كان الأهالي بالماضي ولايزالون يطلقون على الرز اسم العيش علما أن بعض الدول العربية يطلقون الاسم على الخبز .
أذكر عام 1970م كلف أحد المعلمين المصريين واحد من الطلاب أن يشتري له عيش وأعطاه نصف ريال فقال الطالب للمعلم نصف ريال مايجيب شي من العيش اعتقادًا منه أنه يريد رزًا فأخبره المعلم أنه يريد خبزًا وليس رزًا فذهب لمخبز ضيف الله اليحيوي واشترى له ستة أرغفة من الخبز.
هذا وقد انتشر اسم مرادف لباعة العيش وهو المتعايشة ، ويقول الباحث المهندس صالح بن عبدالوهاب الموسى في هذا الصدد أن الاسم مشتق من كلمة عيش ( الرز ) وهو الزاد الأول لسكان المبرز ويفضلونه في الأكل على غيره من الحبوب مضافا له مختلف أنواع اللحوم الحمراء والبيضاء مع الخضروات المتنوعة والفقع ( الكمأة ) (كبسه أو مشخول ) .
وجاء في الأمثال ( مجابل الجيش ولا مجابل العيش ) وتقال عندما يتم وضع العيش ويتأخر بعض المدعوين . حتى أن البعض لايستغني عنه في وجبتي الغداء والعشاء رغم وجود حبوب ومحاصيل أخرى بعضها أنفع وذو قيمة غذائية أفضل منه إذا استثنينا الرز الحساوي الذي تدوس سنابل محصوله الحمير من أجل فرز الرز عن القشور ( القشبار ) وتذرينه أثناء هبوب الرياح بالتالي تتم عملية حصاده في القوع الغربي جنوب مدرسة طارق بن زياد الابتدائية ( الرابعة ) مكانها حاليا مدرسة الحسن بن علي الابتدائية وثانوية أجنادين . وبالماضي توجد أنواع عديدة من الرز قبل أن يستقر الذوق العام الجمعي لسكان المجتمع على رز البسمتي ومن هذه الأنواع الآتي :-
( البلم – الرشتي – العنبر – الزيرة – الفورة – المزة – البيشاور – السيامي ( تايلندي ) – بوبنادق الأمريكي – المصري .
وكانت معظم هذه الأنواع يوجد بها حصى وشلب ( الشلب تكون حبات الرز مغلفة بالقشور ) وهو يشبه الشعير لذا تكلف ربة المنزل من يلقط ويرفع الشلب والحصى من الرز وتمنحه مكافأة عن هذا العمل أو في المناسبات كالزواجات حيث تتكاتف نساء الفريج لهذه المهمة ، ويقدم الشلب للدجاج والطيور كغذاء ولكي نتعرف على جودة الرز الموجود بالخيشة نسحب كميه منه بواسطة دلة الرسلان دون فتح الكيس وكان معظم هذه الأنواع تأتي في أكياس كبيرة وزن الكيس 80 كغم تقريبا ( خيشة تصنع من شجرة القنب ).
كنا نصفطها للداخل من الجنب لنعمل منها واقية من المطر وبعض العمال يضعها على الرأس أثناء نقل الرمل وغيره أيضا يبيع المتعايشة في الحفيز ( الدكان / المعرض ) بجانب العيش ( الرز ) الأبيض والرز الحساوي الطحين ( الدقيق ) الأبيض والأسمر والمفلق والجريش والهريس والعدس والدال (كلمه هندية تطلق على أنصاف العدس ) واللوبيا والفول والزنجبيل والماش والزبيب ( سحيحات بابا ) والليمون العماني الأسود وكذلك البهارات (البزار ) المتنوعة مثل الكركم والمسمار ( القرنفل ) والدارسين ( القرفة ) والفلفل الأسود والسنوت ( الكمون ) والحبة السوداء ( حبة البركة ) والحلوة والسمسم والهيل والخولنجان (عرج الهيل ) والزعفران والقهوة والشاي والسكر والغند( نوع من السكريات ) والصلصل والفاصوليا والبازلاء والرهش والأجبان خاصة جبن كرفت الشهير والمثلثات ( البقرة الضاحكة / بوولد ) والمربى ( بنكهة الجح / الحبحب والفواكة المشكلة ) والحلويات والعلوك والبسكويتات مثل على مطلوبك والمزبد ( طبقتين من البسكوت بينهما طبقة من بعض المنكهات مثل الليمون وهو الأشهر والمفضل لدى الأغلبية وبنات بتر ( زبدة الفول السوداني ) وكذلك المعكرونة والشعيرية ( البلاليط ) والحليب السائل والمجفف والباجيلا والحمص ( نخج الطبخ / البليلة ) والزيوت خاصة الفولندي (بوشوكه وملعقة ) وبوكرسي وبو برميل والكلارا والقشطة والخضروات المشكلة المعلبة وصابون تشير وتايد وصابون لوكس وكيمي وشامبو بوبنت الأحمر وكريم بووردة وبعض كراتين هذه الأصناف توجد بها هدايا مثل الأقلام أو المساطر أوكتيب طبخ أو كرة أو نقود وغيرها ونفرح عند الحصول عليها .
