أعلنت مؤسسة موهبة نتائج المتأهلين لمعرض إبداع للعلوم و الهندسة 2025 م لعدد 200 من الطلبة الموهوبين و الذي سوف يقام في الرياض خلال الفترة من 2 فبراير إلى 6 فبراير لعام 2025 م ، حيث جاءت هذه النتائج بعد عملية تحكيم لعدد 480 مشروع علمي للطلبة المشاركين و الذي تم توزيعهم على أربعة معارض مركزية في الرياض و الدمام و جدة و المدينة المنورة ، و يبدأ الطلبة المتأهلين بتطوير مشاريعهم البحثية إلى أعلى جودة
من أجل الاستعداد للمنافسة على الجوائز الكبرى في معرض للعلوم و الهندسة 2025 م ، و لأهمية استعداد الطلبة المتأهلين سوف نتحدث هنا عن بعض التوصيات لهم التي تسهم في تطوير مشاريعهم البحثية من خلال مسارين ، المسار الأول تطوير المشروع العلمي ، و المسار الثاني الاستعداد للتحكيم .
المسار الأول : تطوير المشروع العلمي
حيث يقوم كل طالب متأهل بتطوير بحثه العلمي في مختبرات أحد الجامعات أو أحد الكليات أو أحد المراكز البحثية و ذلك تحت إشراف مشرف أكاديمي متخصص في مجال مشروع هذا الطالب ، و من أهم الأمور التي يجب أن يراعيها الطالب في مسار تطوير مشروعه من أجل أن يصل به إلى أعلى جودة في صياغة كل خطوة من خطوات البحث ، و بذلك يكون على أتم الاستعداد للمنافسة في التصفية النهائية لأولمبياد إبداع وفق التوصيات الآتية :
1 – مشكلة البحث : يجب أن تكون مشكلة محددة بدقة و محصورة في موضوع واحد فقط ، و كلما كانت هذه المشكلة محل اهتمام الباحثين و المراكز البحثية على مستوى العالم كلما كان مشروع الطالب أكثر قوة في مجال بحثه .
2 – الخلفية العلمية : يجب أن تكون الخلفية العلمية يتوفر فيها دراسات تدعم و تؤكد مشكلة البحث التي اخترتها ن على أن تكون هذه الدراسات حديثة و كلما كانت على مستوى عالمي كل ما كانت أفضل لجودة بحث الطالب .
3 – الفرضية : يجب أن تكون الفرضية مرتبطة بشكل مباشر بمشكلة البحث من جهة ، و أن تساهم في حل مشكلة البحث من جهة أخرى .
4 – المتغيرات : يجب أن تكون المتغيرات مرتبطة بشكل مباشر في الفرضية ، و أن تساهم هذه المتغيرات في نجاح و تحقق الفرضية بعد التجارب .
5 – جودة مواد التجربة : يجب التأكد من توفر المواد في المختبر و التي سوف تستخدم في التجربة ، كما يجب التأكد من فعالية و صلاحية هذه المواد في تطبيق التجربة ، لأنه في حال عدم توفر مواد التجربة أو عدم فعاليتها فإن مسار تطوير المشروع سيتأخر كثيرا ، او ان الطالب يضطر إلى تغيير المتغيرات وهذا يتطلب منه جهدا كبيرا في البحث عن دراسات جديدة بالإضافة إلى إعادة صياغة الفرضية من جديد و في كلا الحالتين فإن درجة منافسة المشروع ستكون منخفضة كثيرا لسبب عدم توفر أدوات التجربة .
6 – التجارب العلمية : لكي يكتسب البحث جودة متميزة و مصداقية عالية الأفضل أن يقوم الطالب بزيادة تكرار عدد مرات التجارب إلى الحد التي تكون فيه نتيجة التجارب مقنعة و تؤكد صحة الفرضية .
7 – جودة أدوات التجربة : قد تحتاج معظم التجارب إلى أجهزة و أدوات حديثة و متطورة لكي تعطي نتائج دقيقة و فعالة ذات مصداقية عالية لكي يكون المشروع العلمي أكثر جودة ، فالأفضل عند إجراء التجارب التأكد من توفر أدوات و أجهزة حديثة في المختبر ، و في حال عدم توفرها فالأفضل البحث عن مختبر آخر تتوفر هذه الأجهزة و الأدوات الحديثة .
