لإشراقة الشمس في رأد الضُّحى جمالٌ وبهاء ،ولأشعتها الذهبية التي تتلألأ على ظهر البسيطة فرحةٌ وبهجة، ولكنَّ الأجمل لنا في هذه الحياة هو إشراقة الوجوه البشرية بطلاقة محيَّاها، وجمال لقياها، وبشاشة مرآها ،وأنس مغناها أجل فما أجمل اللقاء إن كان ملمحه البشر والطيب يستوطن أسارير الوجه، وماأرقاه إن ازدانت الوجوه بطلاقة المحيَّا ليكون كرياضٍ خصبةٍ لكلِّ خير ، وماأنداه إن ارتسمت البسمة على الأوجه واكتحلت بانفراج الأسارير لتنسكب كل معاني اللطف والجمال وتهبَّ نسمات الربيع البهية من خلاله،ليتجمَّل اللقاء ويزدهي بأطيب الخِلال ، ويأتلق بأسمى معاني التواصل الإنساني لتستروح القلوب، وتأنس النفوس ،وتبتهج الأرواح ،فالابتسامة والبشر بلسم الأرواح ،ودواء الأنفس، وبريد المحبة والصَّفاء وقد قال ابن عمر رضي الله عنهما:(البِرُّ شيءٌ هيِّن وجهٌ طليق وكلامٌ ليِّن)
وفي الشام يقولون:( لاقيني ولا تطعميني ) مختصراً كل هذه المعاني أجل ليعلو ويزهو ويتلألأ قول حبيبنا المصطفى عليه أفضل الصلاة والتَّسليم الذي جعل طلاقة الوجه باللقاء صدقةً ومعروفاً تؤجر عليه ، لترتسم أسمى المعاني الإنسانية على الوجوه المشرقة بنور الإيمان فعن أَبي ذرٍّ قَالَ: قَالَ لي رسولُ الله ﷺ:(لا تَحقِرَنَّ مِنَ المَعْرُوف شَيْئًا، وَلَو أنْ تَلقَى أخَاكَ بوجهٍ طليقٍ) رواه مسلم ً
والتَّبسُّم في وجه أخيك صدقة كذلك لقوله صلى الله عليه وسلم: ” تبسُّمك في وجه أخيك صدقة ” الترمذي 1956وكذلك قوله صلى الله عليه وسلم ” ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويوقر كبيرنا ” الترمذي
لتنداح العلاقات بين الناس ودَّاً واحتراماً وتنساب عطفاً وتقديراً متجلِّيةً بمشاعر راقية ،وأحاسيس جميلة ،وقلوباً نقية ،تحمل الخير والبر ،وتنشر الرقيَّ والإيثار ،طيباً يفوح، ومسكاً يبوح ،أجل وقد علَّمنا نبيُّنا صلى الله عليه وسلَّم أنه لايكتمل إيمان المرء حتى يحب لأخيه مايحب لنفسه وأي صلاحٍ للمجتمعات في ذلك ناهيك عن البِرِّ والتَّواصل مع القربى والأرحام ، وحسن التعامل مع الجيران والناس جميع النَّاس فالدين المعاملة لينعم المجتمع المسلم بالسعادة والطُّمأنينة ، ويأنس بالعلاقات الإنسانية السامية، وتتجمَّلُ حياتُهُ بهكذا رقيٍّ في العلاقات والتعاملات ، وفي الصِّلات والأخلاق ، بله في الوشائج والقيم ليستمتع الناس بأجمل معاني الرقي والإنسانية ،والرفعة والحضارة هذا هو ديننا الحنيف ،وهذه تعاليمه السمحة ،وهذه هي وصاياه الراقية لنشر السلم والأمان والأمن السَّلام في المجتمع بينما المجتمعات التي تدعي الحضارة تعيش خواءً روحياً بعد أن طغت عليها المادَّةُ ،وتشهد فساداً أخلاقياً بعد أن تجرَّدت من القيم والأخلاق ،وتحيا بلا أهداف سامية معبودها المادة!!؟ وغايتها اللذة والمال بأي وسيلة!!؟ ،خلعت ثياب الحياء !!!،وقطِّعت أسمى الأواصر !!! ،وذبحت أجمل الوشائج!!!، ونحرت الأخلاق والقيم !!!، حضارة معبودها الدرهم والدينار، لاالعلاقات الإجتماعية لها طعم…!!!،
ولا التواصل الأسري لهُ فوح !، ولا الروابط المجتمعية لها ذائقةٌ وبوح ! بله انعدام القيم ،وخواءالروح ،وفسادالعلاقات…!!؟؟ .
