احدث الأخبار

حرس الحدود بالشرقية يقدم المساعدة لمواطنَين خليجيَّين إثر تعطل مركبتهما على طريق عُمان الدولي مجلس جامعة الملك فيصل يعقد جلسته الثالثة للعام الجامعي 1446هـ للرجال والنساء.. وزارة الدفاع تعلن موعد فتح باب القبول للوظائف العسكرية “التجنيد الموحد” فتيات صم الأحساء يشاركن في البطولات الرياضية خالد بن عبد الله الملحم يكتب: أمين الريحاني وعظمة التاريخ العيون الخيرية تودع أكثر من 400 ألف ريال في حسابات أبنائها الأيتام فيصل الزعبي يكتب: لماذا نجح البودكاست في زمن السرعة؟ بالصور.. أمير الشرقية يطلق مشروع إعداد المخطط الإقليمي للمنطقة والمخططات المحلية إنقاذ حياة خمسيني في مركز الأمير سلطان لمعالجة أمراض وجراحة القلب بالأحساء أمير الشرقية يرعى توقيع العقد الاستثماري لمشروع الاستفادة من مرادم النفايات لأمانة المنطقة “بِرّ الشرقية” تُعلن بدء التسجيل في اللقاء السنوي الـ 16 للجهات الأهلية نائب أمير الشرقية يزور مركز العمليات الأمنية ويؤكد: القيادة حريصة على التطوير والتميز

بكر عبدالله العبدالمحسن يكتب: خيوط المعازيب بين هوية التلميح وغياب التصريح

التعليقات: 4
بكر عبدالله العبدالمحسن يكتب: خيوط المعازيب بين هوية التلميح وغياب التصريح
https://wahhnews.com/?p=52188
بكر عبدالله العبدالمحسن يكتب: خيوط المعازيب بين هوية التلميح وغياب التصريح
الواحة نيوز

يتابع مُسلسل خيوط المعازيب بعد رحلة خمسة عشرة حلقة من العرض على شاشةMBC وشاهد نت تألقه وتفاعله على المستوى المحلي والخليجي وزيادة عدد المتابعين وتحليل المحتوى وحبكة الدراما واستنتاج الأحداث وقبولها والاستهجان لبعض منها ،وطرح العديد من التساؤلات حول دور الشخصيات وبيئة المكان وأدوات التراث واللهجة ومفرداتها وجدلية النص بين الواقع المعاش والخيال الفني.

لقد كانت الذاكرة الشخصية مُحملة بعبق الماضي للأحسائيين ولمن زارها في الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي من مناطق المملكة ودول الخليج وشاهدها على الواقع ،فالزمن الفاصل بين أحداث دراما خيوط المعازيب واليوم ليس ببعيد ،وإنما التطورات المتسارعة في البنية العمرانية والزراعية والمهنية والاقتصادية والتعليمية هي الفارق بين مرحلتين في بيئة الأحساء والتي جعلت من تلك المرحلة وكأنها بعيدة بأكثر من مائة عام ،كما أن التفاصيل التي تدور حولها دراما العمل لازالت مُمتدة إلى اليوم ومتوارثة في جيل الأبناء ،فالبشت الحساوي لازال أحد أهم المنتجات التي تُميز هوية الأحساء بصناعتها حتى مع التطور الذي دخل في انتاجها.

