أوضح المذيع والمدرب الإعلامي ورئيس اللجنة الإعلامية في نادي الأحساء الأدبي “محمد العباد” بأن الحوار الإعلامي يحتوي على ضوابط خاصة تجعل منه حوارًا إعلاميًا يختلف عن الحوارات اليومية التي تدور بين الناس خارج منظومة الإعلام، سواء كان ذلك في أهداف الحوار وأسلوبه الطرح وصياغة الأسئلة، وأيضًا الوسيلة الإعلامية التي يُنقل من خلالها الحوار، إن كانت وسيلة مقروءة أو مسموعة أو مرئية.
وأضاف “العباد” خلال ورشة عمل قدمها بعنوان “إدارة الحوار الإعلامي” في مقر نادي الأحساء الأدبي، مساء أمس الثلاثاء، بحضور 300 متدرب ومتدربة من إعلاميين وطلاب إعلام ومهتمين، أنه كما يوجد ضوابط متعلقة بطبيعة الحوار، أيضا يوجد ضوابط لمدير الحوار الإعلامي كونه الشخص المسؤول عن متابعة تطبيق ضوابط الحوار الإعلامي، إن كانت ضوابط الوقت وتوزيعه بين الضيوف أو ضوابط متعلقة بين أطراف الحوار كاحترام وجهات النظر المختلفة، مؤكدًا بأن مدير الحوار الناجح من يطبق قواعد إدارة الحوار بشكل جيد، ويمتلك كاريزما يقبله من خلالها المتحاورون والمتلقون على حد سواء.
وفي سياق ذي صلة، بين “العباد” معوقات نجاح الحوار الإعلامي، مثل عدم احترام المتحاورين لوجهات النظر المختلفة أو هدر الوقت، والفشل في توزيع الوقت بين الضيوف المتحاورين، وعدم السيطرة على المداخلات التي من شأنها تضييع الوقت، أو عدم وضوح فكرة الحوار، وعدم الاستدلال بالإثباتات والبراهين، والثرثرة والإسهاب خارج موضوع الحوار.
وتخلل الورشة التدريبية تمارين تطبيقية عملية شارك فيها المتدربون والمتدربات بتطبيق قواعد إدارة الحوار الإعلامي، وأتضح من خلالها الفرق بين طرح الأسئلة المفتوحة التي يمكن أن يُسهب فيها ضيوف الحوار بتوضيح وجهات نظرهم والإدلاء بمعلومات حول السؤال المطروح.
ونصح العباد خلال إجابته على استفسارات الحضور، بأن يتولى مدير الحوار المواضيع التي يمتلك خلفية معلوماتية ثرية فيها، حتى يكون متمكنًا من توجيه الأسئلة المناسبة للضيوف، والتدخل في حال ورود معلومات غير دقيقة أو غير مدعمة بدلائل وبراهين من أحد أطراف الحوار، وأحد جوانب الإبداع في شخصية مدير الحوار الإعلامي بأن يضع نفسه في القالب الذي يراه مناسبًا لقدراته وإمكاناته، لا أن يرضى أن يدير حوارات في مواضيع لا يجد هو أصلًا الحديث بشأنها أو ليست في حيز اهتمامه.
وتابع: يجب على مدير الحوار مراعاة مراحل مهمة وهي: ما قبل وأثناء وما بعد الحوار، وتنفيذ متطلبات كل مرحلة بشكل عادل بين الضيوف والمداخلين أيضا، وأن تتم المحافظة على العلاقات ما بعد انتهاء الحوار كون الحوار ينشد الوصول إلى الحقيقة والاتفاق بين الطرفين، بعكس الجدال الذي هو تعنّت للرأي وتعصب للمواقف مما يُخلف خصومةً بين أطراف الجدال في نهاية الأمر.
