفسها، فزارت مصانع خياطة ومصممات متخصصات في فساتين السهرة، لتكتسب منهم تقنيات القص والرسم، هذه التجارب صقلتها وبدأت بعد ذلك في إعطاء دورات مبسّطة يسهل فهمها، وحققت تفاعلًا كبيرًا من المتدربات.

تغيرًا جذريًا في مجال الخياطة

وخلال مسيرتها التي تجاوزت العشرين عامًا، رصدت البطاط تغيرًا جذريًا في مجال الخياطة، مشيرة إلى أن الصناعة تطورت من الاعتماد على المهارة اليدوية إلى الابتكار والدقة العالية، مع التركيز على التصميم وجودة الإخراج لا سيما في تصاميم التراث الأحسائي، الذي بات يشهد مزجًا بين الطابع التقليدي والعصري.

كما تُعرف البطاط بقدرتها الفريدة على تبسيط خطوات الخياطة وتقديمها بأسلوب سهل التطبيق، وعزت ذلك إلى دعم والدتها المستمر منذ الصغر مؤكدة أن هذا التشجيع منحها الثقة لتُبدع وتُعلّم، أيضًا نصحت المبتدئات بأهمية تعلم أساسيات الخياطة واستخدام الأدوات بشكل سليم، معتبرة أن الأساس المتين هو مفتاح التميز في هذا المجال.

ورغم أنها لا تفضل نوعًا واحدًا من الأقمشة، إلا أنها تجد متعة خاصة في التعامل مع الأقمشة الخفيفة كالحرير، الشيفون، البولستر، الدانتيل، والتفته، حيث ترى أن الجمع بينها يمنح تصاميمها أناقة وراحة، ويمنح المرأة إطلالة متميزة وغير تقليدية.

ذكريات

كذلك من الذكريات التي لا تمحى من ذاكرتها، يوم طلبت منها إحدى أستاذاتها في المعهد تنفيذ فستان سهرة لعروس، شعرت حينها بالخوف من عدم إتقانه لكنها أنجزته بتشجيع من أستاذتها، وكان ذلك بمثابة التحدي الأول الذي صقل ثقتها بنفسها، كما تشير إلى أن الفستان عُرض للبيع، ولا تزال تذكر تفاصيله حتى اليوم.

رغم خبرتها الطويلة، تؤمن البطاط بأهمية التعلّم المستمر، فهي تتابع أحدث صيحات الموضة وتقنيات الخياطة من خلال البحث المستمر والاطلاع على أعمال المصممين الطموحين، كما تحرص على التجديد ودمج الابتكارات الحديثة بأساليبها التعليمية.

نصيحة ثمينة

ختامًا، تختم البطاط حوارها بنصيحة ثمينة لكل من ترغب في دخول هذا المجال، قائلة:
“التأني والممارسة المستمرة هما أساس التميز؛ فتعلم الخياطة يبدأ بخطوات بسيطة، والتركيز أساس النجاح.