رضا حماد يكتب: التحفيز التربوي: ليس اختيارًا.. بل ضرورة تعليمية

التعليقات: 3
رضا حماد يكتب: التحفيز التربوي: ليس اختيارًا.. بل ضرورة تعليمية
رضا رمضان حماد النجار
https://wahhnews.com/?p=81090
رضا حماد يكتب: التحفيز التربوي: ليس اختيارًا.. بل ضرورة تعليمية
الواحة نيوز

خلال مسيرتي الممتدة في مجال التربية وتعليم الموهوبين، ومن خلال عشرات المشاركات الدولية من سيول إلى أتلانتا ، أدركت حقيقةً لا تقبل الجدل: التحفيز ليس أداة ترفيهية أو مجرد وسيلة تشجيع عابرة، بل هو حجر الزاوية في أي نظام تعليمي ناجح. ففي كل رحلة، وفي كل قصة نجاح، كان التحفيز هو العامل المشترك الذي حوّل العاديين إلى مبدعين، والخائفين إلى واثقين.

-تشير الأبحاث الحديثة إلى أن البيئات التعليمية المحفزة ترفع معدلات الإنجاز الأكاديمي) بنسبة 37%)

ولكن الأهم من الأرقام هي القصص الإنسانية التي شهدتها بنفسي:
ففي تايوان 2017، وفي إحدى المعسكرات الصيفية للموهوبين، وقف الأحد الطلاب يرتجف خوفاً أثناء عرضه لمشروع علمي عن مركبة فضائية فما كان من إحدى المحكمات الخبيرات أن قامت وبدأت بالتصفيق بحماس لهذا الطالب، ثم تبعها الجميع. ذلك التصفيق لم يكن مجرد تشجيع، بل كان رسالة واضحة: “نحن نرى قدراتك”. وفي غضون دقائق، تحول هذا الطالب من طفل خائف إلى عالِم صغير يشرح نظريته بثقة مدهشة والعجيب أن فريقه حاز المركز الأول كأفضل فكرة علمية.

– من خلال نظرية الكفاءة الذاتية (قد نتحدث عنها لاحقا لأهميتها)
والتي تقول إن التجارب الإيجابية الصغيرة يمكن أن تغير مسار حياة الإنسان. وهذا ما اختبرته شخصياً في أحد المؤتمرات الدولية والذي كان عنوانه الرئيس (أثر التخيل على حل المشكلات بطرق إبداعية) كنت أعاني دائمًا من “عقدة” التحدث بالإنجليزية أمام الجمهور. لكن عندما وقفت لأتحدث عن تجربتنا في رعاية الموهوبين، حدث شيء غير متوقع. تصفيق الحضور لم يكن لمستواي اللغوي، بل لصدق شغفي ووضوح رسالتي. تلك اللحظة علمتني درساً لا يُنسى: عندما يكون المحتوى أصيلاً، يصبح التحفيز أداتك لتجاوز كل الحواجز.

كيف نبني ثقافة التحفيز؟
في كتاب “النجاح العاطفي” ثلاث ركائز للتحفيز الفعال:
1. الاعتراف بالجهد: ليس عندما ينجح الطالب فقط، بل أثناء رحلة كفاحه.
2. التغذية الراجعة الإيجابية: يجب أن تكون فورية ومحددة وبناءة.
3. البيئة الآمنة: حيث يُسمح بالخطأ دون سخرية أو تحقير.

وختاما بعد كل هذه الرحلات والخبرات، لم أعد أرى التحفيز كخيار تربوي، بل كمسؤولية أخلاقية ومهنية. ففي كل مرة نختار فيها أن نحفز طالباً، نحن لا نغير يومه فقط، بل قد نغير حياته كلها. التحفيز ليس كماليات تربوية، بل هو أساس التعليم الحقيقي وإن أبسط أشكال التحفيز قد تكون الشرارة التي تشعل أعظم المواهب.

المصادر

1-Duckworth, A.L., & Curtis, K.M. (2018). The Motivational Gap in Education. Harvard Press
1. Bandura, A. (1997). Self-efficacy: The exercise of control. Freeman
2. Chopra, D. (2020). Emotional Success. Random House

التعليقات (٣) اضف تعليق

  1. ٣
    بو محمد العباد

    متميز دائما استاذنا الفاضل
    شكرا لك من القلب🌹

  2. ٢
    الاسم (اختيارى)

    احسنت استاذي الفاضل

  3. ١
    زائر

    كلام رائع 👏🏻

اضف تعليق

بريدك الالكترونى لن نقوم بأستخدامه.

You may use these HTML tags and attributes:
<a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <s> <strike> <strong>