يعدّ سوق العباءات في السُّعُودية من أكثر الأسواق حيوية، ومع تطور وزيادة الاهتمام بمهنة خياطة العباءات تحول مسمى خياطة إلى مصممة أزياء، وحققن نجاحات كبيرة وعلى أقل تقدير ضمان فرصة تحقيق الكثير من الأرباح من عملهم الشخصي.
من هذا المنطلق نفذت جميعة المواساة الخيرية للخدمات الاجتماعية بالقارة مشروع “طموح وهمم” لخياطة وتصميم وتطريز العباءات، بدعم من مؤسسة عبدالمنعم الراشد الإنسانية، بهدف تأهيل 22 مستفيدة من الجمعية، وإكسابهن مهنة يستطعن من خلالها العمل وتحقيق الاستدامة الذاتية.
والمشروع الذي استمر طيلة ثلاثة شهور، شمل دورتين تدريبيتين بواقع 40 ساعة عمل لكل دورة، تعلمن المتدربات خلاله تصميم وخياطة وتطريز عباءات بموديلات متنوعة وتصاميم مختلفة، على أيادي مدربات ذات خبرة.
وأوضح المدير التنفيذي للجمعية “إبراهيم العبد الرضا”، أن الناتج النهائي للمشروع هو حصول 11 متدربة على مهارات تمكنهم من العمل داخل المنزل، و 6 متدربات حصلن على عقود عمل من معمل زمردة الشرق للزي الموحد، وخمس متدربات تم استقطابهن للعمل مع المدربات.
وأضاف “العبد الرضا”، أنه في نهاية المشروع يحصل المتدربات على شهادة معتمدة من قبل المؤسسة العامة للتدريب الفني ممثلة في معهد إبداعات هجرية، وسيقام حفل ختامي لتسليم الشهادات وتوقيع عقود التوظيف قريبا.
صحيفة “الواحة نيوز” تواصلت مع المدربة “دعاء الشبعان، خريجة جامعة الملك فيصل قسم تاريخ، حاصلة على دورات في تعليم الخياطة، والتي قالت: “قدمت دورة فن خياطة وتطريز العباءات، وهي الدورة الأساسية للبرنامج، حيث تعلمن المتدربات خلالها أخذ مقاسات العباية ورسم الباترون على الورق، ثم وضع الباترون على القماش وقصه، ويليه خياطة العباءة”.
كما أكدت المدربة “مها البطاط” خريجة دبلوم خياطة، ومقدمة دورات تدريبية في الخياطة، أنها قدمت دورة “فن وتصميم الأزياء”، لتعليم المتدربات على أخذ عينات أساسيات الخياطة، والخياطة بخط مستقيم، وتركيب الأكوال بجميع أشكلها وأنواعها، وتركيب الجيوب بأنواعها كالجيوب المخفية والخارجية والجانبية، تركيب السحابات المخفية والخارجية، تركيب المردات، تركيب الأكمام، وتشطيب الأساور والقلابات، تركيب الشريط المطاطي، وأخيرا تطبيق العباءة.
وقالت مديرة دارة نوره الموسى للثقافة والفنون المبدعة “صابرين الماجد” لـ “الواحة نيوز” إن الدار احتضن معرض مشروع “طموح وهمم” الذي يحتوي على 150 عباءة بموديلات متنوعة وخامات مختلفة، تعكس هوية المرأة السعودية والأحسائية على وجه الخصوص، وجميعها معروضة للبيع طيلة أيام العرض الثلاثة، ابتدأ من اليوم السبت.
وأوضحت “صفية الأحمد” إحدى متدربات مشروع “طموح وهمم” بأن الدورتين عبارة عن معلومات نظرية يأتي بعدها تطبيقات عملية، وكلاهما يصبان في تطوير هوايتي “الخياطة” من جانب، وإيجاد دخل ثاني من جانب أخر.
وأضافت: “أنا دخلت دورة منظمة، أعطتني الأدوات والمهارات لتحويل هوايتي إلى منتج حقيقي، منحتني شهادة معتمدة أستطيع بها فتح مشروع، ولكن خطتي هي العمل من داخل المنزل بالقطعة والتواصل مع الزبائن من خلال وسائل التواصل”.