عبدالله بوحليم يكتب: عيد واحد في المملكة

التعليقات: 4
عبدالله بوحليم يكتب: عيد واحد في المملكة
https://wahhnews.com/?p=58345
عبدالله بوحليم يكتب: عيد واحد في المملكة
الواحة نيوز

عادةً ما يحتفل المسلمون بالعيدين مع إظهار مشاعر الفرح والسرور مع الأهل والأحبة والأصدقاء، فالاحتفال بعيد الفطر ما هو إلا احتفال بإتمام صيام شهر رمضان المبارك، وأما العيد الآخر فهو عيد (الحج).

فيما اعتادت معظم الأسر في المملكة الاحتفال بعيد رمضان أكثر من عيد الأضحى، ولعل أحد الأسباب هو غياب أحد أفراد الأسرة، ليس الغياب لمجرّد السفر أو الاستمتاع في ضواحي انتر لاكن أو الاستجمام في شواطئ ميامي، بل السبب هو التواجد في المشاعر المقدّسة لخدمة ضيوف الرحمن، تخلّى أحدهم عن حضور معايدتهم المعتادة بتواجد والديه، وأخوته وأعمامه وأخواله وخالاته، حتى يساعد الحجّاج في إتمام مناسكهم، وأخرى يصلها خبر وفاة والدها وهي على رأس الخدمة في أحد مستشفيات المشاعر وترفض المغادرة متمسكةً بالرسالة الأسمى وهي خدمة ضيوف الرحمن لتُكافئ بتسمية عيادة باسم والدها غفر الله له.

لا أتذكر أنني رأيتُ يومًا ما بيتًا يخلوَ من خادم لضيوف الرحمن في الحج، وكأن أبيات الشاعر جاسم الصحيح حينما قال واصفًا النخلة: “‏فإن لم نجدْ خالاً وجدنا بها عمَّا”، فحتمًا إن لم يكون أخوك يتواجد في مكة الآن، فقد يكون ابن عمك قد فعل، ونعم، أنا أقصد ذلك الشخص الذي لم تراه يومًا ما في عيد الأضحى المبارك قط، لأنه يرى أن عيده سنويًا هو خدمة الحجاج وسط المشاعر المقدسة.

شدّتني كلمة لوزير الصحة الأستاذ فهد الجلاجل حينما قال (ملكنا سلمان – الله يحفظه – اسمه “خادم الحرمين الشريفين” فما بالك بالشعب؟) هذه الكلمة يجب أن تعلّق في معسكرات القطاعات الأمنية والصحية والحركة الكشفية مرورًا بمنى وحتى طرق عرفات.

لا شكّ أن المملكة العربية السعودية محظوظة بأن الله سبحانه قد خصّهم بخدمة ضيوف بيته العتيق دون غيرهم، وإن هذا لشرف كبير ووسام يُعلّق على صدر كل سعودي أن يُساهم في خدمة حاجّ أو معتمر، وقد يكون – ولو أخذنا بحسن النية – أن هذا ما يرمي إليه بعض المحسوبين على الإسلام والمسلمين في محاولة التقليل من قدرة المملكة في إدارة الحشود بأنهم يتمنون ولو للحظة أن يساهموا في تلك النعمة العظيمة، ولا فضل لنا في ذلك إلا أن الله اصطفانا لذلك. ختامًا، المملكة العربية السعودية حكومةً وشعبًا يتشرّفون بتقديم الغالي والنفيس لخدمة الحجاج والمعتمرين.

ولم ولن يقصّر أحد طالما استطاع المساهمة ولو بالقليل، وأصوات النشاز المستمرة في محاولة الإساءة والتقليل ونشر الإشاعات ومحاولة زعزعة أمن الحج فلن يستطيعوا تجاوز التاء المربوطة في “زعزعة”.

 

التعليقات (٤) اضف تعليق

  1. ٤
    زائر

    نعم أتفق معك… دأما طروحاتك مميزه و ذات قيمة وهدف.

  2. ٢
    زائر

    ابو الماس، ماحد يصيف على شواطي ميامي حسستني ان ميامي دبي

  3. ١
    زائر

    طرح جميل من مبدع جميل
    شكراً أبا ألماس 🌹

اضف تعليق

بريدك الالكترونى لن نقوم بأستخدامه.

You may use these HTML tags and attributes:
<a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <s> <strike> <strong>