لأقول يانعمَّا المجتمع الذي يلتزم بمبادئ ديننا العظيم .وتوصياته السَّمحة، وتشريعاته الجليلة، ليعيش المجتمع الذي يطبقها في نعيمٍ في دنياه قبل النَّعيمُ المقيم، ويحيا في جِنان الحياة الدُّنيا قبل جنَّات النَّعيم وكأنَّ هذا أحد معاني وأوجه تفسير قوله سبحانه وتعالى :{من كان يريد ثواب الدنيا فعند الله ثواب الدنيا والآخرة وكان الله سميعا بصيرا}النساء 134- ليبرز جليَّاً أَلَقَ وتألُّق التواصل الاجتماعي في المجتمع الأحسائي الذي خبرتُهُ على مدار ثلاثةٍ وأربعين عاماً من عيشي فيها ليتجلَّى متميزاً في نبضه وعلاقاته ،متألِّقاً في حسِّه وتواصلاته ، راقياً في وصاله ولقاءاته لأعجب من أهل هذه البلدة الطيبة في وقتٍ تجتاح رياح المادية العاتية العالم لتعصف بالكثير من الموازين والقيم والأخلاق والعلاقات.
أجل تلك البلدة التي قال في وفدها سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنهم خير أهل المشرق فيانعمَّا وأدعو الله أن يديم عليهم هذه الحلل البهية وهذا التواصل المميز وهذا الرقي في العلاقات الاجتماعية المتميِّزة والآسرة اللهم آمين ،وقد شرفت حقَّاً بمعرفة أهل هذه البلدة ورجالاتها ، وأنست وتشرفت بلقاء الكثير من وجهائها وهاماتها على مدار مايقرب ماينيف عن عقودٍ أربعةٍ من عمري فيها ليبرز في ذهني أحد رجالاتها المميَّزين هذا الذي مذ عرفته قبل عقود لألمح خياله بأبهى الحلل وتتراءى طيوفه جمالاً بالمقل ، لما كان قد ترك في خَلَدي ،وسطَّر أعمق الذِّكرى في نفسي، وظهرت بصمات لطفه وأنسه مطبوعةً في فؤادي وروحي إذ لاألقاه إلا والبشر مرتسمٌ على وجهه ،ولاأقابله إلا والابتسامة تسكن على محياه، ولا أجتمع معه إلا وطلاقة المحيَّا تتجلَّى بأبهى صورها على وجهه مرفرفةً كأنها طيور الأنس والسَّعادة لتتبدَّى جمالاً في لقائه ،وبهاءً في حضرته.
وفي الفترة الماضية التقيته بعدة مجالس مباركة من مجالس الأحساء البهية المفتوحة التي لاتفتر ولا تنقطع صباح مساء عصراً وظهيرةً ليلاً ونهاراً على مدار الأسبوع والشهور والسنين أدامها الله عليهم وكان قد دعاني قبل لمجلسه المفتوح صبيحة كل جمعة والذي يحضره وجهاء القوم ومحبوه ووعدته أن آتيه وأشرف بلقاء أمثاله وعزمت وكان ذلك بتاريخ الجمعة 24محرم 1445الموافق 11/8/2023م ولما دخلت إلى مجلسه العامر إذبي أُفاجأُ بوجود د.قيس بن محمد عبد اللطيف آل الشيخ مبارك وهو عم عقيلته الكريمة وكذلك الشيخ عبد الباقي آل الشيخ مبارك وهو ابن خالته وأخوه الأستاذ للفاضل أحمدآل الشيخ مبارك والأستاذ الفاضل سهيل المبارك والأستاذ الفاضل عبد الرحمن عبد اللطيف بودي حفظهم الله جميعاً آمين وكان لقاءً حافلاً بالأنس والجمال تناثرت فيه قطوف الأدب والحكمة وألقيت فيه درر من الشعر ومن تحف القصيد كان منها ماقاله الشاعر الفحل الذي سبق زمانه في تطلعاته واستشرافاته وهو الشيخ عبد العزيز عبد اللطيف آل الشيخ مبارك والذي توفي ولم يناهز الثلاثين من عمره.
حيث ابتدر الشيخ عبد الباقي الحديث عن هذا العلم الشعري الأحسائي في قصيدته التي تبزُّالمعلَّقات مبادراً بقول مطلعها :
هَل مَن يُجِيبُ إِذا دَعَوتُ الدَّاعِي!؟=وَيَعي الخطَابَ وأَينَ مِنِّي الوَاعِي؟!
