د. فاطمة المُلا تكتب: الأحساء بين التراث العالمي والبعد الإنساني

التعليقات: 16
د. فاطمة المُلا تكتب: الأحساء بين التراث العالمي والبعد الإنساني
https://wahhnews.com/?p=87331
د. فاطمة المُلا تكتب: الأحساء بين التراث العالمي والبعد الإنساني
الواحة نيوز

تُعد الأحساء واحدة من أهم الواحات التاريخية في العالم، وموطناً للحضارة والإنسان منذ آلاف السنين. فقد عُرفت منذ الألفية الخامسة قبل الميلاد كمركز للاستيطان البشري، وتطورت لتصبح محطةً علمية وتجارية وثقافية بارزة عبر العصور الإسلامية.

دخلت الأحساء التاريخ الوطني من أوسع أبوابه، حيث انضمت إلى الدولة السعودية الأولى عام 1795م، ثم خضعت لفترة السيطرة العثمانية من 1871م إلى 1913م، قبل أن يستعيدها الملك عبدالعزيز – طيب الله ثراه – ويضمها إلى الدولة السعودية الحديثة، لتشكل ركناً أساسياً من وحدة البلاد.

وفي يونيو 2018م، حصدت الأحساء اعترافاً دولياً بتسجيل واحتها ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو، لتصبح أكبر واحة نخيل مأهولة في العالم بما يزيد على 2.5 مليون نخلة، بالإضافة إلى ما تضمه من عيون ماء طبيعية، ومواقع أثرية، وقصور تاريخية مثل قصر إبراهيم. وقد جسّد هذا الاعتراف مكانة الأحساء كجسر حضاري بين الماضي والحاضر، ومثال عالمي على قدرة الإنسان في التفاعل مع بيئته الصحراوية.

ولم يتوقف حضور الأحساء عند بعدها التراثي، بل امتد إلى بعدها الإنساني المعاصر. ففي عام 2023م، نالت الأحساء شرف اعتمادها من منظمة اليونيسف كأول مدينة سعودية صديقة للأطفال، تأكيداً لالتزامها بتوفير بيئة آمنة وصحية وتعليمية، وضمان مشاركة الأطفال في المجتمع وحمايتهم.

بهذا، جمعت الأحساء بين بعدين عالميين: البعد التراثي ممثلاً في اليونسكو، والبعد الإنساني ممثلاً في اليونيسف، لتظل رمزاً سعودياً يجسد التوازن بين الحفاظ على الهوية التاريخية والانفتاح على متطلبات التنمية المستدامة وحقوق الإنسان.

التعليقات (١٦) اضف تعليق

  1. ١٦
    زائر

    ما شاء الله د.فاطمة الله يوفقك

  2. ١٥
    زائر

    سعاد الجميعه
    شكرا د.فاطمه
    على هذا المقال والطرح الرائع وتسليط الضوء على انجاز يستحق الاشادة له ويمثل صورة الابداعي هذا الوطن بما يخدم المجتمع ويحسن جودة حياة الانسان ليحي حياة طيبة ومباركة…. بارك الله فيك وسدد خطاك

  3. ١٤
    زائر

    سلمت يداك على ماكتبتِ
    الأحساءُ… أنشودةُ الماء في صمتِ الرمل،
    وذاكرةُ النخيلِ حين يحرسُها الفجر.
    فيها يتكلمُ التاريخُ بظلٍّ أخضر،
    وتبتسمُ الأرضُ كأمٍّ عرفت سرَّ الحياة.

    من عيونِها وُلدَ الدهش،
    ومن نخيلِها تعلَّمَ الوطنُ معنى الصبر.
    هي واحةُ الأمسِ، وطفلةُ الغد،
    تجمعُ بين ترابِ الحنينِ وضوءِ الأمل.

    الأحساءُ… قصيدةٌ لا تنتهي،
    تُكتَبُ بالماء، وتُقرأُ بالقلب.

