د.هاجر السلطان تكتب: حين تجتمع النساء لتجسيد المعاني من جديد

التعليقات: 15
د.هاجر السلطان تكتب: حين تجتمع النساء لتجسيد المعاني من جديد
https://wahhnews.com/?p=89988
د.هاجر السلطان تكتب: حين تجتمع النساء لتجسيد المعاني من جديد
الواحة نيوز

لم تكن نتائج دراستيّ—إحداهما حول تصوّرات وتجارب النساء السعوديات مع العنف الأسري، والأخرى عن علاقتهن بالحرف اليدوية—هي ما أدهشني حقًا، بل ما انبثق منهما: تلك اللحظة الجليّة التي تبدأ فيها المرأة بالاعتراف بمشاعرها، ومشاركة تجربتها بصوتها مع امرأة أخرى. لحظة تتحوّل فيها المشاركة إلى ممارسة فعلية للتمكين الذاتي، وتُصبح القدرة على التعبير أداةً لإعادة صياغة التجربة بمنظور جديد، أكثر وعيًا وأصالةً وصدقًا.

لحظة كتابة النتائج لم تكن كافية لإقناعي، ليس فقط بسبب قلّة الأبحاث النوعية المتوفرة أصلًا في هذه المواضيع، ولكن أيضًا لأن ما توصلتُ إليه من ملاحظات حول المرأة السعودية ووعيها الثقافي والروحي ما يزال نتيجةً مبدئية،و بحاجة إلى مزيد من التوثيق والدلائل، خاصة من وجهة نظري كبَاحثة في مجالات اللغة والثقافة والتفاعل الاجتماعي. هذا الوعي الجديد لم يبقَ معلّقًا في صفحات البحث،بل تعمّقت جذوره مع بدايات شهر نوفمبر…حين اجتمع أكثر من 250 امرأة، في مساحة واحدة، في ملتقى “لست وحدك” والذي نظّمته جمعية فتاة الأحساء التنموية الخيرية، وبمشاركة جمعية تفاؤل، مركز عبد العزيز سليمان العفالق للكشف المبكر و مجموعة الموسى الصحية، مساحة داعمة تحتفي بالقوة الأنثوية والوعي الذاتي والتمكين. في تلك اللحظات، لم يعد الحديث عن الأبحاث مجرد تحليل أو عرض نتائج، بل تحوّل إلى تجربة حيّة نابضة.

شعرنا جميعًا بقوة الروابط التي تجمعنا، وبالأثر الحقيقي للبحث العلمي حين يتقاطع مع تفاصيل حياتنا اليومية، ويفتح لنا أبوابًا لفهم الذات والآخرين. نعم، لم أتخيّل أن تكون هذه المساحة جسرًا يصل بين ابنتي الصغيرة ذات الأحد عشر عامًا، وامرأة ناضجة خاضت تجارب مختلفة في الحياة. لكن ما حدث كان أعمق من مجرد تواصل؛ فقد شاركتها ابنتي مشاعرها بتلقائية، قائلة:”أنا مثلك… أحيانا يصعب علي التعبير عن مشاعري.” كنت أراقب بصمتٍ ذلك الشعاع الخفي من الفهم، يتسلل بين كلمات بسيطة وعيون تلمع، رغم اختلاف العمر وتفاصيل التجربة والقصة. كان الحوار بينهما يجسد معنى أكبر منهما “لست وحدك.”

نعم، لسنا وحدنا في طريق التفاعل مع العالم، ولا في مواجهة الصعوبات والتحديات، ولا في إدراك ذواتنا المتغيرة، أو في محاولتنا لفهم تجاربنا. لسنا وحدنا في قرار شجاع نختاره بوعي وثقة لتحمّل مسؤولية كتابة قصصنا — بل وإعادة كتابتها، وطلب الدعم حين نحتاجة من دون تخوف ولا خجل. لسنا وحدنا لأننا شهدنا بأعيننا كيف للحظة المشتركة، والتجربة المشتركة، والقدرة على التواصل وخلق المعنى، أن تتحول من مفاهيم مجردة،إلى واقع حي يتنفس بيننا.

انتصف نوفمبر ومازالت أصوات النساء يتردد صداها في ذاكرة القلب وفي توصيات الملتقى. التجربة علمتنا الانتقال بسلاسة بين الملاحظة الفردية إلى المشاركة الجماعية، وبأن لحظة المشاركة الصادقة هي نقطة البداية في رحلة لا تُعيدنا كما كنا، بل تدفعنا لأن نكون ما نريد أن نكونه. إننا ننمو حين نبني معنى مشتركًا من خلال الحوار، والإنصات، والدعم المتبادل.

في هذه المساحات، يتبلور معنى جديد لتمكين المرأة: حيث يصبح الحديث فعل إلهام، والتجربة التشاركية منبع قوة.

 

د.هاجر خليفه السلطان

أستاذ مساعد الثقافة وتعليم اللغة الانجليزية كلغة ثانية/أجنبية

جامعة الملك فيصل

التعليقات (١٥) اضف تعليق

  1. ١٥
    زائر

    جميل تلك الكلمات الرائعة فعلاً المرأة حياة و نصف المجتمع
    وأساس ومكمل وهي لبنه صالحة إذا صلحت صلح من حولها في جميع الاتجاهات هي الخيرية والبركة بالعطاء والخير

  2. ١٢
    زائر.

