صالح النصر يكتب: آمال وألام الغيص في مهنة الغوص بالماضي بمدينة المبرز

الواحة نيوز

للغيص Diver مكانة عظمى لدى النوخذة حتى قيل في الأمثال الشعبية الغيص عند النوخذة مدلل لأن الأعمال التي يقوم بها من الصعب بمكان أن يقوم بها أحد من أفراد البحرية ، خاصة إذا كان ماهرا ويملك خبرة وباعًا طويلا في مهنته الشاقة والمضنية ويتمتع بجسم سليم خالٍ من الأمراض التي تعيقة عن أداء عمله ذي الساعات الطوال ، كذلك يستطيع التحايل على الظروف التي تواجهه في قاع البحر أثناء ممارسته لعمله المجهد من الصباح الباكر حتى مغيب الشمس ، فنزوله لقاع البحر لمرة واحدة تسمى ( تبه – قحمه ) و العشر تبات تسمى زام و بعمق يتراوح مابين 20الى 30 مترًا لمدة 14 ساعة يوميا طيلة الأشهر الأربعة في وسط مليء بالمخاطر المتعددة حيث يتعرض للكثير منها وقد ذكرناها في الجزء الأول ( الغوص وأهواله ) .

وترى البحارة خاصة الغاصة سود الأجساد من الشمس عراة إلا من إزار وأيديهم متشققة من جراء إمساك الحبال أثناء النزول والخروج من البحر وملامسته للصخور البحرية أثناء جمع والتقاط المحار وجلودهم ملتصقة بعظامهم بسبب التغذية البسيطة وفي المقابل تكون العلاجات محدودة مثل الشب حجر الزاج وهو مادة كيماوية (لعلاج الجروح وإيقاف الدم ) ويستخدم للبخور والبعض عن العين والنفس بعد إتمام حرقه والمر /الصبر ( لعلاج أمراض المعدة ) قال الشاعر سأصبر حتى يعلم الصبر أني صبرت على أمر أمر من الصبر .

وصبغة ريح ( لعلاج أمراض الغازات المعوية – الارياح ) وعلك البان وماء الورد ودهن الصل ( زيت سمك القرش لمرخ ودهن الجسم ) وله استخدامات أخرى منها طلاء السفينة من الخارج ومريس التمر ( لعلاج الامساك ) والجفت ( يطيب التشققات الجلدية ) و العشرج ( سنامكي ) لأمراض البطن والكي لبقية الأمراض .

والغاصة وهم في قاع البحر يطلقون أصواتًا مقلدين صوت الكلاب حتى يسمع بعضهم البعض ، والغيص يستمر في عمله من الصباح الباكر حتى غروب الشمس لايستريح إلا عند تناول الطعام القليل و أثناء أداء الصلاة.

وعندما يخرج الغيص من البحر بعد كل تبه تتعلق عينا النوخذة إلى الدجين / الديين ( السلة التي يجمع فيها الغيص المحار ) فإذا كان قليلا كال له الشتائم و إن كان كثيرًا مط براطمه ( شفتيه ) طالبا المزيد وقد يتكرم عليه بكلمة قواك الله أو بيض الله وجهك وهذه الكلمات تسعد الغيص وينشط عند سماعها . وتستمر تلك الأحوال حتى موعد القفال ( موعد انتهاء رحلة الغوص).

ومن الأدوات التي يستخدمها الغيص في عمله الآتي :-

1-الشملول (لباس الغيص )

2- الخبط ( أكياس صغيرة لأنامل الأصابع )

3- الإيدا ( الأجداء حبل لسحب الغيص بواسطة السيب )

4- الزيبل ( حبل لربط الحجر )

5- الدجين ( الديين وهو سلة تشبه الشبكة يعلقها الغيص في رقبته يجمع فيها المحار )

6- الفطام ( الخطام يشبه مشبك الغسيل يضعه الغيص على أنفه أثناء التبة أي النزول في البحر )

7- الحجر ( الثقل – لتسريع عملية نزول الغيص في البحر)

8-الجودري وهوفراش بسيط للغيص مبطن من ليف مع الشرشف

9- البلد وهو حبل به حجر من رصاص لمعرفة عمق البحر به

10- الإزار .

الغيص / مبارك سالم الحليبي

وممن عمل في مهنة الغوص على وجه العموم من أهالي المبرز ومعظمهم غاصة وسيوب كل من الأسماء التالية :-

عبدالله سالم السعود ( الزبرة ) – سعد بومريرة – صالح عبدالله عيسى الفرحان – خالد بن سعد بن محمد الضامر – سالم عبدالرحمن الغوينم – محمد سالم الحليبي – عبدالعزيز أحمد الشعيبي – أحمد عبدالعزيز الصاهود – عيسى عبدالعزيز الصاهود – عبداللطيف الوصيفر بوشمس – حسن محمد الخضير – راشد حسين الخضير – سالم حسين الخضير – أحمد علي الخضير ( العجراء) -مبارك حسين الخضير – سعد مبارك بوهيا – عبدالرزاق سليم السليم – عبدالعزيز أحمدالبخيت – عبدالله صالح السويلم – عيسى العماني -علي العماني بوعبدالعزيز – عبدالعزيز محمد السعيد – محمد الضحيان – صالح الضحيان – يوسف زيد الزيد – مبارك سالم الحليبي .

ومن المواقف التي حدثت لأحد الغاصة عندما توفي أمر النوخذة بأن يحضر له الكفن حتى يغسل ويكفن ويرمى بالبحر هنا سمع أحد الغاصة بالمركب بما أمر به النوخذة وتدخل قبيل تتفيذ ذلك وطلب من النوخذة بأن يأمر بإحضار كفنيين هنا استغرب النوخذة من ذلك لكون المتوفى واحد وليس اثنين.

وقال النوخذة له لمن الكفن الثاني رد عليه واحد للمتوفى والآخر لك والله إذا رميته في البحر أكفنك وأرميك معاه ، بَندِر عند أقرب فرضة ( ميناء) وندفن المرحوم بالمقبرة هنا ، بالفعل تراجع النوخذة وتم دفن المتوفى بها .

والكل يعلم أن اللؤلؤ يصنف من الأحجار الكريمة رغم أنه يتكون من مواد عضوية ، وهو عدة أنواع وله أيضا عدة أسماء معروف بها مثل الآتي :- الحصباة – القماش – الدانه- الخريدة – السحتيت – الدرة- الخوضة – الحص- الجوهرة -الفريدة – الحفتل – الخوضة- السفانه – الجمان .

واللؤلؤ من الجواهر الثمينة تعمل منه العقود والأقراط والأساور النسائية والساعات والمشغولات النفيسة وترصع تيجان الملوك والرؤساء والزعماء بحباته المتنوعة .

رحم الله من رحل ممن حضر تلك الأيام الجميلة وأطال الله عمر من بقي وجزاهم الله خير الجزاء على ماقدموه من خدمات للمجتمع وجعل ذلك في ميزان حسناتهم .

المصادر:-

1- كتاب تاريخ الغوص ج1 تأليف أ/ سيف مرزوق الشملان. 2-أ/ عبدالله سعد الصاهود .

3- سالم عبدالله السعود . شكر خاص للأستاذ خالد عبدالله إبراهيم الحليبي .