اليد الملاكمة ضرورة في وظائف المستقبل

التعليقات: 11
اليد الملاكمة ضرورة في وظائف المستقبل
https://wahhnews.com/?p=11084
اليد الملاكمة ضرورة في وظائف المستقبل
منال الخاتم

قدم شاب سيرته الذاتية لشركة أبل ولم تكن تحوي سوى اسمه وشهادته الثانوية حيث لم يكمل دراسته الجامعية وصرح في الملاحظات أنه عمل في أكثر من عمل ولم يوفق رغم أنه يملك مهارات متعددة والمفاجأة أنه صرح أيضا بأنه يعاني من عسر في القراءة منذ طفولته عزيزي القارئ لو كنت مديراً للشركة هل ستوافق على توظيفه لديك؟؟ قبل أن تقول لا… عليك أن تعرف أنه (ستيف جوبز) أسطورة أبل الخالدة…
ربما هذه مفاجئة للبعض وصدمة للبعض الأخر من القراء ولكنها الحقيقة فقد منحت إدارة أبل فرصة لستيف جوبز لمجرد أنه كتب في ملاحظاته عبارة (أنه يملك مهارات متعددة ) نعم يا سادة لا نستطيع أن ننكر أننا في زمن يرفع القبعة للمهارات ، ويرى أن امتلاكها على مختلف أنواعها لم يعد أمر ترفيا ًوإنما ضرورة ملحة لخوض غمار الحياة والاستمرارية على قيدها بتميز وتفرد يصنع فرقاً في عالمنا المتغير ،ولعل هذا ما أدركته معظم الشركات الكبرى حول العالم (كشركة أبل)و( شركة غوغل ) و(شركة ستار بوكس)حيث قررت هذه الشركات إلغاء معيار الشهادة الجامعية من معايير توظيفها واعتمدت على معايير أخرى أهمها وأولها معايير المهارات والخبرات فهي تستقطب ذوى المهارات العالية في مجالها وتطلق عليهم مجازا ً(اليد الملاكمة) وفي المقابل تطلق على ذوى الشهادات العالية (ملعقة الفضة) وحجتها في ذلك أنها بحاجة إلى أفراد يتكئون على مهاراتهم وقدراتهم وخبراتهم العميقة في العمل لا على شهاداتهم فقط، أفراد قادرون على العمل تحت أي ظرف وبأي مسمى فالألقاب والمسميات لا تعني لهم الكثير قادرون على تشكيل علاقات دون تحفظات منصبيه ،وأخيرا وليس آخرا ًلديهم ماضي صعب مليء بالتحديات والصعوبات التي لا يخجلون من ذكرها بل هي مصدر إلهام لهم ولغيرهم ودافع قوي لتقديم مزيداً من النجاحات…
إن اليد الملاكمة التي يؤمن بها ويدينون لها مدراء أكبر الشركات العالمية هي في الحقيقة اختصار حقيقي وتعبير مجازي دقيق لمهارات المستقبل المتمحورة حول أربعة أبعاد رئيسية كلها تنطلق من فعل الأمر (تعلم) حيث البعد الأول تعلم( أن تعرف ) عن التفكير الناقد والتفكير الابتكاري والبعد الثاني تعلم (أن تفعل )من خلال التفاوض الفعال وصناعة القرار ،والبعد الثالث تعلم (أن تكون) قادراً على التكيف والتواصل ، والبعد الرابع والأخير تعلم (أن تعيش) روح المشاركة واحترام الاختلاف والتنوع ،إن قضية امتلاك مهارات المستقبل برمتها تكمن في فعل الأمر (تعلم) فإذا ما كنت شاباً يافعاً فعليك أن تدرك الان أن الشهادة وحدها لن تمكنك من صناعة مجدك القادم وإن عليك أن تتعلم كيف تبحث بداخلك عن شغفك ومهاراتك وأن تبدأ الان بتطويرها وصقلها ولعل القضية تتخطى الرؤية الفردية لترسل رسالة (تعلم) بكافة أبعادها إلى المؤسسات التعليمة التي بات لازماً عليها أن تتعلم كيف تعيد ترتيب أولياتها التعليمية واستراتيجياتها التربوية لصناعة جيل متسلح بمعرفته ومتعضل بمهارته لبناء مستقبل هذا الوطن المعطاء ولتكتمل الصورة وتحقق التطلعات الواعدة من (تعلم) يجب أن يؤمن أصحاب العمل في مختلف القطاعات وخاصة في الوظائف التي تتطلب مهارات أكثر من تخصصات بأن يفتحوا أبوابهم لأولئك اللذين يملكون مهارات حقيقية حتى لو لم تكن لديهم شهادة تخصصية وأن يتيحوا لهم الفرصة كما اتيحت لستيف جوبز فلدينا نسخ سعودية كثيرة منه بل وأفضل كل ما يحتاجونه فرصة لإثبات قدراتهم في حلبة الحياة .

التعليقات (١١) اضف تعليق

  1. ١١
    زائر

    مقال يتكلم عن واقع حقيقي 👍🏻 نعيشه، شكراً جزيلا أ.منال.

  2. ١٠
    زائر

    أبداع استاذة منال 🥺🙏

  3. ٨
    زائر

    أصبتِ عين الحقيقه كما يُقال .. مقال رائع 👍🏻

  4. ٧
    زائر

    مقال في قمة جمال أ منال

  5. ٦
    زائر

    مقال في قمة الجمال. أ منال

  6. ٥
    زائر

    مبدعة دائما دكتورة منال

  7. ٤
    زائر

    مقال يُستحق النشر، وتشكر صاحبة المقال أستاذتي الفاضلة على هذا الاختيار🤍🤍.

  8. ٣
    زائر

    صحيح هذا مايحدث الان 👌🏼.

  9. ٢
    زائر

    دائماً مبدعة ا. منال
    مقال رائع موقفه لكل خير غاليتي

  10. ١
    زائر

    مقال جميل وسلس

اضف تعليق

بريدك الالكترونى لن نقوم بأستخدامه.

You may use these HTML tags and attributes:
<a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <s> <strike> <strong>