    إذا غاب التفاعل والدعم والفهم من الأسرة نفسها، فكيف يمكن للشخص أن يبني نفسه من الخارج؟ وإن كنّا نقول إن المصادر الخارجية قادرة على التغيير والمساعدة، فكيف سيستفيد منها وهو غير مسموح له أصلًا أن يحصل على هذه الفرصة أو أن يكون شبكة مع الآخرين؟
    المشكلة ليست في قدرته، بل في القيود التي تمنعه من الوصول لأي دعم خارجي.
    وحتى إذا قلنا بأن الإنسان قد يحاول أن يبني شبكته بنفسه، فهل هذا ممكن فعلًا؟ وكيف يستطيع أن يفعل ذلك وهو محاط بكل هذه الحدود؟

  3. ١١
    زائر

    إذا غاب التفاعل والدعم والفهم من الأسرة نفسها، فكيف يمكن للشخص أن يبني نفسه من الخارج؟ وإن كنّا نقول إن المصادر الخارجية قادرة على التغيير والمساعدة، فكيف سيستفيد منها وهو غير مسموح له أصلًا أن يحصل على هذه الفرصة أو أن يكون شبكة مع الآخرين؟
    المشكلة ليست في قدرته، بل في القيود التي تمنعه من الوصول لأي دعم خارجي.
    وحتى إذا قلنا بأن الإنسان قد يحاول أن يبني شبكته بنفسه، فهل هذا ممكن فعلًا؟ وكيف يستطيع أن يفعل ذلك وهو محاط بكل هذه الحدود؟

  4. ١٠
    زائر

    إذا غاب التفاعل والدعم والفهم من الأسرة نفسها، فكيف يمكن للشخص أن يبني نفسه من الخارج؟ وإن كنّا نقول إن المصادر الخارجية قادرة على التغيير والمساعدة، فكيف سيستفيد منها وهو غير مسموح له بالفعل أن يحصل على هذه الفرصة أو أن يكون شبكة مع الآخرين؟
    المشكلة ليست في قدرته، بل في القيود التي تمنعه من الوصول لأي دعم خارجي.
    وحتى إذا قلنا بأن الإنسان قد يحاول أن يبني شبكته بنفسه، فهل هذا ممكن فعلًا؟ وكيف يستطيع أن يفعل ذلك وهو محاط بكل هذه الحدود؟

  5. ٨
    احمد محمد

    صح في الدنيا فيها الصالح وفيها الطالح
    فاسلكوا المرأة الصالحة التي تنصحكم
    وتفيدكم لا التي تفرق بين الازواج و….
    وتسبب فتن بين الآخرين او مشاكل
    فالصداقة هذه الأيام ليس كما كانت
    من قبل فالصديق أصبح عدو
    فالصديق للمصلحة اعوذ بالله

  6. ٧
    مها علي

    بصراحة تجتمع النساء على للخراب والغيبة وتفرقة الأزواج
    وتخريب البيوت والثرثرة على فاضي وليس على نفع وفائدة

    • ٦
      أمل طامي

      الأمر يعتمد أولًا على من نختار ليكونوا حولنا…
      فالنساء مثل الحدائق، منهن من تُزهر روحك وتدعمك وتُصلح بيتك،
      ومنهن من تُتعبك وتُبهت لون أيامك.
      الصحبة اختيار، وليست حكمًا عامًا… وفي كل مجتمع يوجد الطيب والصالح كما يوجد العكس.👌🏻

      • ٣
        زائر

        إذا غاب التفاعل والدعم والفهم من الأسرة نفسها، فكيف يمكن للشخص أن يبني نفسه من الخارج؟ وإن كنّا نقول إن المصادر الخارجية قادرة على التغيير والمساعدة، فكيف سيستفيد منها وهو غير مسموح له أصلًا أن يحصل على هذه الفرصة أو أن يكون شبكة مع الآخرين؟
        المشكلة ليست في قدرته، بل في القيود التي تمنعه من الوصول لأي دعم خارجي.
        وحتى إذا قلنا بأن الإنسان قد يحاول أن يبني شبكته بنفسه، فهل هذا ممكن فعلًا؟ وكيف يستطيع أن يفعل ذلك وهو محاط بكل هذه الحدود؟

      • ٢
        زائر

        إذا غاب التفاعل والدعم والفهم من الأسرة نفسها، فكيف يمكن للشخص أن يبني نفسه من الخارج؟ وإن كنّا نقول إن المصادر الخارجية قادرة على التغيير والمساعدة، فكيف سيستفيد منها وهو غير مسموح له بالفعل أن يحصل على هذه الفرصة أو أن يكون شبكة مع الآخرين؟
        المشكلة ليست في قدرته، بل في القيود التي تمنعه من الوصول لأي دعم خارجي.
        وحتى إذا قلنا بأن الإنسان قد يحاول أن يبني شبكته بنفسه، فهل هذا ممكن فعلًا؟ وكيف يستطيع أن يفعل ذلك وهو محاط بكل هذه الحدود؟

    • ١
      زائر

      أشعر برغبة أكبر للتعرف عليك يا مها والحديث معك.
      دمتِ بخير 🌸

اترك تعليق على زائر الغاء الرد

بريدك الالكترونى لن نقوم بأستخدامه.

You may use these HTML tags and attributes:
<a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <s> <strike> <strong>