تحدثت في مقالة سابقة عن الانضباط وأهميته في حياة البشر وأنه يعد أهم أسس النجاح بصفة عامة فإنني أتحدث عن قيمة الانضباط لدى الأبناء وتعزيز دافعيتهم نحو التعلم وذلك بتوجيه أنظار أبنائنا نحو كيفية استثمار الخبرات المتاحة وعندا نتحدث عن تعزيز قيمة الانضباط لدى الأبناء وخاصة لخلق الدافعية نحو التعلم.
فنحن نشير الى ان من خلال توليد وتعزيز تلك القيمة يمكن توجيه أنظار أبنائنا نحو كيفية استثمار الخبرات المتاحة لتنمية التفكير العلمي والعملي الصحيح بما يمثل مردودًا إيجابيًا فى اكتساب المعرفة العلمية عبر البرامج التعليمية الأكاديمية وأيضا اكتساب الخبرات الحياتية عبر مجريات الحياة اليومية والتفاعل مع البيئة المحيطة بأساليب تكيفية ناجحة واتخاذ القرارات المتوازنة للوصول إلى الأهداف المبتغاة.
حيث أن هناك علاقة وثيقة بين الانضباط كقيمة والدافعية للتعلم ويجب أن يركز الآباء على تلك العلاقة واستثمارها كآلية تعزيز الرغبة والدافعية لدى الأبناء للتوجه نحو التعلم بعقلية أكثر إدراكا، فكل من الانضباط والدافعية ترتبط بالسلوك، حيث تنمية القيم فى الفكر وتنمية الدافعية كشعور داخلى لايظهر أثارهم الإيجابى الآمن خلال سلوك الإنسان.
وهنا عندما نسعى الى تنمية كقيمة الانضباط لدى الأبناء يجب التركيز على مخاطبة عقولهم بأسلوب منطقي يتواكب مع المرحلة العمرية مع تقديم الأدلة المنطقية بما يتناسب مع خبراتهم فى هذه المرحلة العمرية حتى نصل معهم إلى مرحلة الاقتناع والقبول الصادق الذى يترتب عليه استثارة شعورهم الداخلى المتمثل فى الدافعية للتوجه نحو التعلم، سواء تنمية الدافعية للتعلم من خلال المؤسسات التعليمية أو البرامج الأكاديمية بمختلف أنواعها، أو حتى الدافعية للاستفادة والتعلم من الخبرات الحياتية.
و نؤكد هنا على أهمية الأسرة باعتبارها هى البيئة الأولي التى يتم تنشئة الإنسان فيها ويكتسب من خلالها كافة القيم والعادات والتقاليد ، وهذا يتطلب اتباع الأساليب التربوية الحديثة التى تعتمد على الحوار والمناقشة مع الأبناء وإتاحة الفرصة لا إبداء آرائهم والاستماع إليها واحترام وجهة نظرهم فى محاولة لفهمهم ومنحهم الشعور بان هناك من يسمعهم ويقدرهم ويحرص عليهم وهنا يجب أن تنشئ العلاقة الأبوية على بناء جسور الثقة مع الأبناء وتنمية الشعور الصادق لديهم بحرص الأبناء عليهم وتوجيه النصح والإرشاد بعيدا على أساليب التشدد والتعصب، وإثراء مناخ الحوار فى صياغة الأخذ والعطاء التى تلعب دورا إيجابيا فى عملية الإقناع بقيمة الانضباط وأهميتها والعوائد الإيجابية لها ودورها فى تهذيب الشخصية وتنمية قدرتها على تحقيق الأهداف بأساليب متوازنة وناجحة