البعض يظن إنه لا يخطأ ولا يغفل ولا يسهو , فيرى نفسه كاملا مجردا من النقائص والعيوب , فإذا ما جاء شخصٌ وقدم له نصيحة في أمر ما ” ترتعد فرائصه وتتغير ألوانه “, فهذا الأمر يمثل صدمة له فكيف لمثلهِ أن يُنصح ؟! وهناك أيضا من تقدم له النصيحة فيحسبك عدوا له لا صديق أو أخ فتتغير معاملته معك وينفر من مقابلتك ويتحاشى الجلوس معك !
ومن بين الناس إذا أسديت له النصح يعدك حاسدا لا محباً, وغرور البعض يمنعه من الاصغاء فتراه يتعالى ويتكبر .
وعلى ذلك صار الواحد منا يتردد أو يمتنع عن تقديم النصح لعدم تقبل الطرف الآخر وخشية انقطاع التواصل.
ولكن تجد بالمقابل من ذلك هناك من يطلب النصيحة والمشورة من الآخرين ويتقبلها بتواضع فتراه يصغي بتأمل وبرحابة صدر …
فالإنسان بحاجة لمن ينصحه ويأخذ بيده نحو الصلاح فالموعظة والنصيحة لا تقدر بثمن ولكن باتت في هذه الزمن غريبة مكروهة إلا من القليل من البشر فعلى الرغم إن النصيحة الشخصية تأتي مجانية من قبل من نعرفهم ومن نودهم إلا إننا نرفضها ,
وكيف لو انها بمقابل مادي كما كان في الماضي البعيد حيث ينقل من التراث الأدبي إن النصيحة كانت بجمل …
أي إن هناك رجل يتاجر ببيع النصائح للآخرين مقابل جمل …
وكان يجد من يشتري نصائحه على الرغم من ثمنها الباهظ.
فمهما كان مستوى الإنسان العلمي ومهما كانت خبرته في هذه الحياة يظل محتاج للنصيحة.
فرب كلمة تغير مسار حياتك .
رب كلمة تجعلك ناجحا
رب كلمة تجعلك ثريا
رب كلمة تجعلك شجاعا
رب كلمة تجعلك معلماً
رب كلمة تجعلك كاتبا أو مهندسا أو طبيبا وغير ذلك الكثير …
بعض النصائح لا نعرف قيمتها إلا بمرور الوقت عليها عند ذلك لا ينفع الندم …
ينبغي علينا تحين الفرص واستقبال النصيحة والبحث عنها إذا لم تكن بينا أيدينا
ففي حياة رسول الله محمد صلى الله عليه وآله وسلم كان الصحابة يأتون إليه من أجل الموعظة ,فكانوا يعرفون قيمتها وقيمة من يقصدون.
وفي عصرنا الحاضر يوجد كثير من المكاتب والمؤسسات الاستشارية التي تقدم خدماتها لفئات مختلفة من الناس والإقبال عليها مختلف من قطاع إلى أخر …
فهناك من يقدم الاستشارات المتعلقة بالعلاقة الزوجية والتربية الأسرية وبشكل مجاني من قبل أخصائيين أكفاء ولكن القليل من يلجأ لها في حال حصلت له مشكلة مع زوجه أو مع فرد من أبنائه أو أسرته.
وهناك من يقدم الاستشارات في مجال التغذية والصحة العامة , ومن يقدم الاستشارات في مجالات التجارة والقانون وغيرها …
فالختام نصيحة لمن قرأ كلماتي:
استمع للنصيحة وفكر فيها مليا قبل رفضها.
كن متواضعا أمام من ينصحك
خذ بالنصيحة إذا كانت من شخص تثق به
لا تتأخر ولا تأجل فالزمن قصير
استقبل النصيحة من الصغير والكبير فمهما كنت عالما تظل جاهلا بخفايا بعض الأمور!
إذا كنت بحاجة للنصيحة ولا يوجد شخص قريب منك ابحث عنها حتى إن اضطررت للدفع المال من أجلها.
أطلب النصيحة بين فترة وأخرى فربما البعض يتجنبها خشيت امتعاضك.
وأخيرا نصيحتي لمن يقدم النصيحة للآخرين:
*اختر الوقت المناسب: فلا تنصح أحدا في وقت غضبه ولا في وقت فرحه.
*المكان المناسب: تجنب نصح الآخرين أمام الغير الأفضل يكون الأمر انفراديا.
*إذا وجدت من تنصحه لا يستجيب لنصائحك فلا يعني تركه وشأنه , بل أعد النصح له ولو بعد حين .
كلامك فعلاً صحيح
والموضوع جميل ايضاً
اسلوبك في الكتابة سلس وراقي
نترقب المزيد من المواضيع المفيدة والهادفة 👍🏻😁
أحسنت يا أبا محمد على هذه الكلمات الثمينة والذي يحتاجها الناس في هذا الوقت من النصح والوعظ والارشاد وهنيئاً لك على هذا التوفيق لك يا أخي العزيز قلبٌ مفكر وبيانٌ مصور و لسانٌ مُعبر
اسأل الله لك المزيد من التوفيق
فعلاً كلامك صحيح يا استاذ مرتضى
موضوع جميل ومفيد
لك اجمل تحية
أحسنت رحم الله والديك
وزادك من فضله