هذا ومن أشهر التجار في هذا المجال الأسماء التالية :- علي جوهر الجوهر – عيال الشيخ علي -العم / عبدالرحمن علي الجوهر – العم / عبدالوهاب علي الجوهر – عبداللطيف علي الجوهر – حسين على الجوهر – أحمد السعود الحداد – سعود السعود الحداد – علي عبدالله العماني – علي المهاوش – فهد المهاوش – عيال البطاط – علي البكر – فهد بوسبيت – عباد العباد – حسين زيد الزيد – عبدالوهاب الصالح – سالم العبيدان – حسين السعود الحداد .
أذكر في عام 1972/1971 م حدثت فيضانات نتيجة الأعاصير المدمرة اجتاحت مناطق واسعة من الأراضي الزراعية فأتلفت حقول زراعة الرز في باكستان والهند وبالتالي حدثت أزمه طارئة بسبب ذلك فقل العرض وزاد الطلب عليه وارتفعت أسعاره وكان لا يباع إلا بالتابعية (سجل العائلة ) حتى تتم عدالة التوزيع على جميع السكان .
وكانت العلاقة بين التاجر وزبائنه تقوم على الثقة والاحترام المتبادل ولدى التاجر دفتر خاص لجميع الزبائن يأخذ مايشاء من البضائع ويدفع قيمتها في نهاية الشهر خاصة عمال شركة أرامكو الذين يغيبون عن منازلهم لارتباطهم بأعمالهم في بقيق أو الظهران أورأس تنورة أو السفانية وغيرها ولدى التاجر فريق من الرجال الذين لديهم بسطة في الجسم ينقل تلك الطلبات لبيت الزبون بواسطة القواري ( العربات ) التي تجرها الحمير .
رحم الله من مات منهم وأطال الله عمر من بقي وجزاهم الله خير الجزاء على ماقدموه من خدمات للمجتمع وجعل ذلك في ميزان حسناتهم .
المصادر:-
1-كتاب ألعاب وحرف الأحساء تأليف المهندس الباحث صالح بن عبدالوهاب الموسى . 2- أ/ شاكر عبدالوهاب الجوهر. 3- أ/ طارق عبدالرحمن الجوهر .
شكر خاص لكل من :-
1-أ/ خالد عبدالله الحليبي .
2- أ/ وليد سليم السليم .
الله يرحمك ياجدي فهد بوسبيت كنت فخر ومازلت من صوامة وقوامة الخمس في المسجد لا كللاً ولا مللاً ياجعل مثواك الجنه من اوسع ابوابها يارحمان يارحيم
غفر الله لهم جميعاً ، و رزقنا شكر النعم
ولو حكيت للأجيال الموجودة الآن عن بعض الأوضاع القديمة
و شظف العيش ؟ ما صدقوا و ظنوا أنها ضرب من الخيال 😢
فرزقنا الله شكر النعم فالحمد لله على نعمه التي لا تعد
و لا تحصى
التعليق
شكرا
الشكر الجزيل للأستاذ / صالح النصر بوسعد