عبدالله المسيان يكتب: رمضان يعود.. لكنه يبدو كأنه لم يغب

التعليقات: 5
عبدالله المسيان يكتب: رمضان يعود.. لكنه يبدو كأنه لم يغب
عبدالله المسيان
https://wahhnews.com/?p=74115
عبدالله المسيان يكتب: رمضان يعود.. لكنه يبدو كأنه لم يغب
الواحة نيوز

نستقبله كما اعتدنا، بنفس الأحاديث، نفس الفتاوى، نفس الأكلات، ونفس القضايا السنوية التي تطفو مع كل رمضان: مكبرات الصوت، القرقيعان، وغيرها.

في سيارتك، تفتح الراديو على إذاعة القرآن، فتصادف سؤالاً مألوفاً : مستفتٍ يسأل عضواً في هيئة كبار العلماء عن معجون الأسنان وقطرة العين… هل يفطران أم لا؟

تذهب إلى السوق، فتجد الأسعار وقد ارتفعت، كأنها تُمهّد لاستقبال الشهر الفضيل قبلك بوقت طويل.

تفتح التلفاز، فتطلّ عليك الوجوه نفسها: إلهام الفضالة، طيف، هدى حسين، النبهان، سعد الفرج والعقل، والنمر، والسدحان، والحبيب… الأدوار ذاتها، الحوارات ذاتها، بقليل من التعديلات التجميلية.

حتى برامج الحوار تعيد تدوير ضيوفها: عائض القرني، الكلباني، وغيرهم، بنفس الأسئلة ونفس الإجابات.

تتفقد مائدة الإفطار، فتمتد لأمتار، مليئة بكل الأطباق والألوان والنكهات، لكنها في جوهرها نسخة مكررة من أكلات الأعوام الماضية.

وبينما نتلذذ بها، ننتقد الإسراف، ونستنكر تهافت الناس على الأسواق، رغم أننا كنا نقف معهم في الطابور ذاته قبل ساعات.

يصعد الخطيب على المنبر، فيعيد المواعظ نفسها التي حفظناها عن ظهر قلب.

حتى مواقع التواصل لا تخذلنا؛ نفس الجدل حول المسلسلات، نفس التغريدات عن روحانية الشهر، ونفس الشكاوى من تكرار كل شيء… وكأننا جميعًا عالقون في شريط يعيد نفسه بلا توقف.

تصلك على هاتفك مقاطع لمشاجرات رمضان السنوية، نفس المشاجرات التي ستراها العام المقبل أيضًا.

ربما لا يتغير رمضان لأنه ليس مطالباً بالتغيير، بل نحن من يفترض أن يتغير في حضرته… لكننا نأبى إلا أن نبقى كما نحن.

قد يكون السؤال الأهم ليس إن كان رمضان يتغير، بل لماذا نظل نعيشه بنفس الطريقة، ثم نندهش حين نكتشف أننا لم نتغير؟

التعليقات (٥) اضف تعليق

  1. ٥
    زائر

    المقال يعكس صورة واقعية للتكرار الذي يحيط بنا في رمضان، لكنه يطرح تساؤلًا أعمق عن دورنا في هذا التكرار. أرى أنه لا مشكلة في ثبات بعض العادات والتقاليد، فهي جزء من هويتنا وذاكرتنا الجماعية، لكن الإشكالية تكمن في تعاملنا معها بنفس النمط دون محاولة للاستفادة الحقيقية من الشهر. رمضان ليس مجرد طقوس تتكرر، بل فرصة للتأمل والتغيير، والمهم ليس ما يتغير خارجيًا، بل كيف نسمح لأنفسنا بأن نتغير داخليًا معه.
    عبير ناصر السماعيل

  2. ٣
    زائر

    الحمدلله على كل حال والله يعوده علينا وعليك بالصحه والعافيه لافاقدين ولا مفقودين
    والله يرحم موتانا وموتاكم

  3. ١
    زائر

    لاتهم الطريقة ولو كانت مكررة، الأهم أن تبقى حول أهلك واحبابك نفسهم في كل سنة دون فقد، شكرا على هذا الطرح..

اضف تعليق

بريدك الالكترونى لن نقوم بأستخدامه.

You may use these HTML tags and attributes:
<a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <s> <strike> <strong>