فدراما خيوط المعازيب سلطت الضوء على مرحلة الستينيات من القرن الماضي وتحديدا على المعازيب التي كانت تقوم على إدارة انتاج البشت الحساوي وعلاقتها بالمجتمع والعاملين في مجالها ،وجسدت البيئة الاجتماعية والمهنية والزراعية والثقافية والمعيشية والتراثية التي كانت تعمل فيها بكل تفاصيلها وأدواتها ،وحتى اللهجة الحساوية التي ميزت العمل وأعطته طابعا مميزا في الأداء ومختلفا عما هو سائد ،إلا أن كل هذه التفاصيل الدقيقة في بُنية الدراما التي استطاعت إعادة المُشَاهِد إلى الماضي كانت تفرض عليه تساؤلات غياب صورة وتفاصيل وأداء الهوية المذهبية لمحيط مجتمع وشخصيات خيوط المعازيب التي أغفلت جزءا مُهما من بُنية الدراما وموهت الهوية المذهبية ما بين التلميح وغياب التصريح ،وجعلت من المتابع بمختلف انتمائه يتساءل عن الأسباب التي جلعت من الكاتب والمنتج والمخرج يبتعدون عن اظهار بعض التفاصيل المباشرة في اللهجة والأداء والطقوس التي يرتبط بها مُجتمع خيوط المعازيب والتي تُشكل هويته المذهبية بشكل واضح دون تخمين.

والجواب المتوقع من خلف الكواليس من أن اظهار تلك الخصوصية ودمجها في الدراما قد يُشكل حساسية أو ردة فعل غير مرغوبة فيها للمتابع أو لمجتمع خيوط المعازيب في الوقت الراهن ،وذلك قد يبدو جوابا غير مقنع مع أصالة وجود الآخر واحترامه بالأمس في بلادنا والانفتاح وقبول الآخر الذي نشهده اليوم وتُؤكد عليه من خلال خصوصية الانتماء والتنوع المذهبي كجزء من حرية الاختيار الشخصي لمذهب التعبد البعيد عن التعصب والكراهية.

فالمجتمع السعودي اليوم بحاجة ماسة إلى مثل هذه الأعمال الدرامية لاختراق العزلة الاجتماعية والمذهبية الداخلية التي شكلتها ثقافة الانغلاق والتعصب لما يعرف بالمد الديني في أواخر السبعينات الميلادية وحتى أواخر التسعينات ،والتي عزلت وقطعت أوصال المجتمع وأدخلته في التشدد الديني والتعصب المذهبي وأبعدته عن جمال التفاعل مع التنمية والتطور والفنون والرفاهية والاقتصاد.

فمثل هذه الدراما وغيرها هي المسؤولة عن فتح ملفات الماضي والحاضر بمختلف أشكالها بكل جُرأة وشفافية لجيل اليوم ممن عاشوا جزءا من تلك الحقبة الزمنية أو ممن سمعوا عنها وشاهدوا بعضا من آثارها ليتلمسوا الجوانب المضيئة فيها والاعتزاز بها ،ويستشعروا مواطن الضعف والإخفاق لإعادة النظر فيها ،وأن كل ابتعاد عن مثل هذه الجزئيات في التعريف بالآخر وبخصوصيته وبغض النظر عن كونها صحيحة أم خاطئة هو تحجيم وتقزيم لدور الدراما في رسالتها وجودة أدائها كمرآة نقدية في ثقافة التغيير والانفتاح على الآخر.

 

 

التعليقات (٤) اضف تعليق

  1. ٤
    زائر

    أقف مشدوها معجبا من هذه القراءة المتعمقة والتحليل لبواطن المشهد
    و تأكيد مسار التعايش و الاحترام
    وتعميق الحالة الوطنية التي للدراما دور مؤثر فيها..

  2. ٣
    زائر

    الكاتب السيد بكر متميز على الدوام في طرحة وآختيارة لمواضيع متنوعة ذات اهمية تستدعي لفت النظر والوقوف على جوانب مختلفة تسهم في الأرتقاء والتطوير.

    شكرا لك سيد بكر الكاتب المبدع والمتميز

  3. ٢
    زائر

    اتفق معك عزيزي بكر

  4. ١
    زائر

    يبدو ان الكاتب لم يشاهد التصريح المذهبي في بعض الحلقات ومن اهمها الحلقة ( 10 )
    ارجع يا استاذ بكر وشاهدها

اضف تعليق

بريدك الالكترونى لن نقوم بأستخدامه.

You may use these HTML tags and attributes:
<a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <s> <strike> <strong>