احدث الأخبار

عاطف الأسود يكتب: عبد الله السيهاتي.. ابنُ الكرم وصانع الأمل لمرضى الكلى في القطيف من الإلهام إلى اللوحة.. شوق آل يحيا تروي لـ”الواحة نيوز” حكايتها مع الفن التشكيلي الأخضر تحت 23 يصل لنهائي بطولة تولون برباعية في الدنمارك بسبب التطورات الراهنة… مطار الملك فهد الدولي يدعو المسافرين للتأكد من رحلاتهم مسبقًا ضبط “1458” مركبة مخالفة لوقوفها في أماكن ذوي الإعاقة في جمعية الفنون بالأحساء.. انطلاق عروض مسرحية الصرام “أغنية النخيل” تعليق صادم من ترامب: أمريكا كانت تعلم مسبقا بالضربات الإسرائيلية على إيران السعودية تعرب عن إدانتها واستنكارها الشديد للاعتداءات الإسرائيلية تجاه إيران تشمل الأحساء. استمرار الموجة الحارة على المنطقة الشرقية اليوم الجمعة الماجستير في إدارة كرة القدم لـ “المحسن” شاهد اللحظات الأخيرة.. فيديو مؤلم لمسافرين بريطانيين قبل صعود الطائرة الهندية المنكوبة شاهد لحظات مرعبة.. طائرة هندية تنهي حياة 242 راكبًا وتسحق 20 طالبًا نائمًا

فارس العطاء.. الشيخ عبداللطيف بن حمد الجبر رحمه الله

التعليقات: 0
فارس العطاء.. الشيخ عبداللطيف بن حمد الجبر رحمه الله
https://wahhnews.com/?p=46992
فارس العطاء.. الشيخ عبداللطيف بن حمد الجبر رحمه الله
أحمد بن محمد الفريح

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

فإن من نعم الله سبحانه على بعض عباده ، أن يستعملهم في نفع خلقه ، وأن يبارك لهم في أموالهم وأعمالهم ، وأن يكونوا قدوة حسنة في مجتمعاتهم ، وأحبُّ الناسِ إلى الله ‌أنْفَعُهم ‌لِلنَّاسِ َ والْإِنْسَان -أَي إِنْسَان، وَمِنْ أَيِّ جنْس كَانَ- هُوَ مَذْكور بِأَعْمَالِه وَمُنْجَزَاتِه فِي حَيَاتِه، حَتَّى لو قيل: الْإِنْسَان إِنْجَاز، لَكَانَ صَحِيحا؛ لكَوْنهِ لَا يعْرَف إِلَّا بِمَا أَنْجزَ، وَلَا يُذْكَر إِلَّا بِمَا عَمِل. نعم هو فارس وجواد العطاء والكرم ، والأخلاق ، العم الشيخ عبداللطيف الجبر رحمه الله – شرفت بالجلوس معه بل وتتلمذت على يديه ، فهو مدرسة وأستاذ في نبل الأخلاق ، والموفق من يغادر هذه الدنيا فَيَجْعَلَ لَهُ أَثَرًا طَيِّبًا فِي حَيَاتِهِ؛ فَيَصِيرَ ذَلِكَ أَثَرًا حَسَنًا بَعْدَ مَمَاتِهِ يَمُدُّ بِهِ عُمْرَهُ وَيَزِيدَ بِهِ فِي حَسَنَاتِهِ؛ وَهَذِهِ النَّمَاذِج المباركة -وَإِنْ مَاتَتْ أَجْسَادُهُمْ- فَحَسَنَاتُهُمْ لَمْ تَمُتْ، وَإِنْ وَارَى التُّرَاب أَجْسَامَهمْ، فَأَفْعَالُهُمُ الطَّيِّبَة وَآثَارُهُم الْحَسَنَة لَا زَالَتْ تَرْسُم صُوَرا ذِهْنِيَّة لَدَى الْمُجْتَمَع يَذْكُرُونَه فِيهَا بِخَيْرٍ وَيَحْتَذُونَ بِهَا ، ويدعون له ، ويترحمون عليه ، بسبب أعماله التي قدمها ، والعم رحمه الله تنوع في صور العطاء من تعليم وصحة وخدمات اجتماعية ، ووقاية من المخدرات وأشكالها ( مستشفى الجبر لعلاج الإدمان ) ، أثر عن السلف قولهم : «إذا أردتم أن تعلموا ما للعبد عند ربّه فانظروا ما يتبعه من حسن الثناء» وفي قوله سبحانه «{وَاجْعَلْ لِي ‌لِسَانَ ‌صِدْقٍ ‌فِي الْآخِرِينَ} : أي ذكراً جميلاً وثناء حسناً وقبولاً عاماً وهنا لفته جميلة في تفسير القرطبي عند قوله سبحانه ( واجعل لي لسان صدق في الآخرين ) قال القرطبي : هُوَ الثَّنَاءُ الْحَسَنُ وَخُلْدُ الْمَكَانَةِ . ثم قال : في قوله «إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمنُ وُدًّا” أَيْ حُبًّا فِي قُلُوبِ عِبَادِهِ وَثَنَاءً حَسَنًا، فَنَبَّهَ تَعَالَى بِقَوْلِهِ:” وَاجْعَلْ لِي لِسانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ” عَلَى اسْتِحْبَابِ اكْتِسَابِ مَا يُورِثُ الذِّكْرَ الْجَمِيلَ .. قَدْ مَاتَ قَوْمٌ وَهُمْ فِي النَّاسِ أَحْيَاءُ» «وقال أكثم بن صيفيّ حكيم العرب: ذلّلوا أخلاقكم للمطالب، وقودوها إلى المحامد، وعلّموها المكارم …وتحلّوا بالجود يكسبكم المحبة» وقيل لحكيم: أي فعل للبشر أشبه بفعل الباري تعالى، فقال: الجود» نعم

