في مسيرة الحياة، هناك لقاءات عابرة تشبه شهبًا تضيء سماءنا للحظة خاطفة ثم تختفي في غياهب الزمن، لكنها تترك أثرًا لا يُمحى في أرواحنا. لحظات قصيرة، أشخاص لا نعرف عنهم سوى القليل وربما لن نراهم مرة أخرى، لكنهم يلمسون شيئًا عميقًا داخلنا، كأنهم رسائل من القدر تُعيد ترتيب مساراتنا دون أن ندرك.
● في رواية الحب في زمن الكوليرا للروائي العظيم غابرييل غارسيا ماركيز، يتجسد هذا المعنى ببراعةلقاء عابر بين “فلورينتينو أريثا” و”فيرمينا داثا” يبدأ برسالة حب، لكنه يُشعل في فلورينتينو نارًا لم تخمد طوال حياته.
رغم أن فيرمينا اختارت طريقًا آخر، تزوجت وعاشت حياة أخرى، إلا أن تلك اللحظة الأولى ظلت محفورة في أعماقها بشكل خفي، وكأنها نداء داخلي لا يهدأ.
وبعد عقود طويلة، جمعهما القدر مجددًا ليُثبت أن بعض اللحظات العابرة ليست صدفة، بل أقدار مكتوبة على صفحات الزمن.
ما الذي يجعل العابرين خالدين في أرواحنا؟
تأتي هذه اللقاءات في لحظات نكون فيها بحاجة ماسة إلى كلمة، نظرة، أو حتى صمت يحمل بين طياته طمأنينة لا نعرف مصدرها.
يأتون كأنهم رسل، يمنحوننا دفعة خفية، يعيدون ترتيب ما في داخلنا من فوضى، أو يضيئون زاوية مظلمة في أرواحنا.
العابرون لا يحملون أعباء التوقعات ولا قيود العلاقات الطويلة.
لحظاتهم معنا قصيرة، لكنها صافية وخالية من التعقيدات، مما يمنحها جمالًا خاصًا.
قد تكون ابتسامة عفوية أو كلمة ألقيت دون قصد، لكنها تحمل في بساطتها حكمة عميقة.
هؤلاء الأشخاص يتركون خلفهم أسئلة أكثر من الإجابات.
كما قال هاروكي موراكامي في روايته الغابة النرويجية:
“أليس غريبًا كيف يمكن لشخص لم تقابله من قبل أن يؤثر على حياتك بعمق، ثم يختفي دون أثر؟”
هذا الغموض يمنح اللقاءات قوة أكبر.
نحن ننجذب إلى ما لا نفهمه، ونبقى نحاول ملء الفراغات التي تركوها بخيالنا وأحلامنا، مما يجعلهم يظلون في ذاكرتنا كألغاز جميلة.
كلمة واحدة قد تُغير طريقة تفكيرنا، فكرة صغيرة قد توقظ فينا شجاعة مدفونة، أو تُلهمنا للسير في طريق لم نكن نتخيله.
أحيانًا يكون هؤلاء الأشخاص عابرين في حياتنا، لكنهم يفتحون أبوابًا جديدة لم نكن نعلم بوجودها.
اللقاءات العابرة: صدفة أم أقدار؟
هل هذه اللحظات العابرة مجرد مصادفات، أم أنها جزء من قصة كبرى تُكتب بعناية؟ ربما تكون رسائل خفية، إضاءات صغيرة تحملنا إلى طرق لم نفكر بها، أو تذكيرًا بأننا لسنا وحدنا في هذا العالم.
الأرواح تتلاقى أحيانًا، ولو للحظة واحدة، لتترك بصمتها قبل أن تغادر.
حين تضيء الشهب سماءنا
اللقاءات العابرة ليست مجرد أحداث قصيرة في حياتنا، بل هي ومضات تحمل في طياتها معاني أكبر من الزمن.
إنها شهب تضيء سماءنا للحظة، لكنها تترك في أرواحنا أثرًا خالدًا. هؤلاء الأشخاص الذين يمرون بنا دون أن يتركوا عنواين أو وعودًا، هم في الحقيقة رسائل من الحياة، تُذكرنا بجمال العابر، وبأن اللحظات البسيطة قد تحمل أعظم الأثر.
أستاذة أمل الحربي، مقال “العابرون أثر لا ينتهي” هو تحفة أدبية تستحق كل التقدير. لقد نقلتِ لنا بصدق وعاطفة عمق العلاقات الإنسانية والأثر الذي يتركه الأشخاص الذين نلتقي بهم حتى وإن مرّوا في حياتنا مرور الكرام. كلماتك تنبض بالحكمة، وتعكس فهمًا عميقًا لما يعنيه أن نعيش ونؤثر في الآخرين. استمري في إلهامنا بكلماتك المؤثرة، فبكل مقال تعيدين لنا تعريف معنى “الأثر الخالد”.
أستاذة أمل الحربي، مقال “العابرون أثر لا ينتهي” هو تحفة أدبية تستحق كل التقدير. لقد نقلتِ لنا بصدق وعاطفة عمق العلاقات الإنسانية والأثر الذي يتركه الأشخاص الذين نلتقي بهم حتى وإن مرّوا في حياتنا مرور الكرام. كلماتك تنبض بالحكمة، وتعكس فهمًا عميقًا لما يعنيه أن نعيش ونؤثر في الآخرين. استمري في إلهامنا بكلماتك المؤثرة، فبكل مقال تعيدين لنا تعريف معنى “الأثر الخالد”.
مبدعه دائماً وابداً 👌👌
مقال متفرد ، جميل بأفكاره اللامعه وبطرحه الثري ..
سلمت الأنامل الذهبية وسلم الفكر المتوقد دائماً .
أتشوق للمزيد من إبداعاتك أستاذة أمل ….
ابداع مميز..
ماشاء الله مبدعة دومآ سواء بانتقاء الكلمات أو صياغتها
امضي قدمآ استاذة امل
👏👏👏👏👏👏👏👏👏👏👏👏
رائعه جدا سلمت أناملك الذهبية
مبدعه كعادتك كلمات تمس شغاف القلب كما اعتدت منك سلمت يدا كتبت 🩵
التعليق
التعليق
مقال جميل استاذه أمل بالتوفيق دائما
استاذا آمل دائما مبدعه تختار كلماتها بعناية وإحساسها واضح يلامس روح من يتذوق كلماتها شكرا لعطائك
التعليق
رائعة كعادتك أ . أمل … ملهمة ولم يكن عبورك مجرد عبور….. ……كلماتك إختياراتك دائما ومضات وشهب تضيئ سماء حياتنا …إلى الأمام دائما
رائع
سلمت يداك استاذة امل
مقال رائع استاذه امل
سلمت يداك
رائع ا،امل سلمت الايادي
سلمت يداك … ياله من مقال رائع مؤثر وواقعي من تجارب حياة كل واحد فينا
ابدااااع حد الامتااااع.
دام فكرك الراقي وسلم بنانك 👏🏻👏🏻👏🏻👏🏻
رائع
سلمت استاذة امل