على الرغم من معرفتهم بالأهوال المصاحبة لهذه المهنة و الأخطار المحدقة بها والتي تشكل خطرا على سلامتهم ومراكبهم ، ومن تلك الأخطار والأهوال الآتي:
1- الجرجور ( سمكة القرش ) ويعرف بكلب البحر وهو مفترس خاصة الأنثى.
2-اللخمة وهي سمكة شوكتها سامة ومنها نوع صغير يسمى إطبيجي ضربته أشد من ضربة اللخمه.
3- الدجاجة البحرية وهي سمكة شوكية سامة.
4-الدول حيوان هلامي يحرق الجسد ، 5-القروص البحري وهو أيضا هلامي يضرب مثل الدول لكنه صغير كحجم الحمصة.
6- أبوزيزي (فرس البحر ) يصيب عيني الغيص .
7- أبولجني ( ثعبان البحر ) وهو سام.
8- الرماي من قواقع البحر وهو شوكي .
9-العاف ( الماء الشديد البرودة ) يؤثر في الغيص فيصاب بالوهن والضعف .
10- الدردور ( التيارات القوية وتسمى بالماية تشكل خطرًا في اتجاه الغيص والسفن حتى حبال الغاصة تتشابك بسببها .
11- الضرورة ( مس الجن ) بسبب الأماكن الموحشة في أعماق البحر .

تسقام السيب مهنا العويشير
بالإضافة إلى الأمراض العديدة التي تصيبهم من جراء ممارسة هذه المهنة والكل يعلم بها وأن العمل فيها مضنٍ وشاق وساعات العمل 14 باليوم طيلة مدة الرحلة أربعة أشهر ( 120 ) يوم متواصلة مع سوء التغذية من مأكل ومشرب والنوم غير الكافي ولا المريح حتى المكان المخصص للنوم فيه ضنك وضيق وتراص بين البحارة بعضهم مع البعض وكذلك المعاملة السلطوية من قبل أرباب العمل خاصة من قبل النوخذة كل ذلك في وسط بحر ليس له أمان.
وقيل في الأمثال ( احذر من البحر لي فار ومن الجمل لي ثار ) وقيل البحر ماله أمان والشاعر السعودي أ/جواد الشيخ قال غدار أعرفك يابحر تسل سيوف تطعن في الظهر.
ولقد وقعت الكثير من الحوادث وبسببها طبعت ( غرقت ) العديد من المراكب بمن فيها وسميت بسنوات الطبعة (كارثة ) ومنها الطبعة الكبرى في سبتمبر عام 1872م حيث تحطمت عدة سفن وغرق المئات من البحارة في عرض الخليج العربي ، وصدق من قال أن الداخل فيه مفقود والعائد منه مولود ، إلا أن عددا من سكان مدينة المبرز وبحثا عن الرزق ذي العائد المالي المرتفع والذي يحميهم بعد الله عزوجل من العوز والفقر وذل الحاجة.

احد محامل الغوص
ويتم من خلاله تحسين المستوى المعيشي لهم و لأسرهم لإيمانهم بكرم البحر حتى قيل جاور بحر ولاتجاور غني ففي بعض السنوات جاد البحر بعطائه الكثير مثل سنةالطفحة الكبرى عام 1912م.
حيث بلغت أرباح الغوص مبالغ طائلة وعم الخير في كافة أرجاء بلدان الخليج العربي لذا فقد انخرط في هذه المهنة الكثير منهم للعمل بها علما أنهم لايعلمون عندما يودعون الأهل والأحبة هل سيعودون لهم أم لا خاصة الغاصة منهم والذين هم من ضمن الطاقم الذي يتكون منه المركب ( محمل الغوص )والذي يتألف من الآتي :-
1- النوخذة :- وهو المسؤول الأول عن السفينة ومافيها وأصل الكلمة ( ناوخدا – ناخوذاه ) أي رب السفينة وهو من يختار أعضاء الطاقم بالسفينة وبيده الحل والعقد والجميع يطيعونه .
2- الغيص :- هو من يغوص في البحر وينزل في أعماقه يبحث ويجمع المحار والذي به اللؤلؤ
3- السيب :- هو المكلف بسحب وجر الحبل عندما يحركةً الغيص لرغبته في الخروج من أعماق البحر .
4- المقدمي :-الكبير ( العود ) هو رئيس البحارة ويعرف بالتنديل ويساعده المقدمي الصغير .
5:- الجعدي :- هو وكيل ( نائب ) النوخذة ويقوم مقامه ويسمى المعاون .
6- التباب :- هو من يخدم البحارة في السفينة ويساعد الطباخ في عمله ويقوم بصب القهوة والشاي للجميع وبعضهم يتدرب حتى يصبح غيص وبعضهم يفتش بالمحار المفتوح لعله يحصل منه على لؤلؤة منسية وتصبح من نصيبه .
7- الرضيف :- أصله رديف وهو يساعد السيب ويسمى مساعد أو معاضد .
8- العزال :- هو الذي يغوص على حسابه وله سيبه ويعطي النوخذة خمس ما يحصل عليه.
9- الجلاس :- هو غيص لكنه احتياط يدخل بالخدمه عندما يفقد أو يمرض أحد الغاصة .
10- النهام :- هو مطرب البحارة على ظهر السفينة والنهام لغة المولع ومعه الطبال والعواد (من يعزف العود ) وبقية الفرقة .
11-الطباخ :- هو من يعد ويحضر الوجبات على ظهر السفينة للبحارة وله معاونيين .
12- السكوني :- هو قائد السفينة ماسك السكان ( الدفة ).
13- أستاذ السفينة :- هو الفلكي في السفينة .
14- الغلاف (الفلاق ) :- هو من يقوم بفتح ( يفلش ) المحار للحصول على اللؤلؤ الموجود فيه علما أن البعض يشترك معه في هذا العمل .

