احتفل نادي السينما التابع لجمعة الثقافة والفنون بالأحساء مساء الجمعة الماضي، بالعرض الأول على شاشات السنيما للفيلم الروائي السعودي “أغنية الغراب”، من تأليف وأخرج محمد السلمان، وتمثيل إبراهيم الخير الله وعاصم العواد وعبدالله الجفال.
فيلم “أغنية الغراب” يشق طريقه للعالمية، بعد أن اختارته هيئة الأفلام السعودية لتمثيل المملكة رسمياً في مسابقة الأوسكار المقبلة عن فئة أفضل فيلم دولي.
وأفاد رئيس لجنة الفنون المسرحية بجمعية الثقافة والفنون بالأحساء “نوح الجمعان” لـ “الواحة نيوز”، بأن غالبية ممن قاموا على فيلم “أغنية الغراب” سواء التأليف والإخراج والمونتاج وبعض مفاصل الفيلم الفنية ينتمون في الأصل إلى نادي السينما التابع لجمعية الثقافة والفنون بالأحساء وهو جزء منها، وبالتالي هو فخور بأن النادي يضم من يتبوأ هذه المكانة ويقدم مثل هذا العمل الذي يتسم بالطابع الفكري العميق، ويحتوي على رمزيات وإشارات ومدلولات كثيرة.
وأضاف: المشاهدة الأولى لأي عمل فني تعتبر انطباع أولي، وتكوين رأي نقدي دقيق متخصص يأتي بعد مشاهدة الفيلم لأكثر من مرة، لكن على الصعيد الشخصي يرى بأن الفيلم مصدر سعادة وفخر واعتزاز، ويرى فيه أحد بصمات الإبداع الأحسائية المضيئة المشرقة.
ويتمنى “الجمعان” تواصل الإبداعات والإنجازات لشباب ومبدعي الأحساء في الميادين الثقافية والفنية والعلمية وتكثيف التجارب لتملأ الفضاء، مؤكداً بأن ترشيح فيلم “أغنية الغراب” لأحدى جوائز الأوسكار مبعث فخر أكبر بأن عملاً فنياً ينطلق من هذه الأرض بأدي هؤلاء الشباب وصنعهم وإبداعهم ليصل إلى العالمية، وهذا ما ننشده باستمرار.
من جانبه المهندس “عمر البدران” مؤسس شركة كليمات للكتابة الإبداعية يرى بأن فيلم “أغنية الغراب” مختلف عن المعتاد، ومن الجميل والصعب تصنيفه كفيلم كوميدي أو أكشن أو غيرهما، فيه الضحك وفيه الجريمة وفيه الفنتازيا الأدبية والخيال العلمي، حيث يدخل المشاهد في حالة مبهمة ويواجه كمية من الغموض الغير مزعج، غموض بالإمكان اكتشافه، وبإمكان المشاهد الاستمتاع بتجربة وقصة الفيلم العامة.
وأكد “البدران” لـ “الواحة نيوز”، بأن المخرج نجح بدهاء في مسح الخط الفاصل بين الحقيقة والخيال، فالمشاهد يعيش بعض لحظات الفيلم الخيالية الوضحة وأخرى حقيقية، لكن بعض المشاهد لا يستطيع المشاهد تصنيفها خيال أم واقع، وهذا براعة من المخرج.
وأردف: على نطاق التمثيل، بطل الفيلم عاصم العواد كان ممثلاً بارعاً في ملامح وجه وعيونه الشاخصة الجاحظة، وردوده العفوية أضافت للفيلم معنى وعمق، وعبرت عن الشخصية التي تعيش حالة من المزج بين الحقيقة والخيال، وبصفة عامة المخرج وكاتب الفيلم “محمد السلمان” أبدع في اختيار الأسماء بدأ من أسم الفيلم “أغنية الغراب” والشخصيات، والجو الذي خلقه في الأسماء والشخصيات كان جزء من القصة أو السرد.
وختم “البدران” حديثه بأن الفيلم كان مختلفاً وتجربة ممتعة جديدة، ووجود مثل هذه الأفلام تشجع صناع الأفلام للدخول في تجارب جديدة.
وفي السياق ذاته، أفاد “عماد الغدير” الشريك التنفيذي لمجموعة الغدير لـ “الواحة نيوز”، بأن عائلة “الغدير” مرتبطة بجمعية الثقافة الفنون بالأحساء منذ التأسيس عبر الجد الشيخ ياسين الغدير رحمه الله، ودعمهم مستمرة لهذه المسيرة على كافة الأنشطة ودعم المبدعين المنتمين للجمعية.
وأضاف: في الدورة السابقة لغرفة الأحساء تم تأسيس لجنة تسويق هوية الأحساء، وكانت حاضنة للإبداع، ولديها أعمال فنية جميلة تفوق 150 عملاً، جميعها من مبدعي جمعية الثقافة والفنون، كما ساهمت اللجنة في تأسيس نادي السينما واحتضان انطلاقته الأولى وكثير من مناشطة.
وتابع: الفن وسيلة جميلة للتعبير لمقومات وطننا الغالي السعودية العظمى بصفة عامة ومحافظة الأحساء الجميلة بصفة خاصة، ونحن مؤمنين بذلك ومستمرين، وفيلم أغنية الغراب يحمل بين طياته محتوى أحسائي متمثلا في المخرج “محمد السلمان” والفنان السعودي الشهير “إبراهيم الحساوي” مما يجلب لنا السعادة والفخر.
ولفت “الغدير” بأن فيلم “أغنية الغراب” خطوة يتلوها خطوات كثيرة وأعمال لمبدعينا من الشباب، وفرصة لإبراز المواهب وتوسيع فرص العمل، وقد تكون فرص استثمارية لمشاريع سينمائية سعودية تنطلق من الأحساء بمشاركة المبدعين من أنحاء المملكة يكون لهم دور في بصمات عالمية.
