ما موقف أهالي المبرز قديمًا تجاه تعليم البنات ؟

صالح سعد النصر

صاحب تعليم البنات ودخولهن المدرسة النظامية بمدينة المبرز جدل واسع وانقسم الأهالي بها إلى قسمين الأول معارض وبشدة ويعتبر ذلك أمرًا خطيرا ومفسدة لهن وللمجتمع، والثاني مؤيد ويعتبرذلك ضروريا وهو منفعة لهن وللمجتمع، حتى على مستوى المحافظة كان الأمر كذلك إلى درجة أن المعارضين ناشدوا الملك سعود بن عبدالعزيز آل سعود طيب الله ثراه إلى إنقاذ الفتاة من هذا المخطط وفي المقابل أيضا المؤيدون لتعليمها قدموا عريضة للملك ناشدوه تحقيق أمنياتهم في ذلك.

عندها طلب جلالته من كلا الفريقين إعداد مذكرات بوجهة نظرهما وجاء الرد على مذكراتهما بالنص الآتي :-
( للمعارضين مدرسة البنات سوف تفتح أبوابها لبنات الراغبين في التعليم والذي لايرغب لايوجد مايجبره على ذلك ) . (للمؤيدين بارك الله فيكم لم نقم إلا بالواجب ).

فتم افتتاح أول مدرسة ابتدائية للبنات بالمبرز عام 1381 هـ بعد إنشاء الرئاسة العامة لتعليم البنات بسنتين تقريبا علما أن افتتاح مدارس البنات تأخر عن افتتاح مدارس البنين بحوالي 25 سنة . وكان مقر المدرسة منزل ابن كثير الواقع في سكة الشهيل بالقرب من مسجد حمد بحي العيوني ، وكانت أول مديرة للمدرسة هي السيدة ( فدوى دبدوب ) ، ومن المعلمات اللواتي قمن بالتدريس : المعلمة ( نادرة عبدالحكيم / حرم السيد صالح العلي ) وغيرها الكثير ، وأما العاملات في تلك المدرسة فهن مريم الصفران وفاطمة العليان وعائشة الوحيد وتولى الحراسة كل من عيسى الباروت ويوسف العليان .

ولقد التحق بالمدرسة في البداية عدد لابأس به من الطالبات وزعن على أربعة فصول حسب الأعمار منهن على سبيل المثال لا الحصر الآتي :-
الجازي إبراهيم العفالق / جوهرة صالح الراشد / جوهرة عبدالله العفالق / جوهرة الجبر / حصة عبدالوهاب الكرود / حصة الغوينم / سارة العودة / سارة الغوينم / سارة العيد / سارة عبدالعزيز اليوسف / سارة عبدالوهاب الكرود / شعاع العبدالهادي / فاطمة عبدالوهاب الكرود / فتحية الراشد / فوزية الراشد / عائشة الغوينم / مريم الجبر / منيرة محمد الراشد / نورة الراشد / هيا الجبر .

ويقول أ-د / عبدالله بن أحمد بن سعد الطاهر عضو هيئة التدريس بجامعة الملك سعود بالرياض في هذا الصدد أن بعض الفتيات قد بدأن التعليم قبل نشأة تلك المدرسة إلا أن عددهن كان قليلا جدا انتهى كلامه.

وبعد أن ظهرت نتائج وفوائد تعليم البنات للمجتمع عاد المعارضون له لصوابهم وألحقوا بناتهم بالمدرسة حتى بعضهن التحق بمدارس محو الأمية ، ثم توالى افتتاح الكثير من المدارس وفي مختلف المراحل كذلك المعاهد والكليات تباعا تخرج منها الكثير ممن تبوأن مناصب قيادية وبعضهن أصبحن رائدات أعمال بارزات على مستوى الدولة .

رحم الله من مات منهن وأطال في عمر من بقي وجزى الله الجميع خير الجزاء على ماقدموه للمجتمع من خدمات جليلة وجعل ذلك في ميزان حسناتهن .

1- كتاب مدينة المبرز تأليف أ- د / عبدالله بن أحمد بن سعد الطاهر. 2- مجلة العربي الكويتية العدد ( 91 ) شهر صفر عام 1386 هـ
شكر خاص لكل من الأساتذة : 1- خالد بن عبدالله الحليبي 2- وليد بن سليم السليم