أوضحت المهتمة بالثقافة والفنون البصرية “أماني بنت عبدالله العرفج” على هامش جلسة حوارية نظمها نادي وسم الثقافي في دار نورة الموسى للثقافة والفنون، بأن القراءة ليست مجرد حروف تُفكّ ولا كلمات تُتلى، بل هي فعل وعيٍ واتصال بالحياة، وهي النافذة التي يطلّ منها القارئ على عوالم متعددة، ويغتني بها فكرًا وروحًا.
مفهوم القراءة
وأشارت “العرفج” إلى تغير مفهوم القراءة من هواية إلى حياة، حيث تبدأ القراءة كهواية خفيفة، لكنها سرعان ما تصبح أسلوب حياة، ومن يذوق حلاوة القراءة الحقيقية يجدها ممتزجة بكل تفاصيل يومه، فهي ليست ترفًا بل ضرورة وجودية.
القراءة تصنع التغيير
وأكدت “العرفج” بأن القراءة تصنع التغيير الفاعل بلا شك على مستوى الأمم وليس فقط الأفراد، فهي تُعيد تشكيل الفكر، وتزرع بذور الوعي، وما الوعي إلا البذرة الأولى لكل تحول فردي أو جماعي.
أنواع القراءة وأوجه الاختلاف بينها
هناك قراءة معرفية للتعلم، وقراءة وجدانية للمتعة والتأمل، وقراءة موجهة لتحقيق غرض محدد، والاختلاف بينها يكمن في الدافع والغاية: فإما توسعة للمعرفة، أو إثراء للروح، أو أداة عملية للحياة اليومية.
القراءة من الصحف والمجلات ووسائل التواصل
تصفح الصحف والمجلات ووسائل التواصل تعد قراءة، لكنها غالبًا ما تكون قراءة سطحية أو سريعة، قد تمنح الشخص اطلاعًا، وقد تضيف مهارة وإثراء معرفي وذلك يعتمد على نوع المحتوى، فالتغذية الفكرية الصادقة ممكنة عبر المنصات، لكن شريطة أن يكون ما يُقرأ رصينًا وموثوقًا، ولكنها لا تضاهي القراءة العميقة التي تمنح القارئ فرصة الغوص في المعاني.
الأكثر فائدة: الكتاب المطبوع أم الإلكتروني
لكل قراءة جمالها الخاص، فالقراءة من الكتب المطبوعة تمنح دفء الورق وحميمية اللمس، بينما القراءة من الكتب الإلكترونية تتيح سرعة الوصول وسعة الاطلاع، والقيمة الحقيقية تكمن في النص لا في الوسيط.
تحول القراءة إلى متعة
حينما يقرأ المرء ما يوقظ شغفه الداخلي تتحول القراءة إلى متعة، وتصبح القراءة عندها لقاءً مع الذات، لا فرضًا ثقيلًا.
نصائح للمبتدئين بالقراءة
وقدمت “العرفج” للمبتدئين في عالم القراءة النصائح التالية:
– اختيار شريكًا للقراءة.
– البدء بكتب قصيرة وشيقة.
– تخصيص وقت يومي ثابت للقراءة.
– التنويع في المجالات حتى يجد القارئ ما يلامس اهتمامه.
اقتناء الكتب وتكديسها دون قراءتها
وأكدت “العرفج” بأن اقتناء الكتب لا يُغني عن مصاحبتها، وخير للقارئ أن يعايش كتابًا واحدًا قراءة وتأملًا، من أن تُحاصره رفوف ممتلئة لا يفتحها.
تلخيص الكتب بعد قراءتها
التلخيص وسيلة فعّالة لترسيخ الفكرة، شريطة أن يكون بصوت القارئ وفهمه الخاص، لا مجرد نسخٍ لما قرأ.
جلسات مناقشة الكتب
وتشجع “العرفج” جلسات مناقشة الكتب لأنها تكسر عزلة القارئ، وتحوّل تجربته الفردية إلى حوار حيّ، حيث أنها تفتح زوايا جديدة للنص، وتضيف دفئًا إنسانيًا للتجربة القرائية.
ضوابط اختيار الكتب
وعن ضوابط اختيار الكتب المناسبة والمحفزة على القراءة، ذكرت ثلاثة أمور هي:
– وضوح الهدف: هل يبحث القارئ عن علم، متعة، أو إلهام؟
– مصداقية المؤلف والناشر.
– ملاءمة الكتاب لمرحلة القارئ الفكرية والعمرية.
كتب تركت بصمة في حياتها
وصرحت “العرفج” بأن الكتب التي شكلتها لم تكن كثيرة، لكنها كانت عميقة، منها الأعمال الفكرية التي نبهتها إلى قيمة التساؤل، والأدب الذي فتح لها أبواب الشعور الإنساني الرحب، و مستقبل القراءة: حيث تراه مشرقًا، فالوسائط قد تتغير، لكن حاجة الإنسان للمعرفة والحكاية ستظل باقية ما بقيت الحياة.
الطرح جميل ويلامس جوهر القراءة كفعل وعي وبذرة تغيير، وليس مجرد ترف أو تسلية. أعجبني التأكيد على أن القراءة تتحول من عادة يومية بسيطة إلى أسلوب حياة ينعكس على الفكر والسلوك. كذلك لفت انتباهي التوازن بين قيمة الكتاب الورقي والإلكتروني، مع إبراز أن الأهم هو النص وما يتركه في القارئ. مثل هذه الحوارات تلهم وتدفع لاكتشاف متعة القراءة بعمق وتجعلها رحلة مستمرة للنمو والتطور
الاستاذة والصديقة اماني العرفج، طرح اكثر من رائع .. من المهم تسليط الضوء على اثر نوادي القراءة في حركة الثقافة في الاحساء.
متميزه كعادتك دائماً🌷
بهذا الزمن القراءة تعتبر تحدي فعلا
اغلبنا مش مركز ومن اول سطرين نمل ونزهق
مداخلة مفيدة وتخاطب الواقع بدون تجميل زائف للقراءة
كلام من ذهب شكرا