الندافون ( القطانون )هم من أصحاب الحرف القديمة ويتخذون من مهنة فرز وفرد ونفش القطن والتعامل معه والاستفادة منه كحرفة تقدم لسكان المجتمع منتوجات مهمة تدخل السعادة وتمنح الراحة للناس في حياتهم العامة خاصة القطنية فهي صحية ومفضلة لديهم عن سواها مثل الفرش – وتعرف باسم الدواشق ( المراتب ) – الوثيرة الخاصة للنوم منها السادة ومنها المجنحة شبيهة مراتب شركة أرامكو و منها العريضة ( نفرين ) والأقل منها عرضا ( للنفر الواحد ) وللمجالس وبعض الغرف والطراحات والمخاد ( المواسد ) المفردة والطويلة والتكيات والسواتر ( الخدارات ) ومنها الستائر البسيطة أم خيط للنوافذ والرواشن كذلك السقف المستعار من القماش الملون والمقلم والمشجر لتجميل المجالس والغرف وذلك لإخفاء جذوع السقف الأساسي والعيوب التي قد تكون موجودة به ، وهذا بالماضي يعتبر نمطا من أنماط الديكور ثم حل محله المسنيت ( الألواح الخشبية ذات الوجه الملون أو العادي الأملس الذي يدهن بالصبغ .
ومن الآلات التي يستخدمها النداف في عمله التالي :-
آلة الندف المندفة / الندافة ( الندف هو الضرب) وهي تشبه وتر الربابة ويكون مزدوجا وهو من الجلد أو المطاط مربوطا بقوس طويل يتم ضربه بواسطة قطعة من الخشب كمطرقة مثل القارورة لينبط ذلك الوتر ويتداخل في القطن ويصيبه ، بالتالي يعمل على نفشه وفرزه وفرده ويتطاير كريش العصافير الصغيرة حتى يتم الاستفادة منه وذلك بحشو الأكياس القماشية الداخلية به ولكافة المنتوجات فالقطن الجديد يأتي على هيئة قطع مضغوطة والقطن القديم يكون متحجرا من جراء السوائل المسكوبة عليه وكلاهما يصعب توزيعهما على كافة أرجاء ونواحي مساحة المنتج الجديد إلا بعد نفشه ( ندفه ) حتى يتم توزيعه بسهولة ثم يختم بعملية الخياطة بغرز مخفية أما وجه المنتج تكون الغرز ذات أبعاد واحدة وتكون النفذات مضربة ودقيقة ذات مسافة واحدة وذلك لمنع تحرك القطن وتراكمه في جهه واحدة وبعضها مزودة بالأزرار ، بالإضافة إلى ذلك يتم ضربه بالعصا الغليظة ( الجاوية ) بعد عمليات الخياطة حتى تتساوى به السماكة بمستوى واحد ثم يلبس بالكيس الخارجي الملون حسب اختيار الزبون . وبالنسبة للمسند يلبس كيس خارجي به زخارف ونقوش جميلة كالورود والطيور ونحوها ، ومن الآلات أيضا ماكينة الخياطة بالرجل أم كرسي ومختلف أنواع الإبر ( المسلة والميبر )والكشتبان وهو تلباسة يوضع بالإصبع أثناء الخياطة لحمايته من وخز الإبر كذلك الفيته ( المتر ) وعصا الخيزران ( الجاوية ) والبساط البلاستيك أو القماشي والمقص والمطرقة والمسامير .
ما المواد التي يحتاجها النداف في عمله منها الآتي :- الأقمشة القطنية والإبريسم البيضاء والملونة / القطن / الليف بعض المنتوجات كانت تحشى بالليف بدلا من القطن / الأزرار / الخيوط / القيطانات المبرومة / الأسفنج / القش / نشارة الأخشاب وغيرها .
هذا ومن أشهر الندافين قديما في مدينة المبرز المحروسة الأسماء التالية :- منصور المرهون ( أستاذ ) / محمد المرهون / عايش محمد الدرع ( أستاذ ) / محمد عايش الدرع / سلمان الدرع / أحمد ناصر الدرع / حبيب سعد الناصر / ناصر بوحلق / طاهر عبدالوهاب اليحي / أحمد عايش آل محمد علي ( أستاذ ) / إبراهيم القطان / وعلي القطان / علي الهولي / أحمد اليماني . والقطان لايقتصر زبائنه على أبناء المدينة بل لدية زبائن من سكان المدن والقرى بالمحافظة و أهل البادية حيث يقبلون على شراء كميات كبيرة من منتجاتة بل البعض منهم يطلب من القطان التواجد في الهجرة أو المضارب مؤقتا لعمل وإنجاز تلك المنتوجات لديهم ، كذلك منتوجاته مطلوبه من قبل سكان الدول المجاورة بحكم جودتها خاصة دولة قطر الشقيقة .
رحم الله من مات منهم وأطال في عمر من بقي وجزى الله الجميع خير الجزاء على ماقدموه للمجتمع من خدمات جليلة وجعل ذلك في ميزان حسناتهم .
المصادر : 1- كتاب ألعاب وحرف الأحساء تأليف الباحث المهندس صالح عبدالوهاب الموسى
2- بعض الروايات الشفهية. 3- كتاب الحرف والمهنً والأنشطة تأليف أ/ محمد عبدالهادي جمال 4- كتاب تبع الذاكرة تأليف المهندس مساعد إبراهيم الشعيبي
5- مبارك الثويني ( بوفهد ) . 6 -أحمد بن عبدالله النامي ( بوعبدالله ) . 7-كتاب هجر ماقبل النفط تأليف أ/ عبدالله الهاشم
شكر خاص لكل من الأساتذة : 1- خالد بن عبدالله الحليبي
التعليق
سلمان بوحلق
مبدع دائما. بارك الله فيك وجزاك الله خير.
بارك الله فيك وفي جهودك الكبيرة والمستمرة في الحفاظ على مثل هذه الحرف الشعبية والتي تكاد تندثر وتنسى في هذا الوقت والتي تطور فيها كل شيء وتغير وحلت الآله مكانه فجزاك الله خير وشكر الله سعيك وجهودك العظيمه في الحفاظ على الموروث الشعبي .
مبدع ياولدالعم واتمنا لك التوفيق