الرق كان معروفا ونظاما شائعاً في العالم بأسره، ومنتشراً في جميع البلدان تقريباً، وكانت له أنظمة وأعراف متشابهة في أحكامها ومتماثلة في ظلمها وقسوتها، وهو امتلاك الإنسان للإنسان، وكون الرقيق مملوكا لسيده، فكانوا يباعون في أسواق النخاسة ويشترون في تجارة الرقيق بعد اختطافهم من مواطنهم أو يهدى بهم مالكوهم، أو من خلال أسرهم في الحروب، فيباعون وتتم المتاجرة بهم.
وترجع ممارسة العبودية ما قبل التاريخ في مصر. قصة الرقيق كتب عنها الكثير وتحولت إلى نوع من الأعمال الأدبية التي تتكون من الروايات المكتوبة للأفارقة المستعبدين في بريطانيا ومستعمراتها، وكذلك في الولايات المتحدة الأمريكية وكندا، وقدم نحو 6000 من العبيد السابقين من أمريكا الشمالية ومنطقة الكاريبي روايات عن حياتهم خلال القرنين الثامن عشر والتاسع عشر.
وتم نشر حوالي 150 رواية ككتب في الولايات المتحدة خلال فترة ثلاثينيات القرن العشرين، وتم جمع أكثر من 2300 تاريخ شفهي عن الحياة أثناء العبودية من قبل كتّاب رعتها ونشرتها إدارة تقدم الأشغال ( WPA) لإدارة الرئيس الأمريكي السابق روزفلت، معظم المقابلات السمعية محفوظة في مكتبة الكونغرس الأمريكي.
وتحولّت روايات هؤلاء الرقيق إلى الأعمال الأدبية سواء من خلال كتابة الروايات والقصص التي تم نشرها وطباعتها وتوزيعها عالمياً، أو من خلال إخراج مئات الأفلام السينمائية التي تتحدث عن حالة هؤلاء والمعاناة التي عاشوها في ظل سيطرة السيد الأبيض. ورواية كوخ العم توم تعتبر من الروايات المشهورة التي كتبتها المؤلفة الأمريكية هاربيت بيتشر ستو، وصدرت هذه الرواية أولاً على حلقات بين عامي 1851 و1852م في مجلة ناشيونال إرا التي تطالب بإلغاء الرق.
ثم نُشرت الرواية في كتاب بعد ذلك في عام 1852م، سرعان ما أصبحت من أكثر الكتب مبيعاً في الولايات المتحدة وفي بريطانيا. ولقد كتبت ستو هذه الرواية لانتقاد الرق الذي اعتبرته خطيئة قومية أمريكية، وكان هدفها بأن تساعد روايتها على إنهاء الرق سلمياً وفي وقت مبكر.
ومع ذلك فقد أدى الكتاب إلى زيادة عداء سكان الشمال لسكان الجنوب. ومن ناحية أخرى أعتبر سكان الجنوب أن وصف ستو للرق غير دقيق واعتبروا كتابها إهانة لهم وظلما لمنطقهم. كانت الشخصية الرئيسية في كوخ العم توم هو العم توم، وهو عبد أسود عجوز ودود.
تصف القصة تجارب توم مع ثلاثة من ملاك الرقيق حيث عامله اثنان منهم، وهما جورج شيلي، وأغسطين سانت كلير، بشفقة ورأفة. أما الثالث، وهو سيمون لوجري، فقد أساء معاملته وضربه بقسوة لرفضه الاعتراف بمكان اختباء عبدين هاربين، ونتيجة ضربه مات توم. تقدم الرواية محاسبة حقيقية للحياة الأمريكية قبل عشر سنوات من الحرب الأهلية.
وقد ابتدعت ستو صورة مفعمة بالحيوية لحياة أهل الجنوب، حيث جرى بيع توم من مالك عبيد إلى آخر. بعد انتهاء الحرب الأهلية، أصبحت رواية كوخ العم توم تعرف بأنها من الروايات التي انتقدت الرق، وسلطت الضوء على اضطهاد وظلم السود.
كتب الناقد الأمريكي الشهير إدموند ويلسون ” أن قراءة كوخ العم توم لأول مرة قد تكون تجربة مفزعة وأقر بأنها كتاب أكثر روعة مما يتوقعه المرء”.