  4. ١٣
    زائر

    مقال رائع للمبدعة الدكتورة فاطمة جهود تشكرين عليه و من اعلى الى اعلى نترقب المزيد

  5. ١٢
    زائر

    التعليق

    • ١١
      فوزية الجعفري

      ما شاء الله تبارك تأصيل متميز لتاريخ الأحساء من شخصية متميزة كالدكتورة فاطمة الملا

    • ١٠
      فوزية الجعفري

      ما شاء الله تبارك الله تأصيل متميز لتاريخ الأحساء من شخصية متميزة كالدكتورة فاطمة الملا

  6. ٩
    نوال عبدالرحمن

    د/ فاطمه من الشخصيات المميزه منذ عرفتها
    موضوع قيم فدائما مناطق ومحافظات مملكتنا الغاليه مميزه في تراثها وابعاده هذا التراث الذي يمثل الجانب الإنساني للإنسان في معيشته ليل نهار ونمط حياته في تاريخه القديم والمعاصر

  7. ٨
    زائر

    دائما مناطق ومحافظات مملكتنا الغاليه مميزه في تراثها وابعاده هذا التراث الذي يمثل الجانب الإنساني للإنسان في معيشته ليل نهار ونمط حياته في تاريخه القديم والمعاصر

    • ٧
      فوزية الجعفري

      ما شاء الله تبارك تأصيل متميز لتاريخ الأحساء من شخصية متميزة كالدكتورة فاطمة الملا

  8. ٦
    منيرة العايد

    من انجاز الى انجاز
    شكرا دكتورة فاطمة لك واكل من سعى معك
    الله ينفع بجهودكم وانجازاتكم
    تستاهل حسانا بذل المزيد و المزيد
    فهذه الواحة منتجة ومانحة وجاذبة
    عبقها يمتد الى أعماق التاريخ الانساني

  9. ٥
    الاسم (اختيارى)

    :

    فخر لنا كلنا نشوف معالم مدينتك تتألق في المحافل، الله يزيدها جمال ورفعة �💚

    • ٤
      الاسم (اختيارى)

      سعاد الجميعه
      شكرا لك د.فاطمه على هذا المقال والطرح الرائع وتسليط الضوء على انجاز يستحق الاشادة له ويمثل صورة الابداع في هذا الوطن بما يخدم المجتمع ويحسن جودة حياة الانسان ليحي حياة طيبة ومباركة
      بارك الله فيك وسدد خطاك

  10. ٣
    زائر

    مقال جميل يلخص مكانة الأحساء العريقة كمركز حضاري إنساني ومنارة للعلم والمعرفة عبر العصور وهذا ما أهلها لتنال هذا الاعتراف العالمي من قبل أهم هيئتين دوليتين اليونسكو واليونيسيف.
    تحية لك د. فاطمة وأبناء الأحساء المخلصين الذين يسهمون في نموها وتعزيز مكانتها.

  11. ٢
    زائر

    الاحساء احلى واحه في العالم تجمع بين هدوء الطبيعه وعراقة التاريخ. دمتي لنا الاحساء عريقة شامخه

  12. ١
    غادة الملحم

    قرأتُ مقالك “الأحساء بين التراث العالمي والبعد الإنساني” بإعجاب كبير، فقد أجدتِ في تسليط الضوء على عمق تاريخ الأحساء وثرائها الثقافي، وربطتِ بين جمال المكان وإنسانه بروحٍ راقية وفكرٍ واعٍ.
    كلماتك حملت فخرًا بالموروث، ووعياً بأهمية الحفاظ عليه للأجيال القادمة.
    شكرًا لكِ على هذا الطرح الجميل الذي يجسد انتماءك واعتزازك بوطنك وتراثه. �

اترك تعليق على الاسم (اختيارى) الغاء الرد

بريدك الالكترونى لن نقوم بأستخدامه.

You may use these HTML tags and attributes:
<a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <s> <strike> <strong>