تعتبر مدينة المبرز من المدن القلائل التي نالت شرف صناعة ونسج كسوة الكعبة المشرفة ( قبلة المسلمين ) كان ذلك في عهد الدولة السعودية الأولى وبالتحديد في عهد ثالث حكامها الإمام سعود بن عبدالعزيز بن محمد بن سعود آل سعود ( سعود الكبير ) طيب الله ثراه.
وبالتناوب بينها وبين شقيقتها مدينة الهفوف منذ سنة 1221 هـ حتى سنة 1227هـ أي لمدة سبع /ثمان سنوات تقريبا عندما أمر رحمه الله عام 1221 هـ وبمشورة من الشيخ عبدالله بن مبارك بن بشير الأحسائي بتكليف حياك الأحساء بنسج وصناعة الكسوة بعد أن أوقفت السلطات المصرية ( المحمل المصري ) وامتنعت من إرسال الكسوة للدولة السعودية الأولى، فوجه الإمام سعود رسالة عاجلة بهذا الشأن لأمير الأحساء ( إبراهيم بن سليمان بن عفيصان )، ذكر ذلك المؤرخ الدكتور محمد آل زلفة في بعض الوثائق التي نشرها.
وبعد ذلك أرسل أمير الأحساء إلى الوجيه الشيخ سالم بن حسين الموسى يطلب منه سرعة صناعة ونسج الكسوة، وعلى إثر هذا الاختيار الموفق تم تشكيل فريق عمل لهذه المهمة الجليلة وكان مكونا من ثلاثين حائكا من أمهر حياك مدينة المبرز ( حسناء الأحساء ) ومعهم عشرة من العلماء وبعد ذلك شكل وفدًا منهم سافر لمكة المكرمة لرفع مقاسات وأبعاد الكعبة المشرفة.
وبعد أخذ المقاسات عاد الوفد إلى مدينة المبرز وتم البدء في تنفيذ هذه المهمة العظيمة الجليلة حيث استغرق العمل لإنجاز الكسوة الأولى شهرين تقريبا ثم نقلت الكسوة من مدينة المبرز إلى مكة المكرمة بواسطة الوفد السابق وتم إسدال الكسوة على جدران الكعبة المشرفة وكانت كسوة غيلانية ( وهي نسيج حريري صوفي ثقيل ) يصنع من الخز الأحمر الثمين وقد تكفل الشيخ سالم بن حسين الموسى وعدد من أعيان الأحساء بتكاليف تلك الكسوة لأنها باهضة الثمن رغم وجود أوقاف مخصصة لها.
وأنجزت وصنعت ونسجت في بيت الشيخ سالم بن حسين الموسى الكائن في حي المقابل ( المجابل ) بالمبرز وكان مكتوبا على باب هذا البيت العبارة الآتية ( في هذا البيت نسجت كسوة الكعبة المشرفة ) ، وقد تهدم هذا البيت مع مرور السنين واختفت معالمه إلا من بقايا أطلال .
وفي هذا الصدد نهيب بأمانة المحافظة ممثلة ببلدية المبرز بضرورة إعادة بنائه وجعله متحفا باعتباره مبنى تاريخيًا قدمت من خلاله خدمة جليلة تدخل في تاريخ صناعة كسوة الكعبة المشرفة عبر عهودها المتعددة مع البيوت الأخرى التي ساهمت أيضا في صناعة كسوة الكعبة المشرفة ، وكانت هذه البيوت والمجالس للوجيه الشيخ سالم بن حسين الموسى ولقد آل هذا البيت لابنه الشيخ عبداللطيف – بعد وفاة أبيه الشيخ سالم – وكان الشيخ عبداللطيف قد تزوج من ابنة الشيخ عيسى بن شمس، وبعد وفاة الشيخ عبداللطيف آل لزوجته بنت الشيخ عيسى بن شمس ثلث البيت بحكم التوريث، فمن قال أن نسج الكسوة قد تم في بيت بن شمس، فهذا خطأ؛ لأن أسرة بن شمس كانت تسكن حي العيوني، وأن البيت آل لبنت الشيخ عيسى بن شمس بعد وفاة زوجها الشيخ عبداللطيف كما بينت سابقا.
