عندما تم نشر مقال لي في صحيفة الواحة نيوز بعنوان ( علاقة التدريب بمصداقية نتائج مقياس موهبة ) جرى بيني و بين بعض المتخصصين في مجال رعاية الموهوبين بعض النقاشات العلمية حول موضوع التدريب على مقياس موهبة.
فقد ذكرت الأستاذة هند النويصري من منطقة القصيم و هي متخصصة في مجال القياس و التشخيص في رعاية الموهوبين ” من وجهة نظري كمتخصصة في القياس و التشخيص في رعاية الموهوبين أن اختبار مقياس موهبة ليس هو مثل اختبار الذكاء التشخيصي.
فاختبار الذكاء التشخيصي يختلف تماما عن اختبار مقياس موهبة، فاختبار الذكاء التشخيصي هو اختبار يستخدم من أجل تشخيص مستوى صعوبات التعلم أو مستوى ذكاء ذوي الإعاقة من أجل تحديد طريقة التعليم المناسبة لهذا الطالب الذي تم اختباره في اختبار الذكاء التشخيصي.
فإذا تم تدريب الطالب مسبقا قبل أن يدخل في اختبار الذكاء التشخيصي من أجل تشخيص مستوى صعوبة التعلم لديه أو مستوى الذكاء لدى ذوي الإعاقة، فإننا في هذه الحالة نقول أن اختبار الذكاء التشخيصي قد فقد المصداقية في نتائجه، و بالتالي تكون نتيجة تشخيص صعوبة التعلم أو نتيجة الذكاء لذوي الإعاقة في اختبار الذكاء تكون نتيجة غير صادقة إذا تم التدريب على اختبار الذكاء التشخيصي بشكل مسبق قبل تطبيق هذا الاختبار ، فإذا حصل الطالب من ذوي صعوبات التعلم أو من ذوي الإعاقة الفكرية على نتيجة عالية في اختبار الذكاء بسبب التدريب المسبق فإنه في هذه الحالة سيكون تشخيص طريقة تعليمه خاطئة و تكون فوق مستوى ذكائه مما يؤدي إلى التأخر في تعليمه .
و تؤكد الأستاذة هند النويصري أن اختبار مقياس موهبة هو من نوع الاختبارات التي تعتمد على قياس مستوى القدرات و المهارات لدى الطالب حيث تعتمد نتائج اختبارات القدرات على ما اكتسبه الطالب من الخبرات المعرفية و المعلومات و على ما اكتسبه من قدرات و مهارات عقلية ، مثل اختبار القدرات العامة و مثل اختبار التحصيلي ، وبالتالي لا يمنع التدريب على اختبار مقياس موهبة لكي يحصل الطالب الموهوب على أعلى نتيجة ممكنة ، لكي لا تضيع عليه فرصة الالتحاق ببرامج الموهوبين من خلال هذه النتيجة التي حصل عليها بعد التدريب على اختبار مقياس موهبة .
و يؤكد الأستاذ نايف الزمامي من مدينة الأحساء و هو متخصص في رعاية الموهوبين أن الاختبارات المخصصة للكشف عن الموهبة تركز غالبًا على مهارات التفكير النقدي ، ومهارات التفكير الإبداعي، و مهارات التفكير التحليلي و مهارة حل المشكلات، لذا يقترح الأستاذ نايف الزمامي أن يكون هناك برنامج تدريبي لرعاية للموهوبين يوازي التدريب على مقياس موهبة.
هذا البرنامج يقوم على تطوير هذه المهارات الأساسية في اختبار مقياس موهبة، حيث يقدم هذا البرنامج للطلبة الموهوبين أنشطة تدريبية تعليمية تنمي مهارات التفكير النقدي و تنمي مهارة حل المشكلات و تنمي قدرة الإبداع لديهم بشكل عام ، مما يسهم هذا البرنامج التدريبي على مساعدة الطلبة في التعرف على استراتيجيات حل الأسئلة مما قد يساعدهم على تطوير استراتيجيات فعالة للإجابة على أسئلة التفكير المنطقي والمعرفي ويزيد من قدرتهم على حل المشكلات في أثناء الإجابة على أسئلة اختبار موهبة ، بالإضافة إلى تعزيز الثقة و تقليل التوتر لديهم أثناء تأدية اختبار موهبة .
و يتفق الأستاذ حسن الحدب ( متخصص في برامج إثراء الموهوبين في مجال الرياضيات ) مع رأي الأستاذ نايف الزمامي ضمن إطار الاستعداد لاختبار مقياس موهبة أن اختبار مقياس موهبة يقيس مهارات متعددة و أنه يجب أن يتم تدريب الطلبة على صناعة استراتيجيات جديدة بطريقة إبداعية في حل أسئلة اختبار مقياس موهبة .
و يؤكد الأستاذ حسن الحدب أن التدريب على مقياس موهبة يكشف المهارات القوية كما يكشف المهارات التي تحتاج إلى تدعيم و تطوير لدى الطالب الموهوب .
نصل هنا إلى خلاصة النقاشات العلمية السابقة أن اختبار مقياس موهبة و ليس اختبار ذكاء تشخيصي ، حيث أن اختبار مقياس موهبة هو اختبار قدرات و مهارات ، و بالتالي فإن التدريب على اختبار مقياس موهبة لا يؤثر في مصداقية نتائجه ، على عكس التدريب على اختبار الذكاء التشخيصي فإنه يؤثر في مصداقية نتائجه ، كما نستخلص مما سبق أن التدريب على اختبار مقياس موهبة يسهم بشكل كبير في تنمية قدرات الطلبة على تطوير أساليب إبداعية في طريقة حل أسئلة اختبار موهبة بشكل احترافي ، و من هنا تستنج أن التدريب يسهم بشكل كبير على تحقيق نتائج قوية في اختبار مقياس موهبة و إتاحة الفرصة لعدد أكبر من الطلبة الموهوبين في الالتحاق ببرامج الموهوبين .
في كل تدريب إضافة للمشاركين مهما كانت مادة التدريب محددة وثابته ومهما كان المدرب محددا وثابتا ومهما كان المشاركون محددين وثابتون ومهما كانت البيئة محددة وثابته فلا يخلوا تدريب من إضافة … فكيف وكل ما ذكر أعلاه متغير وغير ثابت لا شك أن الإضافة ستكبر والفائدة ستعظم وإن عندنا في التعليم تقويم حتى الإتقان يتعلم من خلاله المتعلم حتى يتقن المهارة على اختلاف في مستويات الإتقان…
شكرا لك أستاذ مبارك أمثالك يستحقون الدكتوراة الفخرية من الموهوبين فكم ساهمت في اكتشافهم وفي رعايتهم.
والله خير الشاهدين