8 – الدقة في وصف الإجراءات: من الأفضل أن يقوم الطالب بوصف إجراءات و خطوات التجربة بكل دقة ، فعدم وضوح إجراءات التجربة يؤدي إلى انخفاض مستوى مصداقية التجربة و بالتالي انخفاض مستوى جودة المشروع العلمي .
9 – الإحصاء و الرسوم البيانية : حصر بيانات التجارب التي قام بها الطالب في مشروعه و تمثيلها بطريقة إحصائية على شكل جداول بشكل دقيق بالإضافة إلى تمثيلها بالرسوم البيانية من العوامل المهمة جدا التي تساهم في جودة المشروع العلمي ، و من المهم جدا أن يستشير الطالب مشرفه الأكاديمي في تصميم الإحصائيات ، أو الاستعانة بمختصين في عمليات الإحصاء .
10 – تحليل البيانات : من المهم جدا أن يدرك الطالب عند تصميم مشروعه العلمي أن البيانات الواردة في الجدول الإحصائي و في الرسوم البيانية قد يصعب قراءتها و تفسيرها خاصة عند عملية تحكيم المشروع ، و من هنا يأتي الدور المهم لعملية تحليل و تفسير هذه البيانات من خلال تلخيصها بالكتابة المميزة ، بالإضافة إلى صياغة هذه الكتابة بطريقة تتطابق تماما مع قراءة الجداول الإحصائية والرسوم البيانية التي في هذا المشروع ، باختصار من يقرأ كتابة تحليل البيانات فكأنه يقرأ الجداول الإحصائية و الرسومات البيانية تماما و بكل دقة ، فتحليل البيانات هي الشاشة الرئيسية التي يستطيع المحكم من خلالها النظر إلى تجارب المشروع بصورة واضحة .
11 – النتائج : خطوة النتائج هي خلاصة البحث العلمي و هي المرآة الحقيقة لجوهر البحث العلمي ، و من هنا يترتب على الطالب صياغة نتيجة كل تجربة من تجارب البحث بكل دقة متناهية ، و من المهم ان تكون نتيجة كل تجربة مستقلة عن الأخرى و أن تكون متسلسلة في الترتيب ، باختصار يجب أن تصاغ النتائج و كأن المحكم ينظر و يعيش كل خطوة و كل تجربة في بحثك من البداية إلى النهاية لكي يدرك من أين بدأت و كيف انتهيت في بحثك إلى آخر نتيجة .
12 – الاستنتاج : إن الجودة العالية في المشروع البحثي هو تأكيد و إثبات صحة الفرضية من خلال تجارب البحث ، فإثبات صحة الفرضية هو الدلالة الأكيدة على أن الحل الذي اقترحه الطالب في علاج مشكلة البحث هو علاج حقيقي و مؤكد نتائجه ، كما أن إثبات صحة الفرضية هو المعنى الحقيقي لإنتاج المعرفة ، حيث يمكننا القول بأن الطالب من خلال إثبات صحة فرضيته بأنه استطاع أن يضيف معرفة جديدة ، و من هنا يأتي الدور الأهم المشروع البحثي و هي خطوة الاستنتاج التي تكمن في مضمونها قوة وجودة البحث العلمي ، و من هنا يأتي الدور الاحترافي على الطالب في ختام بحثه أن يؤكد صحة فرضية بحثه من خلال نتائج تجارب مشروعه ، على ان تكون هذه الصياغة دقيقة من خلال الربط بين نتائج التجارب التي تؤدي إلى صحة فرضية بحثه .
13 – التطبيقات : من المهم أن يوضح الطالب فاعلية نتيجة بحثه في علاج المشكلة أو كيفية توظيف المعرفة التي توصل إليها في بحثه في تطبيقات الحياة الواقعية ، بالإضافة إلى توضيح دور بحثه في تطور المعرفة ، و من هنا يأتي دور خطوة التطبيقات ، فالإتقان في صياغة خطوة التطبيقات يعطي صورة واضحة في كيف يستفاد من هذا البحث في التطبيقات المستقبلية التي تساهم في تطور الحياة ، بالإضافة إلى توضيح الجدوى الاقتصادية من نتائج بحثه العلمي ، فالجدوى الاقتصادية ترفع من مستوى جودة و قبول البحث .
