احدث الأخبار

بسبب التطورات الراهنة… مطار الملك فهد الدولي يدعو المسافرين للتأكد من رحلاتهم مسبقًا ضبط “1458” مركبة مخالفة لوقوفها في أماكن ذوي الإعاقة في جمعية الفنون بالأحساء.. انطلاق عروض مسرحية الصرام “أغنية النخيل” تعليق صادم من ترامب: أمريكا كانت تعلم مسبقا بالضربات الإسرائيلية على إيران السعودية تعرب عن إدانتها واستنكارها الشديد للاعتداءات الإسرائيلية تجاه إيران تشمل الأحساء. استمرار الموجة الحارة على المنطقة الشرقية اليوم الجمعة الماجستير في إدارة كرة القدم لـ “المحسن” شاهد اللحظات الأخيرة.. فيديو مؤلم لمسافرين بريطانيين قبل صعود الطائرة الهندية المنكوبة شاهد لحظات مرعبة.. طائرة هندية تنهي حياة 242 راكبًا وتسحق 20 طالبًا نائمًا الجرجير.. مضاد للالتهابات والسرطان ويدعم المناعة بفوائده الصحية المتعددة عبر جسر الملك فهد.. “الشؤون الإسلامية” تودع حجاج البحرين بهدية خادم الحرمين من المصحف الشريف لحملة الدبلوم فأعلى.. تفاصيل وظائف التصنيع الوطنية للسعوديين

د. معصومة العبدالرضا تكتب: النسق المضمر في الخطاب العائلي: مفتاح لفهم الغيرة بين الأبناء

التعليقات: 8
د. معصومة العبدالرضا تكتب: النسق المضمر في الخطاب العائلي: مفتاح لفهم الغيرة بين الأبناء
https://wahhnews.com/?p=79655
د. معصومة العبدالرضا تكتب: النسق المضمر في الخطاب العائلي: مفتاح لفهم الغيرة بين الأبناء
الواحة نيوز

مقدمة

في تفاصيل الحياة الأسرية-العائلية- اليومية، تتسلل مشاعر خفية لا تُقال صراحة، لكنها تسكن بين السطور، وتظهر في لهجة الكلام، أو ترتيب الأسماء، أو نبرة الصوت. ومن بين هذه المشاعر، تبرز الغيرة بوصفها إحساسًا معقدًا يتقاطع فيه الحب بالخوف، والانتماء بالحاجة إلى التميز.

ورغم أن الأبناء قلّما يُصرّحون بعبارات مثل: “أنا أغار”، إلا أن خطابهم مليء بـ”أنساق مضمرة” تحمل دلالات الغيرة، وتعكس عمقًا وجدانيًا تحتاج الأم أو الأب لقراءته بعين فاحصة.

ما هو النسق المضمر؟

النسق المضمر هو ذلك البُعد غير المصرّح به في الكلام، ولكنه يُفهم ضمنًا من خلال:

• التلميح لا التصريح.

• الإشارة لا المباشرة.

• الصمت في لحظة ما، أو التأكيد المبالغ فيه في لحظة أخرى.

في الخطاب العائلي، يعمل النسق المضمر كمرآة تُظهر ما لا يُقال:

تُرى، لماذا صمت الابن حين امتدحت الأم أخاه؟

ولماذا تكرر البنت عبارة: “أنتِ ما تسمعين لي مثل ما تسمعين له”؟

إنها ليست مجرد جمل، بل أنساق مضمرة تحمل رسائل مشحونة بالاحتياج والشعور بالمنافسة.

الغيرة: المعنى العاطفي والتمظهر الخطابي

الغيرة بين الإخوة ليست مرضًا نفسيًا، بل هي شعور إنساني طبيعي، يتشكل حين يشعر الطفل أن حبّ والديه قد يُهدد من قبل الآخر.

لكن حين لا تُفهم الغيرة أو لا تُدار، فإنها تتحول إلى توتر خفي يُنتج:

• نقدًا لاذعًا للإخوة.

• تنافسًا دائمًا في كل المجالات.

• انسحابًا عاطفيًا من العلاقة مع الأم أو الأب.

النسق المضمر هنا هو وسيلة الطفل والمراهق والبالغ وحتى الكبير للتعبير عن الغيرة بطريقة لا تجلب له اللوم:

“أكيد فلان أحسن مني، حتى في كلامه ترتاحين له ولا تلومينه .”

هنا لا يقول: “أنا أغار”، بل يُشير ضمنًا إلى شعور بالإقصاء.

لماذا يجب على الأم أن تقرأ الخطاب المضمر؟

لأن الخطاب المعلن (ما يُقال) قد يُخفي أكثر مما يُفصح.

والأم التي تستطيع قراءة المضمر، تمتلك مفتاحًا لفهم:

• احتياجات كل ابن أو بنت بشكل خاص.

• دوافع بعض السلوكيات الظاهرة.

• مواضع الألم الخفي الذي يحتاج إلى حضن لا إلى توجيه.

حين تُدرك الأم أن عبارة:

“أنتِ ما تحبيني مثل ما تحبين أختي.”

قد تكون صرخة احتياج لا اتهامًا حقيقيًا، تصبح العلاقة أكثر نضجًا واحتواءً.

كيف تتعامل الأم مع الغيرة عند اكتشافها؟

1. الإنصات العاطفي: لا تردّي مباشرة بالتبرير، بل استمعي للمشاعر خلف الكلمات.