من يفعل الخير لا يعدم جوازيه … لا يذهب العرف بين الله والناس» وما هذه الندوة المباركة إلا رد جميل لما قدمه العم رحمه الله لمجتمعه ووطنه ، فالعم ترك بصمة مضيئة يشع نورها من خلال منجزاته وأعماله ، ومن خلال مجالستي للعم كثيرا ، وأرى أعماله الخفية ، يذكرني بقول حاتم :

 

 

«أماويّ قد طال التجنّب والهجر … وقد عذرتنا في طلابكم العذر

أماويّ إنّ المال غاد ورائح … ويبقى من المال الأحاديث والذّكر

أماويّ إنّ المال مال بذلته … فأوّله شكر وآخره ذكر ، يذكرني أيضا بقول زهير :

قد جعل المبتغون الخير في هرم … والسائلون إلى أبوابه طرقا

من يلق يوما على علّاته هرما … يلق السماحة منه والندى خلقا»

ابن عبد ربه صاحب العقد الفريد ذكر أجواد أهل الإسلام وأجواد أهل الكوفة وغيرهم ، وأنا أقوال العم بو ماهر رحمه الله من أجواد ورموز العطاء في المملكة العربية السعودية …. يصدق فيه قول الشاعر :

سأبذل مالي كلما جاء طالب … وأجعله وقفاً على القرض والفرض

للعم رحمه الله صدقات خفيه وكنت بنفسي أباشرها معه للفقراء والأرامل والمساكين ، يصدق فيه ، قول الشاعر : يخفي صنائعه والله يظهرها … إن الجميل إذا أخفيته ظهرا

العم وقبل موته بأشهر يسيره ، عالي الهمة وبنفسه يباشر أمور الخير ، وبنفسه يكلم ويتصل على المدعوين ، همته في العطاء ذكرني بعلماء السلف السابقين ، وأجمل ما يوصف بأنه :

ما شاب عزمي ولا حَزْمي ولا خُلُقي … ولا ولائي ولا ديني ولا كرمي

وإنما اعتاضَ رأسي غير صِبغته … والشيب في الرأس غير الشيب في الهممِ

وهنا أمر مقترح لجمعية أدباء ، لكي يكتمل العقد ، وتستفيد الأجيال الناشئة ، جميل أن تعقد ندوة ، والأجمل أن تكتب سيرته وتدون كما قال الجاحظ في كتابه ( الحيوان ) مبينا أهمية الكتابة والتدوين : «ولولا الكتب المدوّنة والأخبار المخلّدة، والحكم المخطوطة التي تحصّن الحساب وغير الحساب، لبطل أكثر العلم، ولغلب سلطان النّسيان ، سلطان الذكر، ولما كان للناس مفزع إلى موضع استذكار»

ختاما شكر ودعاء ، شكر لسمو الملكي الأمير سعود بن طلال على رعايته لهذه الندوة ، ولجمعية أدباء على هذه المبادرة ولمسة الوفاء .. ونسأله سبحانه بمنه وكرمه أن يغفر للعم أبي ماهر ، ويسكنه فسيح جناته _ ويجعل قبره روضة من رياض الجنة ، اللهم آمين .

التعليقات (٠) اضف تعليق

اضف تعليق

بريدك الالكترونى لن نقوم بأستخدامه.

You may use these HTML tags and attributes:
<a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <s> <strike> <strong>