في ختام موسمه الثقافي الثالث والعشرين، لازال منتدى الثلاثاء الثقافي يتألق وبنشاط وحيوية وثبات على الاستمرار والإبداع. لم يكن يحدث هذا لولا ادارته وطاقمه الفاعل والمبدع، وعلى رأسهم المدير المتألق والناجح الأستاذ جعفر الشايب، الذي عُرف عنه بحنكته وحكمته وادارته الناجحة للمنتدى على مدار السنين الماضية. تحمّل المشاكل والصعاب بروحية الفارس المقدام، الذي لا تهزّه الريح وكان أهلاً للمسؤولية، لذلك نجح في بناء منظومة إدارية متميزة من الطاقات الوطنية من الجنسين، ورسخ مفهوم الإدارة الجمعيّة القائمة على حرية الرأي والإبداع في طرح الأفكار التي ترتقي بالمنتدى، و بالرغم من كل التحديات التي واجهها أصبح المنتدى من العلامات الفارقة في المنطقة الشرقية بل على صعيد مملكتنا الحبيبة، وتم تكريم المنتدى وأصحابه مرارا على صعيد الوطن العربي والخليج عبر المحافل الثقافية في وطننا والخليج والعالم العربي من قبل هيئات الثقافة الرسمية، بل تم تكريمه من قبل هيئات عالمية، ونال جوائز مختلفة نظير لما يقدمه من نشاط ثقافي وفني وأدبي وفكري متنوع نال به إعجاب الكثير من رواده، وممن حضر للمرة الأولى. عندما نقيّم تجربة المنتدى وهو ما يميّزه عن الأخرين استمراريته وعطائه المتنوع والمتجدد اللاتقليدي، وهو ما يعطيه هذا الوهج والتألق. كنت قد حضرت حوارا للأستاذ جعفر الشايب قبل عدة أشهر في النادي الأدبي في الأحساء، وهو حوار حول منتدى الثلاثاء الثقافي، تطرق فيه المحاور إلى عدة نقاط تم توجيهها له، تنوعت الأسئلة حول بداية المنتدى ومشواره وصولا للتحديات التي واجهتهم، فكان موضوعيا في أجوبته. وحينها كانت لدي مداخلة في ذات الموضوع تخص المنتديات الثقافية في المملكة بصفة عامة، وما لها من أهمية أحببت ذكرها للتأكيد على أن أي مشروع ثقافي واجتماعي يتطلب صبرا وبناء مؤسسيا لا عملا فرديا من أجل استمراريته. و قد تمت استضافتي من قبل منتدى الثلاثاء في في جامعة أصالة في الدمام عام 2021 ، حيث تم إقامة الندوة في الجامعة، وهذا ما
يميّز المنتدى بأن لديه شراكات اجتماعية مع الجهات الرسمية وغيرها، وفي هذه الأمسية تم التوقيع على كتابي ومضات ثقافية الصادر في نفس العام عن دار حكايا، وتم الحديث عن باقي الإصدارات الخاصة بي.
نتطلع لذلك اليوم الذي نرى فيه مثل هذه المنتديات قد تحولّت إلى عمل مؤسسي وليس بجهود شخصية، وتقوم بالدور المنوط بها كما ينبغي للتأثير في الحراك الثقافي التي يمر بها المجتمع السعودي، وتكاتف الجهود لكي تكون تلك المنتديات متميزة من حيث المحتوى. حيث كان لها دور كبير في الحياة الثقافية والأدبية والاجتماعية، وفي تعزيز حالة الاحترام للآخر في الحديث وفي الأفكار، وترسيخ ثقافة الحوار.