2. التأكيد على التفرّد: “كل واحد منكم له مكانة خاصة في قلبي، وكل حب يليق به وحده.”

3. عدم المقارنة: لا في الأداء المدرسي، ولا في الشخصية، ولا حتى في الطفولة ولا في كل مرحلة من مراحل حياتهم.

4. الاحتفاء بالتميز دون تهميش الآخر: مدح أحد الأبناء لا يعني تهميش غيره، لكن الصياغة مهمة.

مثال تحليلي:

الحوار:

“دايمًا تخلين أختي تساعدك في المطبخ، ما عمرك قلتِ لي تعال ساعدني!”

الأم: “لأنك ما تحب الطبخ، مو كذا؟”

(ساكت، ثم يقول): “يمكن، بس أحس دايمًا هي القريبة منك.”

التحليل:

المضمر هنا ليس عن “الطبخ”، بل عن الرغبة في القرب، والغيرة من الأخت.

حين يطلب المساعدة، هو لا يطلب وظيفة، بل مكانًا عاطفيًا.

خاتمة

النسق المضمر في الخطاب العائلي هو نَفَس الحقيقة المخفية.

وكل أم تمتلك حسًا تربويًا دافئًا، قادرة على أن تجعل من هذا المضمر جسرًا نحو الفهم، لا واديًا للمسافة.

إن الإصغاء لما لم يُقال، والاحتواء لما وراء الكلمات، هو ما يصنع أمومة راقية تربويًا، رحيمة وجدانيًا.

التعليقات (٨) اضف تعليق

  1. ٨
    زائر

    *دكتورتناالفاضلة،*
    شكرًا من القلب على هذا المقال البديع، الذي لا يُقرأ ككلمات تربوية وحسب، بل كحالة إنسانية تُكتب بلغة المشاعر العميقة والوعي النفسي الناضج.
    طرحكم تجاوز الوصف السطحي إلى تفكيك البنية الخفية للخطاب العائلي، حيث يتقاطع الكلام الظاهر مع ما لم يُقل، وتُستخرج المعاني من خلف الصمت لا من داخل الحوار فقط. هذا المستوى من التحليل يمنح المقال بعدًا أدبيًا إنسانيًا، لا يقل عمقًا عن كونه تربويًا.
    النقد الوحيد الذي يمكن أن يُقال، هو أننا أمام نص يحتمل أن يُطوّر ليصبح فصلاً في كتاب، لما فيه من نضج في التناول، وجرأة في فتح مساحات الصمت داخل العلاقات الأسرية.
    ممتنون لك، ومتحمسون لما هو أبعد من مقال… لعلها تكون بداية مشروع أوسع في الوعي التربوي العاطفي.
    مع خالص التقدير،
    أبو ماريا

  2. ٧
    زائر

    سلمت أناملك الدكتورة العبدالرضامعصومة هكذا هي الحياة بين زمن وزمن تتم عمليات التنافس والغيرة قلما يفهمها الأخوة الكرام في حينها قد تتأخر بعض الوقت وقد يطول انتظارها من خلال قراءة بعض التفاصيل للمزيج بين الحب والغيرة بين أفراد العائلة بديع بن عبدالله أبوفلاح الحاجي محمد

  3. ٦
    زائر

    الأستاذة الفاضلة
    شكرا لك هذا المقال الهادف
    تساؤل :
    هل يمكن استبدال كلمة “الغيرة” ب “بالتنافس” ؟ لما في التنافس الشريف من مفهوم حركي يحكي التسابق نحو الفضيلة ؛ فحب الأم أمر معظم و فضيلة كبرى و رهان كبير جدير بالتنافس و التسابق نحوه و هو يعد مكسبا كبيرا و نجاحا عظيما .

  4. ٥
    زائر

    كلام في الصميم دكتورتنا الغاليه
    فعلاً هذا ما يحدث بين الأمهات والأبناء وبعض الأبناء بتصرفه ولباقته في التعامل مع الوالدين يحيط نفسه بعلاقه خاصه قد يكون الحب والحنان للجميع ولكن مايفرضه
    كل منهم يكون هو الفارق دام عطاؤك دكتوره

  5. ٤
    زائر

    دائماً ما يتجلى الجمال من الدكتورة العزيزة في المقال. موضوعٌ غاية في الأهمية أن يُطرَح ويُناقَش. زاد الله توفيقاتك. ووفق اسرنا الكريمة لخيرها ورُقيّها
    “أبو شهيد العبد الكريم”

  6. ٣
    زائر

    موضوع مهم وكلام سليم و طرح مفيد

  7. ٢
    زائر

    نتفق في الهامش ونتقاطع معك على المتن…
    العوائل في زمن شح الوفاء و العطاء تصبح مهددة بالهبوط الافقي..

    المسكوت عنه غالبا يضمد جراحه دون حاجة الى تدخل مباشر
    وتظل المسافة بين الامومة….والعذوبة مستمره ومحفوظة رغم عظمة المخاطر.

  8. ١
    زائر

    نتفق في الهامش ونتقاطع معك على المتن…
    العوائل في زمن شح الوفاء و العطاء تصبح مهددة بالهبوط الافقي..

    المسكوت عنه غالبا يضمد جراحه دون حاجة الى تدخل مباشر
    وتظل المسافة بين الامومة…. ومستمره محفوظة رغم عظمة المخاطر.

اضف تعليق

بريدك الالكترونى لن نقوم بأستخدامه.

You may use these HTML tags and attributes:
<a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <s> <strike> <strong>