14 – مصادر البحث : من المهم أن يوثق الطالب مصادر بحثه و التي ذكرها في الخلفية العلمية بشكل خاص ، سواء تلك الأبحاث التي بينت أهمية البحث في المشكلة ، أو تلك الأبحاث التي ساهمت في صياغة صحة الفرضية ، فذكر المصادر هنا تعطي دلالة واضحة على أن مشروع الطالب قد ارتكز على أسس علمية من أبحاث سابقة ، كما تعطي دلالة على ثبات و تماسك البحث كونه امتداد لتطور معرفي لأبحاث سابقة .
المسار الثاني : الاستعداد للتحكيم
تتم عملية التحكيم في تصفيات معرض العلوم و الهندسة ” إبداع 2025 م ” من خلال الحصص ، حيث يكون لكل طالب ما بين ثلاثة او أربعة حصص ، في كل حصة يعرض الطالب مشروعه العلمي أمام أحد المحكمين لمدة عشر دقائق ، و تنقسم فترة حصة التحكيم إلى قسمين ، القسم الأول الطالب فيه يتحدث عن مشروعه البحثي لمدة سبع دقائق ، و القسم الثاني يجيب الطالب على أسئلة المحكم لمدة ثلاث دقائق ، من هنا يأتي أهمية إبداع و احتراف الطالب في إدارة حصة التحكيم من خلال النقاط الآتية :
أ – إلى جانب التدريب على الإلقاء و أسلوب الإقناع و الثقة في مقابلة المحكمين ، يجب على الطالب أن يتدرب في كيفية عرض مشروعه العلمي و تلخيصه في مدة لا تزيد على خمس دقائق ، و من هنا تأتي الأهمية في صياغة تلخيص عرض المشروع أمام المحكم ، فيجب أن يكون ملخص العرض شامل لكل خطوات و إجراءات و نتائج البحث بكل إبداع و احترافية ، بحيث تعطي المحكم صورة كاملة عن جميع إجراءات مشروعك البحثي في مدة زمنية خلال خمس دقائق .
ب – عندما يقوم الطالب بتقديم مشروعه أمام المحكم و لكي يحافظ على الوقت المخصص له في العرض فإنه يجب عدم الإسهاب في أحد خطوات بحثه العلمي ، فمثلا أن يسهب الطالب في شرح مشكلة البحث في مدة زمنية تصل إلى دقيقة أو دقيقتين ، أو أن يسهب في شرح الخلفية العلمية ، فالاحتراف في عرض المشروع يتطلب التركيز على الإجراءات الأساسية التي تعكس جودة البحث العلمي مثل الفرضية و المتغيرات و إجراءات التجربة و نتائج التجربة و تحليلاتها ، ثم التأكيد على صحة الفرضية وربطها في التطبيقات مع توضيح الجدوى الاقتصادية .
ج – و نأتي للأسئلة المتوقعة من المحكمين في أثناء حصة التحكيم و هنا سوف نختصر بعضا من مضمون هذه الأسئلة إلى توجيهات للطالب لكي يستعد لها :
1 – شرح المصطلحات العلمية لكل مادة من مواد التجربة .
2 – توضيح أسباب اختيار المواد التي استخدمها في التجربة .
3 – توضيح سبب اختيار مشكلة البحث مع ذكر الدراسات السابقة التي تؤكد أهمية هذه المشكلة .
4 – شرح كيفية تطبيق التجارب بالتفصيل مع التأكيد على ذلك ببعض الصور التي تثبت تطبيق التجربة في المعمل .
5 – شرح أنواع الأجهزة و الأدوات التي تم استخدامها في تجربة البحث .
6 – شرح إجراءات السلامة و تطبيق الأخلاقيات العلمية في بحثه .
7 – توضيح الدور الذي قام به المشرف الأكاديمي في الإشراف على بحثه العلمي بالإضافة إلى توضيح مكان التجربة سواء في معامل أحد الجامعات أو معامل أحد مراكز الأبحاث .
8 – الحديث عن الخلفية العلمية و عن الدراسات التي تم بناء الفرضية عليها .
9 – توضيح أسباب اختيار المتغيرات في البحث العلمي .
10 – توضيح مدى الأثر الإيجابي لنتيجة البحث العلمي في علاج المشكلة مع الجدوى الاقتصادية .
11 – التأكيد على صحة المصادر التي من خلالها تم الحصول على الدراسات السابقة .
و في النهاية نؤكد على الطالب بأن تكون اللغة التي يتحدث بها أمام المحكمين هي لغة علمية ترتكز على المصطلحات العلمية و على فهمه لجميع خطوات بحث العلمي .