ذَهَبَ الرِّجالُ وَخَلَّفُوا أشباههم!!!=وَالمَاءُ يَخلُفُهُ سَرَابُ القاعِ…..
تلك القصيدة التي تسكب الدُّرَّ والجمال ،وتنثر الحكمة والعبرة ،وتشحذ العزائم في النفوس، وتقدح السواعدلتبلغ الهمم أعلى القمم ليقول في بعضها :
لِلَّهِ دَرُّ عصابةٍ قد أَحرَزُوا=قصبَ السِّباقِ بِحَلبَةِ الإِبدَاعِ
دَانَت لأَمرِ اللَّهِ أَنفُسُها لِذا=دانَت لَها الدُّنيا بلا استِمناعِ
مَلكوا جميعَ المَشرِقَينِ وأَخضَعُوا ال=بَاغِينَ فِيها أَيَّما إِخضاعِ
وَمَشوا عَلى البَحرِ الخِضَمِّ فَما اشتَكوا=بَلَلاً بأَقدامٍ ولا أَدراعِ
مَلأى الصُّدورِ مِنَ المَكارِمِ وَالتُّقَى=وَمِنَ الحُطامِ فَوَارغُ الأَضلاعِ
فمِنَ الطَّعامِ بتَمرَةٍ سَودا اجتَزَوا=وبشَملَةٍ شَهبَا مِنَ الأَدراعِ
لَم يكتُبُوا رقّاً بغَيرِ شَبا الظُّبا=فوقَ الطُّلا بِنَجِيعِها الهمَّاعِ
شادُوا مِنَ التَقوى أَصَحَّ مَدافعٍ=وَبَنَوا مِنَ الحسناتِ خيرَ قِلاعِ
لأستذكر بيتين فيهما أحفظهما وتركا بالغ الأثر في نفسي وحسي هما واسطة العقد في القصيدة ،وذروة التفريغ الشعوري فيها،وقمة الإبداع الحسي والمعنوي
يا خاطِبَ العَليَاءِ إِنَّ صَدَاقَها=صَعبُ المَنَالِ عَلى قَصِيرِ البَاعِ
مَهرُ العُلا جُردُ الجِيَادِ تَقُودُها=مُردُ الكُماةِ تمِيسُ في الأَدراعِ
الله الله الله ماهذا الجمال الأخَّاذ !!وماهذا الإبداع الباهر !!وماهذه التُّحفة الشِّعرية الدُّرِّية!! وماهذا الألَق الذي تصعَّد إلى فضاءات الإبداع بمبناه ومعناه وبلغ الآفاق بموسيقاه ومبتغاه !!الله الله ليعقب الدكتور قيس بن محمد عبد اللطيف آل الشيخ مبارك عن هذين البيتين بالتَّحديد عندما ألقاهما والقصيدة كاملةً الأديب السفير الشيخ أحمد بن علي آل الشيخ مبارك رحمه الله في دار العلوم في القاهرة قبل قبل بضعة عقود تعريفاً بالشاعر الأحسائي العلم الشيخ عبد العزيز عبد اللطيف آل الشيخ مبارك وهو الأخ الأكبر للشيخ محمد بن عبد اللطيف آل الشيخ مبارك أبو قيس رحمهما الله وعندما وصل الشيخ أحمد المبارك رحمه الله في إلقائه إلى هذين البيتين وأنهاهما
وقف العالم الجليل الشيخ محمد أبو زهرة رحمه الله حينها :(حُقَّ لهذين البيتين أن نقف جميعاًً لهما )فوقف الجميعُ إعجاباً و إكباراً وتقديراً .
وهذا بعض مادار من حديث في مجلس الشيخ الفاضل الأستاذ عبد العزيزبن عبد الرحمن بودي حفظه الله الذي أثرى الحديث أدباً وشعراً وقصصاً وأحداثاً نُثرت فيها قطوف جميلة من حدائق الشعر والأدب ولطائف من سحر البيان .
