مسلسل خيوط المعازيب عمل درامي يُعرض على شاشة MBC وشاهد نت في شهر رمضان وتعود أحداثه إلى الستينيات من القرن الماضي في محافظة الأحساء شرق السعودية وتقع أحداثه في أحد أحيائها الذي يُجاور سوقها الشهير “القيصرية” في دراما اجتماعية مُحورها “المَعَازِيب” وهم أصحاب انتاج وتُجَار “البِشْت الحَسَاوي” وهي العَبَاءة المصنوعة من أجود أنواع الأصواف والمطرزة بالخيوط الذهبية ،وعلاقة هؤلاء المَعَازِيب بالعاملين لديهم ونُفوذهم وسُلطتهم في المجتمع ما بين إنسانيتهم وشرورهم.
واستطاع هذا العمل الفني تجسيد البيئة الفنية للمسلسل بكل تفاصيلها الاجتماعية والعمرانية والزراعية والمهنية والمعيشية ،واستخدام اللهجة الحساوية بكفاءة عالية وانسيابية من دون تكلف أو اسفاف وكأنك تعيش في قلب الحدث بجميع تفاصيله ،وكان لافتا الحضور والمشاركة الكثيفة للفنانين الأحسائيين في العمل مما أضاف عليه لمسة جمالية على الأدوار وسهولة الأداء وتقمص الشخصيات بكل اقتدار ومُحاكاتها واشباعها وكأن كل ممثل شخصية حقيقية في واقع العمل وبيئته.
لقد كان المَعَازِيب في الستينات يتصدرون المشهد الاقتصادي والاجتماعي بخيوط نُفوذهم وقدرتهم على إدارة الإنتاج وفن التسويق وجني الأرباح التي تُمكنهم من التحكم في تبعية العاملين والصبيان لاحتياجهم للعمل والمعيشة ،وتعلو شهرتهم الآفاق مع وفرة المال والكل إليهم طالب ومُحتاج ،وفي المقابل اليوم نجد سُطوع بعض مشاهير شبكات التواصل الاجتماعي في الأحساء كمَعَازِيب الماضي عبر خيوط مَقَاطِعهم المُثيرة للجدل بتفاهة مضمونها أو الإساءة إلى اللهجة الحساوية الأصيلة بالتندر وإضحاك الآخرين بها ،وتقديم نمط من الشخصية الأحسائية تقديما يُقلل من احترامها وهيبة مكانتها وأصالة معدنها وطيب أخلاقها في الفضاء الاجتماعي.
فالمَعَازِيب كنموذج أبي عيسى وبعض المشاهير الذين يتصفون بصفاته ويُمارسون نفس الأداء بأدوات مختلفة ووسائل متنوعة ويدَّعون الحرص على العاملين معه وهو يضربهم ويُهينهم ويُنقص من حقهم ويستغل إمكانياتهم ويبخس حقوقهم كما بعض المشاهير الذين أوجدوا حولهم بعض البسطاء يستهزؤون بهم ويُضحكون الناس عليهم ويَعملون المقالب فيهم ويستغلون ضعفهم ظنا منهم أنهم يقدمون صورة حسنة عن مجتمعهم.
وبرغم أننا غير منتبهين من أن مشاهير اليوم في شبكات التواصل الاجتماعي هم مَعَازِيب السوق الحقيقين الذين يُحركون الناس في الاتجاهات الاجتماعية في جانبها الإيجابي أو السلبي في بداية مشوارهم نحو انتاج مقاطعهم المثيرة للجدل ،وما أن يحصلوا على الأعداد الكبيرة من المتابعين كعنصر مهم في عملهم ،حتى يتحولوا إلى مَعَازِيب حركة الإعلانات التجارية في السوق الاقتصادي الذي يلجأ إليهم مَعَازِيب الشركات والتُّجار لتحريك رُكود تجارتهم وزيادة أرباحهم مقابل دفع مبالغ مالية كبيرة لهم.
فما بين ثنايا دراما خيوط المعازيب هو الاستنكار والرفض الشديد لشخصية “المعزب أبو عيسى” وسُلوكه الغير مقبول ،وإعطاء كل الحب والتقدير لشخصية “المعزب أبو موسى” وتصرفاته الإنسانية والمحمودة ،ولكن قانون سوق البقاء والفاعلية في الاقتصاد يكون للأقوى الذي يتعامل مع الواقع وأدواته لا مع المِثالية وحسن النية ،وهذا ما يفرضه علينا سوق إعلانات مَعَازيب المشاهير في شبكات التواصل الاجتماعي ،فنحن نقف عاجزين أمام قوة عصا إعلاناتهم وضعف تحملنا عن متابعتهم ،واستغلالهم عجز قُدراتنا اتجاه حركة التعاون الكبير ما بين خيوط معازيب السوق الاقتصادي التي تستخدم عصا معازيب مقاطع المشاهير التي تضرب المستهلكين بقسوة كلما حاولوا الابتعاد عن سوق إعلاناتهم واستهلاك خيوط معازيبهم.
في تصوري الشخصي بأن مسلسل خيوط المعازيب عمل درامي مبدع وينقل صوره جميله عن اهالى الاحساء الكرام الغنيين عن التعريف ولو تكلمنا عن المسلسل بصراحه من أفضل ماقدم هذه السنه فقد جذب المثير من المتابعين على الساحه الخليجيه والعربيه ومما لاشك فيه يحمل المثير من الفنانين المتميزين كاأمثال الفنان عبدالمحسن النمر والفنان ابراهيم الحساوي والفناق قريش والفنان الشهابي والكثير ممن تعودنا أن نشاهدهم بين حين وآخر برغم بأن البعض قد غاب سنوات طويله ولربما لانشغالهم او لم تتاح الفرصه لعمل لمثل هذه المسلسلات..ويطول الحديث عن خيوط المعازيب..وباختصار انا اعحبت كثيرا به …ونتمنى أن نشاهد المزيد من هذه المسلسلات التى تنقل صوره مشرفه عن الاحساء.
لا فض فوك أستاذنا الكريم وقد وفقت في المقارنة بين الشخصيات وأدواتها والمهنة وأصحاب المهارة وجسدت التسلط على ضعاف العوز والحاجة للارتقاء مادياً حتى وإن كان على حساب القيم والأخلاق الإسلامية والاجتماعية والإنسانية… للأسف لازالت أنياب الذئاب تلوح بلمعان بريقها في كل مكان وزمان
بخيوط مقالك الواقعي حكت بكفاءةواقتدار مقارنة ناجحة بين واقع قديم بواقع نعيشه الان
ولازال سقوط الضحايا قائم
دام نسجك الجميل 🌹 🌹
مقاربة جميلة وربط مثير بين المعازيب
سابقا ومشاهير السوشيل ميديا حاليا
وفي كلتي الحالتين رسالة رائعة برفض واستهجان الحالتين..
دمت كاتبا موفقا تجيد التوقف والتأمل في الأحداث..!
الدافع هو حب (بضم الحاء) الشهرة و الكسب المادي على حساب الاخرين