الغيص أحمد حسن أحمد الفرج
هذا وتبدأ رحلة الغوص بحثا عن استخراج اللؤلؤ المتنوع من المغاصات والتي فيها الهيرات حيث بها المحار وبعض الهيرات بها التبرات وهي التي تكون غنية جدا بكثرة المحار المتواجد بها.
ويقول الخبراء أن أراضي الهيرات بالخليج العربي معظمها اكتشفت بها حقول و آبار النفط ( البترول ) . ورحلة البحث عن اللؤلؤ تبدأ من 23 مايو الى 23 سبتمبر أي لمدة أربعة أشهر .
والحقيقة العلمية لكيفية تكون اللؤلؤ هي أن جسم غريب أوذرة رمل وماشبه ذلك تدخل بداخل المحارة فيتأذى الحيوان الرخو الذي يسكن بها فيدافع عن نفسه بأن يفرز مادة لؤلؤية بعدة طبقات حول ذلك الجسم الغريب حتى لا يؤذيه فتتكون من جراء ذلك اللؤلؤة وتكون ملساء ناعمة ومستديرة .
ويصنف اللؤلؤ من الأحجار الكريمة بالرغم من أنه يتكون من مواد عضوية .
ويقول أحد الرواة في هذا الصدد أن المراكب وهي في عرض البحر تطوف بهم سفن الطواويش ( جمع طواش وهو من يقوم بشراء اللؤلؤ ) من النواخذة بعدها تجمع الأموال بحضور السردال ( هو أمير الغوص ) ويتم تقسيمها على من له أسهم عن طريق أهل الجزوى كل حسب رتبته البحرية بعد حسم المبالغ المدونة والمسجلة مسبقا عليه في دفتر التسغام قبل بدء رحلة الغوص .
هذا وممن عمل في هذه المهنة من سكان مدينة المبرز الأسماء الآتية :-
1-جدي من جهة الوالد/ ناصر بشير النصر توفي في إحدى مغاصات دولة قطر 2-جدي من جهة الوالدة / عبدالعزيز عبدالله العويشير 3- العم مهنا عبدالله العويشير 4- عبدالله الغريب الشدي بوناظم 5- سعد علي المسلم 6- أحمد عبدالعزيز العصام 7- علي حمد الحليبي 8- موسى عبدالرحمن العليان 9- فهد محمد اليعقوب 10- سلمان أحمد البريك 11- فهد سعد السليم 12-محمد المعيوف بوعثمان 13- حسن أحمد الفرج 14- أحمد حسن الفرج 15- عبدالرحمن حسين الشويرد 16-علي زيد الزيد 17- أحمد زيد الزيد 18- حسين زيد الزيد 19-عبدالله عبدالعزيز العصام 20-خالد عبدالعزيز العصام .
وينتقلون من فرضتي ( الفرضة هي الميناء ) العقير ودارين إلى مغاصات قطر والبحرين والبعض منهم يعمل في مغاصات القطيف ودارين وكانت تسمى بالماضي مغاصات ساحل الأحساء علما أن معظمهم غاصة وسيوب هذا .
وقد كسدت تجارة اللؤلؤ الطبيعي في بلدان الخليج العربي وتعرضت لضربة موجعة بعد نجاح اليابان في إنتاج اللؤلؤ المزروع عام 1895 م على يد الياباني ميكو موتو وقد ظهرت أول لؤلؤة مستديرة كاملة إلى العالم عام 1912 م ثم تزايد الإنتاج من اللؤلؤ المزروع .
وأعقب ذلك شح السيولة النقدية لدى سكان ودول المعمورة بسبب الخسائر الفادحة من جراء نشوب الحرب العالمية الأولى عام 1914 م وتبعاتها الجسيمة لكن ولله الحمد والمنة فقد عوض الله بعدها بعدة سنوات( 1932 م ) شعوب وبلدان الخليج العربي بدلا من تلك الثروة بثروات الغاز والنفط ( البترول ).
وبإذن الله سوف نغطي بالجزء الثاني دور الغواص في مهنة الغوص ( أمال وألام ) .
رحم الله من رحل ممن حضر تلك الأيام الجميلة وأطال الله عمر من بقي وجزاهم الله خير الجزاء على ماقدموه من خدمات للمجتمع وجعل ذلك في ميزان حسناتهم .
المصادر:-
1- تاريخ الغوص تأليف سيف مرزوق الشملان . 2- أ/ أحمد عبدالله النامي . 3 – أ/ إبراهيم أحمد الفرج . شكر خاص للأستاذ :
خالد عبدالله إبراهيم الحليبي .
التعليق
جزاك الله خير على هذه المعلومات القيمة والمفيدة جدا عن هذه المهنة التي خاضها أباءنا وأجدادنا وغامروا فيها وتعرضوا لأخطارها وأهوالها وهي من أصعب وأخطر وأشق المهن التي عملوا فيها فلك الشكر الجزيل على جهودك الرائعة يا أستاذ صالح بما تقدمه وتكتب عنه . عبدالله القريني بو عبدالمحسن .
شكر وتقدير
اسماء ايات الشكر والتقدير الى الكاتب صالح النصر على هذا المقال الشيق الذي نور به الاجيال على الصعاب في أعمال الأجداد في تحصيل لقمة العيش قبل عهد النفط
والحمدلله على نعمة الإسلام والامن والأمان في ضل حوكمتنا الرشيدة أطال الله في اعمارهم