والأحساء تُعدُّ بحق لؤلؤة التواصل والقرب ،ودانةُ الوصال والحب،ولؤلؤة الترابط والجمال ، لتتأنَّق وتزهو بتلك الخلال التي حباها ربنا بها لأقول :
هي الأحساء أغنية= على الأفواه تجتذبُ
وتاريخٌ بِسِفرِ هُدىً= حكاهُ الدَّهرُ والحُقبُ
وأجملُ واحةٍ لميـاء تحت ظلالها العجبُ
وللأنظار بهجتها =عروبٌ زانها الحَسَبُ
ويالنقـاءٍ أفئـــدةٍ =كأنَّ خُضــابَها الرُّطَبُ
ويالبهاء طلعتها =بسعفٍ نبضُهُ الحَدَبُ
مواويلٌ وأشعارٌ = وأجواءٌ بها الطَّرَبُ
لأستفتح حديثي عن صاحب مقالي والذي يمثِّلُ كلَّ نعتٍ كان، وكلَّ صفةٍ سبقت، أجل وهو كما هو كما عرفته منذ عقود لم يتغير في بسمته وأناقته، ولم يتبدَّل في طلاقة وجهه وسماحته، ولم تغير السنون منه إلا بزيادة قدرٍ ومهابةً ورفع مكانةٍ ومقام أجل هو كما عرفته والشيخ عبدالعزيز بن عبدالرحمن بن عبدالوهاب بن سالم بودي هو أحد وجوه الأحساء البارزين الذين يمنثلنها في كثيرٍ من المواقف ، ومن رجالاتها النُّجباء الذين كان لهم دورٌ كبير في خدمة المجتمع الأحسائي وجاهةً وإصلاحاً رفعةً وتطويراً .
ولد الشيخ عبد العزيز عبد الرحمن بودي وترعرع في حلة الصالحية بمدينة الهفوف بالأحساء لأسرةٍ كريمة نجيبة فوالده أحد أعيان الأحساء ونجبائها حسباً وكرماً ،وجاهةً وجوداً، وهو الشيخ عبد الرحمن بن عبد اللطيف بودي رحمه الله وأمه هي الشيخة الفاضلة مريمالعلجي، وقد كانت أديبةً وذات مهابةٍ ووقار،ووالدها العالم الجليل الشيخ عبد العزيز بن صالح العلجي رحمه الله ، أحد علماء الاحساء وأدبائها البارزين قدراً ومكانةً وجاهةً وعلماً، كان رحمه الله عالماً ربَّانياً ورعاً ظل طيلة حياته يصوم يوماً ويفطر يوماً وكان له مسجد يؤمه في محلة الرفعة يدرس فيه طلابه الفقه والنحو والصرف والعروض والذين أصبحوا في مابعد علماء وفقهاء وكان له مجلس صباح يوم الجمعة مرتين كل شهر حيث يصادف الجمعة التي يكون فيها غير صائم و غالباً ما يكون هذا المجلس حافلاً بالعلماء والوجهاء من الأحساء وخارجها وكان رحمه الله إلى جانب انقطاعه للعلم والعبادة له مساهمات أدبية ومساجلات مع العلماء والشعراء كما ورد في ديوان شعراء هجر ومن قصائده القصيده التي هنأ بها الملك عبد العزيز – طيب الله ثراه بدخول الحجاز
ليهن بنى الاسلامِ فجرٌ من الهدى=محى نوره ليل المكاره مذ بدا
ويهنيهم حفظ الثغور وطيبة=وأم القرى لا عانقتها يد الردى
بعزم إمامٍ ثبت الله امره= واورثه حلماً ورايً مسدَّدا
وقلده المولى رعاية خلق= فأعطاه علماً كافياً ما تقلدا
فكانت ملوك الارض شاهدة له= بأن كان في فن السياسة أوحدا
إذا راعت الأعداء هيبة جنده= علاهم برأيٍ كان أمضى وأجودا
يكاد لحسن الرأى يدرك يومه= بظن صدوق منتهى أمره غدا
حكيم بأطراف الأمور اذا التوت= يفك بحلم ما التوى وتعقَّدا
على انه احلى الملوك لطافة ً= وأحسنهم بشراً واجزلهم ندى
وأوصلهم رحماً وأشرفهم سناً= وأوسعهم عفواً وأقدرهم يدا
وأعظمهم عند الحفاظ حفيظة= وأكثرهم عند الاله تعبدا
وأنصرهم للشرع من غير مرية= وأقومهم سيراً على سنن الهدى
وأعلاهم هما وقدراً وهيبة= وأقواهم دفعاً لقارعة العدا=
وقد رافق الشيخ عبد العزيز عبد الرحمن بودي في طفولته وشبابه كبار أسرة آل بودي الوالد والأعمام في زياراتهم المتعددة للمجالس الأحسائية كما حضر مجالسهم التي يستقبلون فيها زوارهم وضيوفهم ،واستفادالكثير من حضورها ومعرفة كبار الأعيان والوجهاء خبرةً ومعرفةً وثقافةً وأدباً مما كان له الأثر الكبير في نفسه إذ عايشتهم عن قرب، وتعلَّم منهم الكثير وبالنسبة لأسرة آل بودي كان مجلسهم في الصالحية في منزل والده الفاضل الشيخ عبدالرحمن عبد اللطيف عامراً بحضور العديد من العلماء والوجهاء والأعيان ثم بعد وفاة والده رحمه الله انتقل المجلس إلى منزل عمه عبدالله بن عبداللطيف بودي وأخيه العم عبدالوهاب بن عبدالرحمن بودي حيث كانا يسكنان في بيت واحد وكان المجلس مفتوحاً لفترتين صباحية ومسائية وكانت الفترة الصباحية للوجهاء والأعيان والمجاورين والمسائية مخصصة لكافة الناس وإصلاح ذات البين وهذا المجلس وفر على المحكمة والدوائر الحكومية الاخرى الكثير من المنازعات التي جرى حلها بالصلح والتراضي.
