فيصل الزعبي يكتب: أزمة الإعلام الجديد

التعليقات: 0
فيصل الزعبي يكتب: أزمة الإعلام الجديد
https://wahhnews.com/?p=65059
فيصل الزعبي يكتب: أزمة الإعلام الجديد
الواحة نيوز

في العصر الحديث، أصبحت وسائل الإعلام الجديد تواجه تحديًا جديدًا يتمثل في انتشار الأخبار الكاذبة والمعلومات المضللة، حيث تشير الدراسات إلى أن هذه المعلومات غالبًا ما تحظى باهتمام أكبر من الأخبار الصحيحة، مما يؤدي إلى انتشارها بشكل أوسع. وفقًا للخبير الإعلامي ” كينغ سيلفرمان” مؤسس موقع Emergent، فإن هذه الظاهرة تهدد الإعلام التقليدي وتخلق أزمة مصداقية تتجلى في تراجع ثقة الجمهور بوسائل الإعلام.

بيل أدير، أستاذ الصحافة في جامعة ديوك، يرى أن الوضع مقلق، حيث أن العديد من الصحفيين باتوا ينقلون معلومات دون التحقق من دقتها، وهو ما يساهم في تفاقم الأزمة. الإعلاميون والمختصون حذروا من هذه الظاهرة، مشيرين إلى أن الفبركة الإعلامية قد تشكل تهديدًا حقيقيًا لمستقبل الصحافة والإعلام التقليدي، حيث يعاني من تحديات تتعلق بمصداقية المعلومات المنشورة.

“أزمة المصداقية” أو ما يعرف بـ “فجوة المصداقية الإعلامية” ظهرت كردة فعل لزيادة الرسائل الإعلامية المضللة الموجهة للجمهور، والتي غالبًا ما تتضمن محتويات مثيرة تجذب الانتباه، لكن نتائجها قد تكون سلبية على المستوى السياسي والاجتماعي والأخلاقي. هذه الظاهرة برزت منذ أواخر الخمسينيات وتعمقت مع تزايد المؤسسات الإعلامية الخاصة التي تسعى للتنافس من أجل كسب عدد أكبر من المتابعين دون الالتزام بالمعايير المهنية الصحافية المتعارف عليها.

مع التقدم التكنولوجي وظهور الإعلام الرقمي، ازداد الكم الهائل من المعلومات التي تصل إلى كل فرد. هذا الانفجار المعلوماتي أسهم في تعميق أزمة المصداقية، حيث أصبحت الأخبار تعتمد في كثير من الأحيان على الإثارة لجذب المتابعين، مما زاد من تشكيك الجمهور في صدق ما يُبث عبر وسائل الإعلام المختلفة.

وفي ظل هذه الأزمة، يلجأ الأفراد إلى مصادر غير رسمية للحصول على المعلومات، سواء من الأصدقاء أو الجيران، أو حتى يعتمدون على معلومات يصنعونها بأنفسهم. هذه الظاهرة تصبح أكثر وضوحًا في أوقات الأزمات أو عندما تُفرض الرقابة على وسائل الإعلام، مما يؤدي إلى انتشار الشائعات والقيل والقال.

أزمة المصداقية لا تقتصر فقط على الإعلام التقليدي، بل تشمل أيضًا وسائل الإعلام الحديثة، حيث تتنافس العديد من وسائل الإعلام على جذب المتابعين بأي وسيلة كانت، حتى لو تطلب ذلك التضحية بالمصداقية والمهنية. نتيجة لذلك، يجد الكثيرون أنفسهم حائرين بين ما يجب تصديقه وما يجب التشكيك فيه، وهو ما يزيد من تعقيد المشهد الإعلامي في العصر الرقمي.

وللتغلب على هذه الأزمة، يتطلب الأمر تعزيز الالتزام بالمبادئ المهنية في الصحافة وتطوير آليات للتحقق من المعلومات قبل نشرها. كذلك، يحتاج الجمهور إلى أن يكون أكثر وعيًا وتفهمًا للتفرقة بين الأخبار الصحيحة والمضللة، لأن الفجوة المستمرة في المصداقية الإعلامية تهدد بشكل مباشر العلاقة بين وسائل الإعلام والجمهور، ما يؤدي إلى لجوء الناس إلى مصادر غير موثوقة للحصول على المعلومات.

التعليقات (٠) اضف تعليق

اضف تعليق

بريدك الالكترونى لن نقوم بأستخدامه.

You may use these HTML tags and attributes:
<a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <s> <strike> <strong>