بكر العبدالمحسن يكتب: زائر يسأل ومواطن يُجيب ويفخر

الواحة نيوز

كنت عائدا إلى وطني بعد رحلة استجمام ،ويجاورني في المقعد زائر للمملكة بدعوة من ابنه الذي يعمل في إحدى الشركات السعودية ،وأخذتنا الأحاديث والحوار إلى توجيه سؤال لي عن نتائج رؤية المملكة وما هو تأثير الانفتاح الذي تشهدونه؟

سُؤال لطالما تكرر على مسامعي ونظرت إليه بعين البصيرة لا البصر وبقوة الحُجة على أرض الواقع لا بضعف البرهان والشواهد ،فالانفتاح ضده الانغلاق وتوسيع دائرته وضبط حدوده مِيزة وفخر وعز للوطن الذي انفتح على مُتطلبات عصره ووسائله ،ووسع دائرة الاختيار للمواطنين والمقيمين والزائرين ،وانفتح على الثقافات ودول الجوار ووسع دائرة المشاركات والاستضافات الدولية ويسعى جاهدا إلى إرساء لغة السلام والحقوق الإنسانية.

فعدم الانفتاح لا يحتاج إلى فِكر وقاد ولا إلى عمل دؤوب ،بل هو بيروقراطية إدارية وجُمود في الإرادة والتطلع وثبات في الموروث ورغبة في عدم التغيير واستمرار في التكرار وعدم التحسين والتطوير ،وأما الانفتاح فهو رُؤية شاملة نحو مُستقبل مُزدهر يكون فيه المُواطن محور البناء والتنمية والاستثمار ،وتكون راية الوطن خفاقة يحملها ولاة الأمر نحو قيادة رشيدة لتعزيز قيم السَّلام والتسامح والقوة.

لقد كان جوابي للضيف الزائر أنه من البساطة أن تنفتح المجتمعات الإنسانية على التطور المدني والتكنولوجي والرقمي ،ولكن من الصعوبة بمكان أن تنفتح على الآخر وعلى الثقافات والقيم والفنون ،وأن تفتح دائرة الاختيارات للمجتمع بحيث أن يكون المجتمع قادرا على التمييز والتفاعل والتمكين مع ما يُناسبه في ظل الضوابط والتشريعات الإسلامية والهوية الوطنية والأصالة التأريخية ،وإتاحة الفُرص للتنافس والإبداع والانتقال من الريع إلى الإنتاج والاستثمار ومن النمطية إلى الجاذبية.

نحن اليوم لا نُفكر في الانفتاح كعنوان له دلالة سُوقية على ألسنة من يريد النيل من المملكة العربية السعودية ،بل نُفكر في المُصطلح كعلامة فارقة لانفتاح جديد ورؤية عصرية شُمولية نُراجع الماضي ونأخذ منه الأصالة ،ونعيش في الحاضر ونعالج فيه أدق التفاصيل والاحتياجات ،ونبي المُستقبل بخطى ثابتة وبصيرة ثاقبة وريادة نموذجية.

فالانفتاح الذي يعيشه الوطن اليوم سوف يقودنا إلى احترام الآخر وتقديره مهما كانت خصوصيته ،وينمي قِيم التطوع في جميع المجالات والأنشطة الوطنية ،ويُساهم في تمكين المرأة وتعزيز مكانتها ،ويُشجع على تحديث وتطوير الأنظمة والأحوال الشخصية ،ويُسرع منظومة التحول إلى الخصخصة في القطاعات الخدمية ،ويُحافظ على البيئة الطبيعية وتنمية مواردها ،ويُعزز دور السياحة الداخلية واكتشاف آثارها والاطلاع عليها ،ويخلق بيئة حيوية للاستثمار وينوع مصادره في كل الجوانب الاقتصادية ،ويُنافس على استضافة المؤتمرات والفعاليات الدولية.

حطت الطائرة أرض الوطن ودعوت للضيف والزائر أن يستمتع بكل تفاصيل هذا الانفتاح الذي نفخر ونعتز بتحقيق استراتيجية أهداف رؤية 2030 ومحاورها الثلاثة : “مُجتمع حيوي” و “اقتصاد مُزدهر” و “وطن طموح”.