ثم بعد سنوات آل البيت نفسه إلى السيدة الفاضلة لطيفة البراهيم حرم السيد عبدالرحمن بن محمد بن عبدالله بن سالم بن حسين الموسى التي تنازلت عنه لابن هدلق ثم إن ابن هدلق قد باع النصيب المهدى له، – وهو ثلث البيت كما ذكرت سابقا-؛ لأن البيت كبير جدا تقدر مساحته بخمسة آلاف متر مربع إلى العم / يوسف بن أحمد الطاهر فهو حاليا ملك ورثته الكرام .
أما الفترة الأخرى التي حظيت مدينة المبرز و نالت شرف صناعة كسوة الكعبة المشرفة كان أيضا في عهد الدولة السعودية الثالثة أدام الله عزها ولمرة واحدة فقط كان سنة 1343هـ في عهد المؤسس المغفور له بإذن الله الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود طيب الله ثراه.
بعد ذلك أمر جلالته رحمه الله تعالى بإنشاء مصنع الكسوة في حي أم الجود بمكة المكرمة حرسها الله عزوجل هذا ومن أشهر الأسر الأحسائية التي شاركت في صناعة ونسج الكسوة كل من الأسر التالية :-
البراهيم والسليم والتمار والعوسي والمحسون والسماعيل والبغلي وغيرهم . حفظ الله دولتنا الشامخة ملكا وحكومة وشعبا وجعلها ذخرًا للإسلام و المسلمين . ورحم الله الجميع رحمة واسعة على ما قدموه من خدمات جليلة وجعل ذلك في ميزان حسناتهم .
المصادر :-
1- أ/ عبدالعزيز العويد ( تويتر ) . 2- جريدة اليوم السعودية مقال للأستاذ / عبدالله حمد المطلق .
3- أ/،يعقوب بن يوسف الطاهر .
4- مقال للدكتور خالد بن قاسم الجريان . أستاذ فلسفة اللغة العربية وآدابها المساعد بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن بالظهران .
شكر خاص لكل من:
1- أ/ خالد بن عبدالله الحليبي بوعبدالله .
2- أ/ وليد بن سليم السليم بوعبدالمجيد .
بارك الله في جهودكم العظيمة في ابراز هذا التوثيق التاريخي الذي يخفى على الكثير . وشكرآ لك اخي الغالي .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرًا أ. صالح على ما تقدمه في هذا المجال.. والشكر موصول لمن تذكرهم كمصادر لمعلوماتك..
وأشكر الأخ راشد العرجي على حسن ظنه وجميل تعليقه..
ولدي ملحوظة على كل مَن وضع نفسه كناقد للمقال، دون ذكر اسمه الصريح، ودون ذكر مرجع لما كتبه؛ فدل ذلك على هوى في نفسه بثه في موقع عام بلا سند..
فعليه منذ الآن ذكر اسمه الصريح ومصدر نقله ونفيه لما ذكره الكاتب في المقال.. وذلك لنحترم رأيه ونعتبره رأيًا آخر يُعتد به.. أما إن لم يحقق هذا المطلب اليسير؛ فليسامحنا حين نرمي برأيه وتعليقه في سلة المهملات..
ختامًا، الشكر لكل منصف صاحب نقد هادف يبحث عن الحق
. والسكر لكل صاحب كلمة مشجعة تعين على نشر الخير
وسامح الله مَن أخطأ بنية طيبة ولم يقصد الإساءة، لكنه جانب الصواب في أسلوب النقد
جزاك الله خير وبارك الله فيك يا أستاذ صالح على هذه المعلومات القيمة والمفيدة التي تستحق كل التقدير والثناء على ما تفضلت به من جهد ووقت في البحث عن المعلومة التي تقدمها وتطرحها .
التعليق
مساء الخير
ما طرحته الصحيفة عبث في تاريخنا الوطني، تضمن أخطاء ومغالطات وخلط بين الوقائع والأحداث التاريخية لا أساس له من الصحة.
تحياتي
التعليق
مقال جيد و قد بذل الكاتب جهد يشكر عليه . لكن البيت الذي كان مكتوب عليه ( هذا البيت الذي نسجت فيه كسوة الكعبه ) والذي ذكره الكاتب هو بيت سالم الموسى ولا دخل لبيت ابن شمس في كسوة الكعبة.
الحمدلله الذي تتم بنعمته الصالحات. محافظة الاحساء الكريمه تحظي بكل خير وطمائنينه للأهالي الاحساء او الزائرين وذالك بجود وكرم ودماثة أخلاق اهل الاحساء لكم مني الحب و الاجلال والتقدير
بارك الله في جهودك
ياغالي
جزاك الله خير على هذي المعلومات القيمة