أما أرهقنا السفر بين برامج التواصل الاجتماعي؟
أما سئمنا من متابعة حسابات تكرس للحياة الاستهلاكية وتختزلها في مُتع مؤقتة وحياة مرفهة ؟
أما مللنا من الانغماس في الحياة الافتراضية ؟
وبكل أسف لقد بلغنا مرحلة أصبحنا ننافس الأسماك في ضعف ذاكرتها لقلة تركيزنا وسرعة نسياننا وذلك لعِظم حجم التشتت الذي نقع فيه في كل لحظة نظير إفراطنا في التعاطي من وسائل التواصل الاجتماعي واستسلامنا لإغراءاتها حتى وصل بنا الحال أن نجتمع بالأجساد فقط والعقول تهيم في وادٍ آخر . فمن المهم العودة إلى دفء العلاقات الإنسانية الحميمة الحقيقة بعدما أُصبنا بالرشح نتيجة لشدة برودة المشاعر في التواصل الافتراضي .
ومن المهم أيضاً التواصل مع ذواتنا فلقد أصبح من النادر أن نخلو بأنفسنا حتى توهمنا أن الخلوة بالنفس محرمة وأن الشيطان ثالثنا مالم نشرك الجوال في خلوتنا !
وماذا لو استبدلنا تلك الساعات الطوال بالنظر من شاشة الجوال إلى النظر في المصحف أو كتاب مفيد أو النظر في أحوالنا وإصلاح عيوبنا للمسنا الأثر الكبير والخير الوفير من أجر وفائدة وبركة وتقدم للأفضل .
وهذه ليست دعوة للاستغناء عن الأجهزة الذكية استغناء تاماً، فلا أحد ينكر دورها في إنجاز المعاملات وسرعة الحصول على المعلومات وتسهيل الخدمات واختصار الأوقات، ولكنها دعوة لتقنين استخدامها وحسن استثمارها وكفاءة إدارتها فنحن نشتريها لا تتملكنا ونحملها لا لتقودنا ونستعملها لا لتبرمجنا فمن المفترض أننا نحن من نجيرها لصالحنا ونطوعها لتفيدنا ونجعلها رافداً للتزود بالمعلومات المفيدة والتسلية المنضبطة والتواصل الفعّال.
ما شاء الله تبارك الرحمن..كلمات تلامس واقعنا و للأسف..كلمات تتكلم عن زمن تغير فيه من يعيش فيه ليس الزمن بحد ذاته..
نعم..انا معك.. ايها الكاتب..
الأجهزة الإلكترونية وبالذات الجوال سلب المشاعر والأحاسيس من الناس حتى أصبحت مثل الربورت بلا عقل ولا حكمه ولا إدراك بالواقع
التعليق
ماشاء الله منشورة جميل من أخ عزيز ومقال تختصر الواقع
هل هذه دعوة للاستغناء عن الأجهزة الذكية تماما
الأجهزة الإلكترونية وبالذات الجوال سلب المشاعر والأحاسيس من الناس حتى أصبحت مثل الربورت بلا عقل ولا حكمه ولا إدراك بالواقع
يعني انت ما عندك جوال
حفظ الله تلك الأنامل اللتي خطت هذا المقال يابوعلي ونفع الله بك وبنقدك الجميل.