تحت عنوان” الشاب المجهول” يشير الكاتب اللبناني ” أمين الريحاني “إلى المرحلة المبكرة من حياة الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود “طيب الله ثراه” قبل أن يصبح معروفًا كقائد ومؤسس للمملكة العربية السعودية، هذه الفترة تمثل التحولات الكبرى في حياته وتشكيل رؤيته المستقبلية.
ساهم في إنجازات عظيمة منها التخطيط لاستعادة الرياض، الرؤية الاستراتيجية على المستوى العسكري و التنموي، الحرص على البناء التاريخي للدولة والذي جاء في سياق الكتاب.
حيث أشار المؤلف إلى مغزى اللبنة وهو مفهوم رمزي متعلق بالبناء والتأسيس يُستخدم التعبير للإشارة إلى وضع “لبنة” في مشروع أو بناء أكبر، كرمز للبداية أو الخطوة الأولى في تحقيق هدف عظيم في السياق التاريخي، يُرمز إلى المرحلة التأسيسية في بناء المملكة أو الدولة.
حيث يكون وضع اللبنة الأولى هو النقطة الفاصلة بين البداية والفكرة وتنفيذ المشروع بعزيمة وإصرار ورؤية مستقبلية ساهمت في تأسيس دولة عظيمة متغلبا على التحديات و الصعوبات وصولا إلى الهدف المحقق مرورًا بأحداث تاريخية عديدة منها الطريق إلى صنعاء، الدور الاستراتيجي لموقع الأحساء والذي ساهم في التحكم بطرق التجارة والتنمية الاقتصادية و السياسية ورمزا للحضارة الثقافية بالمنطقة.
كذلك أشار الكاتب وبأسلوب أدبي رشيق إلى تاريخ وأهمية ميناء العقير واصل التسمية الذي يعود الى أحد القصور القديمة وموقعه الاستراتيجي حيث يُعد إحدى مواني السلطان الثلاثة يتبعها القطيف والجبيل شمالا ومنها يبدأ طريق الشرقية الى نجد وكيف أسهم موقع ميناء العقير في ازدهار التجارة ونمو الاقتصاد بالمنطقة.
إن كتاب “أمين الريحاني” بقلم “عيسى ميخائيل سابا” هو أكثر من مجرد عمل أدبي أو تاريخي؛ إنه جسر يربط بين الأدب والتاريخ والسياسة يقدم الكتاب صورة غنية عن فترة مهمة من تاريخ المملكة العربية السعودية، ويكشف عن الأبعاد الإنسانية لقائد عظيم كان في شبابه طموحًا نجح في بناء دولة حديثة وقوي.