تعلم القرآن وهو في سن الخامسة في مدرسة المعلم الشيخ عبداللطيف العديل الواقعة في النعاثل حيث كان يتجه مع أخيه عبدالله يوميا كل صباح مشياً على الأقدام من الصالحية إلى مدرسة العديل لتحفيظ القرآن ثم انتقل معه الى مدرسة الهفوف الاولى وذلك في عام 1371هـ حيث التحقا في الصف الأول ودرس في هذه المدرسة ثلاث سنوات وكان مدير المدرسة في ذلك الوقت هو الأستاذ الفاضل والمربي القدير الشيخ عبدالمحسن المنقور رحمه الله وفي عام 1374هـ تم افتتاح مدرسة الصالحية (في قصر برزان) وتم نقل طلاب الصالحية الذين يدرسون في مدرسة الهفوف الاولى اليها وكان من ضمنهم وبعد الابتدائية كانت الدراسة المتوسطة تختتم بشهادة الكفاءة وبعد حصوله على شهادة الكفاءة المتوسطة تابع الدراسة ليحصل بعدها على الشهادة الثانوية العامة عام 1382هـ ليتجه بعدها الى جامعة الملك سعود بالرياض والتحق بكلية التجارة منتسباً إذ كان حينها موظفاً بمصلحة المياه واكمل الدراسة الجامعية في قسم التاريخ وتخرج في عام 1394هـ بتقدير جيد جداً
وحصل عام 1383هـ على دبلوم ادارة المكتبات وفي صيف 1384هـ ابتعث الى نفس الجامعة وحصل على دبلوم الادارة التربوية من الجامعة الأمريكية في بيروت. أما عن عمله فقد كان أول من عمل كمحرر صحفي لجريدة «اليوم» ولم يستمر في مهامه الوظيفية الحكومية كثيرا حيث تنقل بالعمل بين البلديات في القطيف و الأحساء ومصلحة المياه وجامعة الملك فهد للبترول و المعادن وقبلها عمل معلما لمادة الاجتماعيات وبعد عودته وحصوله على دبلوم الإدارة التربوية من الجامعة الأمريكية بفترة استقال ليلج مجال التجارة والعمل الحرحتى الآن
أما عن أصول الأسرة فأصولها من الدرعية وبعضها في الكويت ومايزال البعض في الرياض من نفس الأسرة أصالةً .
وبعد حديثي عن هذا القامة الرفيعة وهذا العلم الأحسائي ، وهذه الشَّخصيةالمتألقة لأستذكر لي بعض أبياتٍ كأنها فيه:
أحبُّ الكرمات وصفو ودٍ = ويأسرني له الطَّبعُ القريبُ
وتطلبني المعالي في ذراها= ويخلبُ حِسِّيَ الحسُّ الأديبُ
وأحملُ مهجتي للخلِّ ودَّاً= وأُهديهِ الشَّغاف بلى أذوبُ
وتحملُهُ عيوني في سناها = ليحيا في الفؤادِ ولايغيبُ
أطال الله بعمره وأحسن عمله ورزقه صلاح النية والذُّرِّية وجعله من أهل السَّعادة في الدَّارين اللهم آمين
والحمد لله رب العالمين
دامت الأحساء و دام خيرها ، و دام فيض عطائك دكتورنا العزيز
ما شاء الله مقطوعة أدبية لم تتقوقع في السرد التاريخي ولم تتفرد بها خيالات الشعراء ولم تجنح بها عواطف المحبين بل أخذت من كل حقائقه وجماله ودفأه لتخرج كعروس ازدانت حسنا واكتست سندسا وفاحت عطرا.
سلمت يمينك أخي الدكتور محمد وابتهجت روحك.
هذا ذوقك الراقي وحسك الجميل و رقي أدبك مع خالص التقدير والود
التعليق